طارق فوزي. يكتب وجهة نظر قمة إنقاذ كوكب الأرض قمة اللحظة الفارقة

جريدة بكره احلى

ا . طارق فوزى
ا . طارق فوزى

يعد إنعقاد المؤتمر العالمي للمناخ في مصر COP 27 في مدينة السلام بشرم الشيخ في حضور زعماء و رؤساء العالم أجمع لحظة فارقة في تاريخ الأمة و العالم بأسره و سيتوقف أمامها التاريخ البشري كله الذي شهد تحديات كبري في هذا القرن و تحديداً في العام الماضي من تغيرات مناخية غير مسبوقة كأرتفاع حاد في درجات الحرارة و إرتفاع منسوب المياة في المحيطات و البحار فضلا علي تلوث الهواء بأول و ثان أكسيد الكربون أدت إلي رفع قياسات تلوث البيئة الي نسب عالية.
و يحضر قمة المؤتمر العالمي للمناخ أكثر من 120من قادة و زعماء العالم في منتجع شرم الشيخ و يشارك نحو 30 ألف من أكبر الخبراء و العلماء في مجال منظمات بحوث و دراسات البيئة في العالم حضروا هذه القمة.
و يعد هذا المؤتمر جزء من إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي و هي معاهدة دولية وقعها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري علي المناخ.
و هذا المؤتمر هو السابع و العشرون منذ دخول الإتفاقية حيز التنفيذ في 21/3/1994 .
و منذ أن تقدمت مصر بطلب إستضافة المؤتمر الدولي للمناخ العام الماضي وقع الإختيار عليها باعتبارها الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في إستضافة هذا المؤتمر.
و يهدف مؤتمر المناخ العالمي السنوي COP 27 منذ انطلاق فعاليات قمة شرم الشيخ تحت عنوان ( لحظة فارقة) لمواجهة التغير المناخي و التخلص التدريجي من إستخدام الفحم كأحد أكثر العوامل تأثيرا في إنبعاث أول و ثان أكسيد الكربون و هو العامل الرئيسي في تلوث البيئة و المناخ.
كما يهدف المؤتمر أيضا إلي تحديد وسائل و طرق العلاج و الحلول المثلي و اكثرها فاعلية في التعامل مع قضية التغير المناخي فيما تحث الأمم المتحدة الدول علي استخدام القمة للتفاوض علي إتفاق تاريخي لخفض الانبعاثات الكربونية و بالتالي تخفيض حرارة الأرض بنسبة 1.5%.

و من وقتها أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستعمل علي جعل المؤتمر العالمي للمناخ ( نقطة تحول جذرية) في جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح أفريقية و العالم بأسره.
هذا و قد حرصت القيادة السياسية إغتنام هذه الفرصة الكبيرة لجعل مصر منصة انطلاق كبري و نقطة تحول محورية لوضع حلول جذرية للحد من تلوث البيئة و قد تابعت اليوم الأول للجلسة الإفتتاحية الإجرائية بتاريخ 6/11/2022 للمؤتمر الدولي للمناخ و الذي حدد فترة المؤتمر من 6/11/2022 الي18/11/2022
و في هذه الجلسة التي تختص بوضع أجندة لجدول أعمال المؤتمر العالمي للمناخ حيث تم ترشيح السيد / سامح شكري وزير خارجية مصر رئيسا للمؤتمر الذي شدد على حرص مصر علي إنجاح هذا المؤتمر العالمي و عقد العزم علي أنه قد آن الآوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكوكب الأرض لوضع برامج محددة و توقيتات زمنية لتنفيذ ما يصل إليه هذا المؤتمر من توصيات ملزمة لجميع دول العالم للحيلولة دون تفاقم أزمات أو كوارث تتعلق بتلوث البيئة علي مستوي العالم الذي عاني و لا يزال من تغيرات مناخية غير مسبوقة أدت إلي إرتفاع حاد في درجات الحرارة أثرت سلبيا علي البيئة من حرق الغابات وفيضانات في العديد من دول العالم مما خلف خسائر مادية فادحة لهذه الدول.

و الجدير بالذكر هنا في هذا المقام أنه و لأول مرة في هذا المؤتمر العالمي للمناخ هذا العام أن حدد أعضاء المؤتمر العالمي للمناخ هذا العام خلاف كل المؤتمرات العالمية للمناخ التي عقدت في السابق علي ألا يكون هذا المؤتمر COP27 بشرم الشيخ كمثيلاته من المؤتمرات التي ننتهي بمجموعة من التوصيات والمقترحات و القرارات تكون حبيسة الأدراج و لا تري النور مجرد حبر على ورق.
و لكن هذا المؤتمر هذا العام يطلق عليه (مؤتمر الفرصة الأخيرة) أو (مؤتمر اللحظة الفارقة) و قد وضع أولي بنود جدول الأعمال هو وضع آليات التنفيذ و جداول زمنية لوضع ما يصدره قمة هذا المؤتمر من توصيات و قرارات موضع التنفيذ و في توقيتات محددة و متابعة التنفيذ.
و من أهم التحديات التي تواجه قمة مؤتمر المناخ في هذه الدورة هو التمويل و هو يحتاج أكثر من 100مليار دولار لمواجهة التحديات و الحد من ظاهرة تلوث البيئة .
هذا و في الجلسة الافتتاحية حرص أعضاء المؤتمر علي إضافة بند جديد في جدول الأعمال اقتراح تعويض الدول الفقيرة التي أصابها أضرار ناجمة عن تلوث البيئة و المناخ و قد تم اعتماد هذا البند الإضافي بعد صياغته صياغة دقيقة و هو بند (التمويل) و هو بند يتعلق بتمويل ( الأضرار والخسائر و إيجاد آلية مناسبة للتمويل دون الإقرار بالمسئولية القانونية لالزام الدول التي تتسبب _ و تحديدا الدول الصناعية الكبري_ في إحداث هذا الخطر الداهم ألا و هو تلوث المناخ و البيئة في التعويض و تغريمها مليارات الدولارات دون تسمية الدول الملتزمة بسداد الفاتورة .
و حسنا فعلت مصر أن رفعت شعار ( دورة التنفيذ) خلال قمة المناخ COP 27 . هذا و تأمل مصر أن تفي الدول بوعودها لإنقاذ الكوكب من حيث الوفاء بالتزاماتها و الخاصة بالتمويل و التكييف و الحد من ظاهرة التلوث البيئي.

أذن شعار هذا المؤتمر العالمي للمناخ هو :
لا للمفاوضات.. لا للوعود …
لا للإقتراحات……
نعم للتنفيذ فقط.
نعم لانتهاز الفرصة الأخيرة و اغتنامها في هذا المؤتمر التاريخي حتي لا يحدث للكرة الأرضية ما لم يحمد عقباه مستقبلا كمسئولية تضامنية للدول و البشرية جمعاء قد يندم عليها أجيالنا و أحفادنا و لكن بعد فوات الأوان.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock