جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
لطالما رؤساء مصر السابقين، يسارعون طوال مسيرتهم الرئاسية عند البدء في إقامة المشروعات الكبري في مصر علي الاحتفال رسمياً، و يلفها الزخم بحضور رئيس مجلس الوزراء، و الوزراء المعنيين بهذه المشروعات ، و في جمع كبير من كبار المسئولين، و رجال الدولة ،و الشخصيات العامة، و قد يحضر لفيف من سفراء بعض الدول، ليشهدوا مراسم و بروتوكول الافتتاح الرسمي للبدء في تنفيذ هذه المشروعات ،و بالطبع تتهافت وسائل الإعلام المختلفة المرئية، والمسموعة، و المكتوبة، للتتسابق في نشر وقائع هذه الاحتفالية للرأي العام، و مدي أهمية هذه المشاريع في المجالات الاقتصادية و،الاجتماعية و مدي الجدوي الاقتصادية و المالية له ،و في نهاية الاحتفال يفتتح الرئيس حجر الاساس إيذانا ببدء التنفيذ.
إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا ينهج هذا الاسلوب ،فإنه لا يعلن إقدامه علي تنفيذ اي مشروعات ذات البعد القومي الضخم ،إلا بعد تنفيذها بالفعل، و بعد إجراء التجارب العملية علي أرض الواقع، و دائماً ما يكون حرص السيد الرئيس سواء في تنفيذ مشاريع صناعية او زراعية طويلة الأجل او قصيرة الأجل علي أن يسبق الزمن، و تقليص مدة تنفيذها لسرعة الإنتهاء منها،و لحرصه الشديد علي مدي تاثير انجاز هذه المشاريع، و مردودها علي الاقتصاد القومي و البعد الاجتماعي بإحساس الغيور علي مصلحة وطنه و مصلحة شعبه في حياته المعيشية نحو الأفضل و دائما ما يصرح امام الحضور علي تسمية هذه المشروعات من حيث الأولوية بالتنمية المستدامة،
و دائماً ما يفاجئ القائمين على تنفيذ المشروعات بالمرور المستمر للتأكيد علي جدية التنفيذ، و جودته و متابعته أولا بأول وفقاً لتوقيتاته المحددة، و جدولها الزمني الواردة في خطة التنفيذ ،و يتم متابعة الرئيس لمراحل التنفيذ عادة في سرية و بعيدة عن وسائل الإعلام.
و بين الحين و الحين يفاجئنا السيد الرئيس بمشروع قومي ضخم يعتبرهذه المرة
“إعجاز هندسي” بكل معني الكلمة، و قد وصفه الرئيس السيسي بأنه ( اهم مشروع تنفذه مصر) في الوقت الحالي .
هذا المشروع هو إنشاء أكبر نهر صناعي في العالم الذي يخترق الصحراء الغربية لمصر، يعتبر نقلة نوعية في تحقيق طفرة في الاقتصاد القومي ،ويهدف إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية .
هذا المشروع القومي الضخم، هو إقامة (مشروع نهر الدلتا الجديد) يهدف الي زراعة مليون و نص مليون فدان محاصيل استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، و تقليل الفاتورة الإستيرادية في ظل عدم توافر العملة الصعبة التي تشهدها البلاد في هذه الفترة التي تمر بها مصر بل و العالم كله إقتصاديا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.
و يعد النهر الصناعي المصري أضخم مشروع لنقل المياة في العالم بطول 114 كيلو متر مقسم الي جزئين الجزء الاول بطول 22 كيلو متر من خلال مد مواسير ضخمة تحت الأرض ،و الجزء الثاني بطول 92 كيلو متر، و هو مسار سطحي في صورة قنوات ضخمة .
و قد صرحت الحكومة من انها بالفعل تم الإنتهاء من تنفيذ هذا المشروع بنسبة 35% من الأعمال الإنشائية الخاصة بنقل المياة و تم الإنتهاء من إنجاز الاعمال المكشوفة بنسبة تصل إلي 65% .
