جريدة بكره احلى
كثر الحديث في الآونة الأخيرة من الحرب الروسية الاوكرانية عن إحتمال حدوث حرب نووية،
و لطالما بعث الرئيس بوتين برسائل نارية بالتلويح و التهديد بإستخدام السلاح النووي كخيار أخير ربما يستخدمه في الرمق الأخير من الحرب إذا ما تعرضت روسيا إلي التهديد و أوشك الي تعرض بلاده و أمنه القومي إلي الخطر.
و لكن لندع هذا السلاح النووي جانباً، و نتأمل هذا السلاح الجديد، طائرة بحجم أصبع الجندي وزنها 16 جرام فقط لا غير ،
و تكلفتها نحو 195 ألف دولار قد تحسم معركة المدن لصالح الأوكرانيين ، هذا السلاح يطلق عليه أسم “الدبور الأسود ” ( بلاك هورنت ) مايكرو درون، أخترعت هذه الطائرة شركة نرويجية و استحوذت عليها شركة أمريكية
و تتسابق علي شراؤها جيوش العالم و الناتو ،
هذا السلاح سيقلب موازين أي معركة عسكرية أو حرب رأسا على عقب ، و الولايات المتحدة الأمريكية
و بريطانيا وعدتا تزويد أوكرانيا بنحو 250 طائرة منذ شهر أغسطس الماضي، و منذ هذا التاريخ و يلاحظ أن ميزان النصر في الحرب يميل لصالح الأوكرانيين.
فالنري ماذا يحوي الدبور الأسود من إمكانيات ليكون بهذا الأهمية.
الطائرة مخصصة لعمليات الإستطلاع و تجميع معلومات استخباراتية علي جانب كبير و دقيق
من الأهمية،يقوم علي نظام محمول يضم قبضة تحكم و شاشة عرض، ووزن الطائرة بمكوناتها يزيد عن الكيلو جرام بقليل لايحتاج الجندي سوي عشرون دقيقة فقط لكي يتعلم علي تدريب و تشغيل الطائرة،
و يمكن تركيب الطائرة و تشغيلها و تحليقها بأصابع اليد الواحدة في دقيقة واحدة .
و للطائرة نظامان يتحكمان في تحليقها و الملاحة:
النظام الأول : نظام آلي مثبت فيها و تطلق الطائرة و يتم التحكم في الوصول لأهدافها وفقاً لنظام تحليق ذاتي مسبقاً عن طريق ال GPS .
النظام الثاني : يتم عن طريق التحكم اللاسلكي اليدوي.
طائرة الدبور الأسود أو البلاك هورنت يوجد ثلاث كاميرات في مقدمتها قادرة علي التوجيه وتغطي مساحة جغرافية نحو 1000 متر و لديها القدرة علي المناورة و التصوير الليلي بالأشاعة تحت الحمراء ،و تبث رسائل مباشرة من الموقع التي تحلق أعلاه كما تأخد صور عالية الدقة للأهداف
و المواقع المطلوب تصويرها و إصابتها بدقة بالغة.
التصميم الديناميكي يجعلها قادرة علي مقاومة الرياح
و الأمطار و العواصف بحيث لا يعوقها في الوصول الي أهدافها أي عائق، وهي مثالية لحرب المدن و المناطق التي يتعذر علي القوات البرية
أو الجوية أو الدرون العادية الوصول إليها أو أختراقها، و يمكن إرسالها بحيث تدخل إلي أضيق فاتحة
في الجدار ،و هذه الطائرة يكون من المستحيل إصابتها أو رصدها عن طريق الرادارات الإلكترونية الحساسية، و يمكن أن تستطلع أماكن تواجد الكمائن و رصد القناصة بدقة متناهية و تحديد تواجد القوات البرية بشكل مثالي.
هذا النوع من الطائرات تلبي المهام الموكلة إليها بصفة مستمرة في مدة تستغرق 25 دقيقة و تصل سرعتها الي عشرة أمتار في الثانية ،و يصل مداها الي 1600 متر لتبقي علي إتصال بالأنظمة الإلكترونية التي تشغلها، و بين أن يتم شحنها لمدة تصل الي عشرون دقيقة فقط تكون جاهزة للتشغيل لأداء المهام الخاص بها .
و محرك هذه الطائرة كهربائي بحيث لا يمكن سماع صوتها و بالتالي
لا يمكن رصدها أو إصابتها بسهولة،و حتي في حالة إصابتها تتحول ببساطة شديدة الي مجرد خردة بحيث لا يمكن للعدو أن يستفيد منها معلوماتيا أو إعادة تصنيعها إلا إذا حصل على قاعدة التحكم اليدوي أو اللاسلكي أو البرنامج الالكتروني الخاص بها،
و تعمل الشركة التي تقوم بتصنيعها علي تطويرها لكي تصبح أقل تكلفة لمحاولة صناعتها بالأعداد المطلوبة التي يسمح لها بالانتشار تسويقيا
و لتكون أداة أكثر تكتيكيا للإستفادة منها في الحروب المعقدة كالحرب الروسية الاوكرانية.
و هكذا و بعد أن كانت طائرات الدرون التقليدية المستخدمة حالياً في حجم الطيور فقد آن الآوان إستخدام طائرة الدبور الأسود البلاك هورنت
التي تصل حجمها
الي الحشرات بحيث تكون أكثر فاعلية عن غيرها من مثيلاتها.
و لا ندري ماذا في جعبة تكنولوجيا السلاح أن تصل بنا بعد هذا الدبور الأسود.