جريدة بكره احلى
هذا هو ريشي سوناك رئيس مجلس وزراء بريطانيا التي يطلق عليها بريطانيا العظمى ، يجري مهرولا و الوفد الرسمي المرافق له أمام أنظار الحاضرين و عدسات الكاميرات أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد بشرم الشيخ أثناء مؤتمر المناخ العالمي و في حضور وكلات الأنباء العالمية التي أثار إهتمام ،و فضول الصحفيين الأجانب عن الأسباب التي جعلت ريشي سوناك الهروب بهذه الطريقة عند سؤاله عن موقفه من المسجون علاء عبد الفتاح ،و الذي كان يريد أن يرافقه معه عند صعوده لسلم الطائرة عند عودته الي بلاده ،و لكن كل ذلك لم يحدث و لن يحدث.
و لكن من هو علاء عبدالفتاح؟! و ما هي الحقيقة في إصرار ريشي سوناك الذي طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي مقابلته في لقاء قمة ،لكي يطلب منه سرعة الإفراج عن علاء عبد الفتاح و ماذا دار في هذه القمة من حوار بينهما ،و ما هو رد فعل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عند طرح هذا الموضوع و السؤال الأهم لماذا علاء عبد الفتاح علي وجه التحديد لكي يصبح في بؤرة إهتمام ريشي سوناك.
في الحقيقة أن علاء عبد الفتاح ليس مجرد ناشط سياسي و لا حتي ناشط حقوقي في منصات التواصل الاجتماعي لكي نعطي له هذا الحجم الكبير من الاهتمام و إنما علاء عبد الفتاح هو “الصندوق الأسود” هو مكتبة أسرار متنقلة و قاعدة منصات معلوماتية هامة عن أساليب و دهاليز و كواليس عن كيفية الأجهزة الأجنبية و المخابراتية في التعامل مع قضايا رأيناها فيما يسمي سنوات الربيع العربي ،علاء عبد الفتاح يعرف جيدا أساليب تجنيد الشباب في مصر و كيفية التمويل التي يتم طبعا عن طريق الجهات التي يطلق عليها ما يسمي بمنظمات حقوق الإنسان و منظومات المجتمع المدني و كذلك يعرف جيدا أساليب دعم الشباب في الأوقات الصعبة و خاصة التركيز علي محاولات تقليب الشعوب و تحديدا الشباب تجاه دولهم وصولاً الي الدعم التقني و السيبرالي في حالة انقطاع شبكات النت الدولية و التواصل مع الشباب في كيفية كتابة التقارير المغرضة ضد الدولة مثلما حدث في عام 2011 .
فما هي الجهات الأجنبية الحقوقية و المدنية والسياسية التي تستقبل تلك التقارير و تحولها للمخابرات البريطانية M6 و المخابرات الأمريكية CIA و البنتاجون و الكونجرس التي تقوم هذه الجهات بدورها بتحليل تلك المعلومات و البيانات التي تحاول تلك الجهات الضغط علي الحكومة المصرية بتلك المعلومات و تجعلها في موقف تفاوضي ضعيف أو تحاول ابتزازها للخضوع و الخنوع عند الجلوس معها علي مائدة المفاوضات السياسية والاقتصادية.
فوجود شخص في مثل علاء عبد الفتاح الآن في قبضة الحكومة المصرية يعتبر خطر كبير علي أساليب أجهزة المخابرات الأجنبية و يتعين الإفراج عنه و إطلاق سراحه بشتي الطرق و سحب هذا العنصر من أرض العمليات و الجلوس معه في جلسات الإستماع و الإستجواب مطولة حتي يعرفوا يقينا و علي وجه الدقة ما هي قيمة و حجم و درجة أهمية المعلومات و البيانات التي عرفتها الأجهزة المصرية من عميلهم أثناء مراحل التحقيق و هو ما يعد هدفهم الإستراتيجي و تقوم هذه الجهات الأجنبية بعد ذلك بتقييم الموقف نحو إدخال تعديلات و تطوير و تغييرات التي تطرأ علي أساليبهم في تجنيد عملائهم و استخلاص المعلومات الهامة التي يريدون الحصول عليها منهم مستقبلاً و عندئذ تقوم هذه الأجهزة الأجنبية باتخاذ قرارها أما إعتبار علاء عبد الفتاح صيد ثمين و عميلهم المخلص و كاتم أسرارهم أو يعتبرونه ورقة محروقة و قد استنفذ الغرض منه و أصبح عميل لم يعد له دور أو أهمية و عليه التقاعد و الخروج من الباب الواسع من حساباتهم مستقبلا .