هذا و قد أفاد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا و الموارد المائية في مصر إن النهر الصناعي الذي يجري تنفيذه، هو مشروع ضخم، و قد وصفه ب ( بالاعجاز الهندسي) مضيفاً إن هذا المشروع يجري تنفيذه لأول مرة في مصر إنشاء ( نهر صناعي) أعلي من منسوب نهر النيل، و هذا ما يجعل المشروع في حاجة ماسة إلي إنشاء محطات رفع المياة، موضحاً إن هناك مصدرين اساسين لمياة النهر الصناعي المصدر الاول من مياة المعالجة ثلاثيا و المصدر الثاني هو من نهر النيل.
و الوظيفة الرئيسية من هذا النهر الصناعي هو محاولة إنشاء اكبر محطة من المياة المعالجة في العالم و هي (محطة الحمام) في صحراء مصر الغربية و ذلك من خلال نقل مياة نهر النيل، و المياة المعالجة لاستخدامها في زراعة إثنين و نصف مليون فدان من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي تعتبر مصر في أمس الاحتياج الفعلي .
و من المتوقع ٱن ينقل النهر الصناعي نحو عشرة ملايين مكعب من المياة الصالحة للزراعة.
و يقع مشروع الدلتا الجديد علي امتداد محور روض الفرج و الضبعة الجديد،
و هو إحدي قاطرات الزراعة في مصر و يتميز هذا الموقع بالاستراتيجي بقربه من الموانئ، و المطارات مثل موانئ الإسكندرية و السخنة و السلوم و مطارات برج العرب في غرب القاهرة .
و سيساهم مشروع الدلتا الجديد الذي يبلغ مساحته اتنين و نصف مليون فدان في زيادة الرقعة الزراعية في مصر بنحو 30% مما سينعكس ذلك إيجاباً في سد الفجوة الاقتصادية لتنامي عدد السكان المتوالي في الصعود لتحقيق مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية الحيوية الذي يهدف المشروع كهدف استراتيجي لتحقيقه.
هذا فضلا علي ما يحققه هذا النهر الصناعي الجاري تنفيذه الي خلق مجتمعات جديدة و توفير الايدي العاملة لإقامة مثل هذه المشاريع العملاقة، و ما توفره من قيمة مضافة بإقامة مشروعات صناعية، و تجارية كبيرة مرتبطة به .
و تبلغ التكلفة الإجمالية لإنشاء هذا المشروع القومي الضخم نهر الدلتا الجديدة 160 مليار جنيه .
و يعتمد هذا المشروع في إنشاءه علي احدث الاساليب التكنولوجيا في مجال معالجة المياة بواسطة خبراء مصريين علي اعلي مستوي من الكفاءة و الخبرة في مجال الجيولوجيا و الموارد المائية.
و من الاهداف الهامة التي يسعي لتحقيقها المشروع توفير مياه نهر النيل و ترشيده و نقله للاستفادة منه اقصي استفادة ممكنة بالإضافة إلى تعزيز استراتيجية الدولة في مجال إنشاء مجتمعات زراعية ضخمة وفقاً لنظم إدارية حديثة و متطورة، كما سيكون هذا المشروع داعماً لإقامة انشطة صناعية و تجارية متعلقة بالزراعة مثل الثروة الحيوانية و الداجنة و التصنيع الزراعي .
** و هكذا ايها السادة نري أن اجدادنا المصريين القدماء روضوا نهر النيل منذ آلاف السنين
و استخدموه علي مر العصور كشعار لرمز النمو و الرخاء و جعلوه اله يتعبدوه بينما نجد المصريين حاليا في طريقهم لتخليد نهر النيل مرة آخري و لكن هذه المرة ليس تخليدا تاريخياً فحسب و انما تخليدا في سجل الانجازات الضخمة سيظل يفتخرون بها ،والتي لا تقل شأنا عن إنشاء قناة السويس وبناء السد العالي في أسوان.
هذه هي مصر بسواعد المصريين الشجعان الأوفياء المخلصين لبلادهم الذين يعملون في صمت ،
و دون صخب او دعاية وإعلان بعيدا عن الاضواء، و ستظهر جني ثمار عملهم بعد سنتان من العمل المتواصل في ملحمة سيشهد لها التاريخ الذي سيقف مصفقا لهذه الملحمة بأيادي مصرية ذهبية خالصة تستحق منا كل تقدير واحترام جيل بعد جيل، و هي ستكون و تظل هي : ( كلمة السر )
وراء كل نجاح.