كتب :- إسلام دربالة
■حيث إن تلك السهرة عادة و طقس قد توارثه الأبناء عن الآباء و الأجداد في مظهر من مظاهر التمسك بالهوية المصرية ،والجلسات الجماعية تلك تكون مع أهالي الريف فهى أحد الطقوس الرائعة في شهر رمضان، وعلى الرغم من التطور و حركة الحياة السريع فى عالمنا المعاصر.. إلا أن تلك السهرات الرمضانية عنصر أصيل من عناصر الشهر المبارك فى الريف المصرى ، فقد تطورت من الماضى إلى ما وصلت عليه الآن ، فكانت فى الماضى القريب لها حالة خاصة حيث
كان كل أبناء العائلة يجتمعون كل ليلة فى بيت كبير العائلة حتى منتصف الشهر الكريم ومن ثم تكون الزيارات حيث كانت كل عائلة تزور الأخرى في بيت كبير العائلة أو ” دوار العائلة ” … إلا أن ذلك
كان يضفي لوناً خاصاً على الأجواء الرمضانية بالمناطق الريفية .
■ واليوم نشهد إحياء السهرة الرمضانية فى الشرقية حيث تقام تلك السهرات في كل ليلة من ليالي الشهر المبارك فى قرى الريف المصري و من إحدى تلك القرى فى محافظة الشرقية
(قرية الصنافين ) ،،
حيث نجد هذا المظهر جلياً فى كل ليلة حيث يلتف أبناء العم وأبناء العائلات فى الدار الكبيرة
و التى تسمى( دواراً) كما ذكرنا ،
حيث نجدهم هناك فى ضيافة أحد أبرز أبناء القرية و عمدة الصنافين العمدة: عبد الحميد دربالة ، فهم يجتمعون بعد صلاة التراويح فى الدار الكبيرة و يتحدثون فيما بينهم عن أمور الحياة و فضائل الشهر الكريم و بعض مشكلات القرية بحكم تواجد عدداً كبير من أبناء القرية .
▪︎ فنجد فى ذلك شكل من أشكال انعكاس الموروث الثقافى المصرى عن صدق فى صورة من أبهى صورها ،
أما على الوجه الآخر فنجد أن هذا المظهر قد تخطى شكل الطقس الريفى فهو مظهر أصيل يعكس الشخصية المصرية المعاصرة التي تتمسك
بكل ماهو جميل من ماضيها الأصيل الذى لا يموت فى عمر الزمن فمصرنا هى أرض البناء والحضارة و التقدم بلا تخلى عن إرثنا العظيم ..