و الجدير بالذكر و الأهمية في ذات الوقت أن مثل علاء عبد الفتاح و غيره من العملاء لدي هذه الأجهزة الأجنبية عليهم أن يشعروا بالاستقواء و الحصانة و الحماية و هذا لا يتاتي إلا بإصباغ الجنسية الأجنبية لهم حتي يتم منحهم الحماية السياسية و الدبلوماسية لهم هم و أفراد عائلاتهم حتي يستطيعوا عائلاتهم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في الوقت المناسب كالسماح بالاستعانة بفريق المحامين الذين سيتولوا الدفاع عنهم و عن حقوقهم المشروعة التي يدعون بها و كذلك ليس هناك مانع لديهم أيضا من الوقوف أمام وكلات الأنباء أو الإعلام بصفة عام أو استغلال منصات التواصل الاجتماعي للادعاءات و افتراءات التي لا أساس لها من الصحة لإظهار مدي الظلم و ضياع حقوق الإنسان أو أي ذريعة و ذلك أمام الرأي العام المحلي أو العالمي .
و في الواقع عند توجه ريشي سوناك الي المؤتمر المناخ الدولي لشرم الشيخ و بتوصية من أجهزة المخابرات البريطانية M6 أراد أن ينتهز هذه الفرصة و لمناصره معارضيه أو علي الأقل انتصار معنوي له عليهم فطلب من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد قمة معه و يطلب الإفراج عن علاء عبد الفتاح و يصطحبه معه عائدا الي بلاده إلا أن رد فعل الرئيس كان عنيفاً و رفض بشدة هذا الطلب تأسيسا لأن علاء عبد الفتاح متهم في جريمة جنائية و صدر ضده حكم قضائي بات بالسجن لمدة 5 سنوات و هو في مرحلة تنفيذ العقوبة في جريمة تمس الأمن القومى و هو خط أحمر لا يمكن السماح حتي مجرد التحدث عنه أو مناقشته و هي جريمة من الجرائم التي لا تخضع لقرارات العفو أو أوامر رئاسية هذا فضلاً علي نهج الرئيس في حكمه علي إحترام القضاء و إستقلاله و علي حجية الأحكام القضائية الصادرة من القضاء و احترامه لقرارات النيابة العامة المصرية كجهات تحقيق .
و قد ختم الرئيس السيسي هذا” الدش البارد” بعدم الموافقة علي طلب ريشي سوناك بالإفراج عن علاء عبد الفتاح علما بأن إجراءات حصول علاء عبد الفتاح علي الجنسية البريطانية لم تكتمل بعد حيث يتعين عليه التقدم الي الجهات المختصة في بريطانيا (ادارة المهاجرين) التابعة لوزارة الداخلية .
و هذه المفاجأة التي فجرها الرئيس عبد الفتاح السيسي ألجمت ريشي سوناك و شلت تفكيره و جعلته لم يحسن التفكير و أفقدته حسن التصرف في الرد علي الصحفيين الذين كانوا في انتظاره في قاعة الصحافة عقب إنتهاء إجتماع القمة و بدلاً من الوقوف بثبات و شجاعة لمواجهة الأسئلة أمام الصحفيين خرج مهرولا من أثر الصدمة و عنف المفاجأة و خرج من القاعة بل و من مدينة شرم الشيخ كلها.
و هكذا إنتصرت الإرادة السياسية متمثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام غطرسة ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الذي سيواجه عند عودته معارضيه المتعطشين لإحراجه سياسياً لفشله الذريع أمام أول تحدي في أول مهمة رسمية يكلف بها خارج البلاد منذ اختياره رئيساً لمجلس الوزراء البريطاني.
تحيا مصر و تحيا الرئيس عبد الفتاح السيسي.