أ.د. راغب السرجاني
وصايا الرسول ﷺ الأخيرة قبل موته:
كان لرسول الله ﷺ في أيَّام مرضه الأخير عدَّة وصايا للمسلمين. كان من هذه الوصايا إخراج اليهود والمشركين من جزيرة العرب، وكان منها الوصاية بالصلاة، وبملك اليمين، وبإجازة الوفود -أي إعطائهم جوائز وهدايا- بنحو ما كان يفعل رسول الله ﷺ، كما أوصى بالاهتمام بالرؤيا الصالحة على أساس أنَّها الأمر الوحيد المتبقِّي من النبوَّة. -أيضًا- أوصى الرسول ﷺ بالأنصار؛ وذلك في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنَّهم لن يكونوا خلفاء، وعلى الجانب الآخر أشار في كلماتٍ ومواقف كثيرة إلى استحبابه أن يكون أبو بكر الصديق خليفته بعد موته ﷺ. -أيضًا- أسَرَّ رسول الله ﷺ شيئًا لعثمان بن عفان، ولعلَّه كان أمرًا متعلِّقًا بالفتنة التي ستحدث في آخر عهده خليفةً للمسلمين.
بعد هذه التلميحات الكثيرة لقرب موت الرسول ﷺ صَرَّح لابنته فاطمة ل أنَّه سيموت في مرضه هذا، وأخبرها أنَّها ستكون أوَّل أهله لحوقًا به، كما بشَّرها أنَّها ستكون سيِّدة أهل الجنة. من الجدير بالذكر أنَّ فاطمة رضي الله عنها ماتت بعد ستَّة أشهر من موت الرسول ﷺ، وكانت أوَّل أهله لحوقًا به كما قال[1].