لعل الحياة تبدأ هنا …!
مقال، ليكن مثلما قيل سابقاً… أنا أكتب لأني أرغب بالكتابة وعليكم تفسير ما أكتب، فمن عادتي عدم استغباء قارئي فهو الأكثر فهماً لي، ربما أكثر مني!
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ.
كثيرة هي الازمات في هذه الحياة وفي كل بلاد الله.. ولكن غلبة الرجال هي أصعب صورة شاهدتها في العديد من المدن المغربية حينما ترى رجالا يبكون وينبشون في القمامة لعلهم يجدون ما يعيلهم على ازمة الحياة صدقا قارئي العزيز كل صورة كانت غصة في قلبي ودمعة جمر نزلت من عيوني دون ان أدري. ففي ضوء الأزمة العالمية، والتي أثرت على الدول الفقيرة والنامية بشكل كبير جدا وحتما ستستمر تداعياتها للعامين التاليين.. فإننا ندعو إلى عقد اتفاقية (هدنة) مع (الفساد) الموجود في المغرب لهذه الفترة من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة العالمية. فالفساد في بلادنا ينهب من المال العام ومخصصات المشاريع وحاجيات الناس الضرورية، ويمكن في حالة توقف هذا الفساد سيخفف كثيرا من آثار هذه الأزمة. إذ لا يعقل أن تأتي الجائحة العالمية لتصنع لنا مشكلة، وفي ذات الوقت يواصل الفاسدون نهبهم ليضاعفوا معاناة الناس ويوسعوا آثار هذه المشكلة ويعقدوها أكثر مما هي معقدة أصلا. قراءة من واقعنا الاقتصادي الفعلي تقول: إن حالنا- إن شاء الله- يمكن أن يصمد أمام الأزمات الاقتصادية والجائحة العالمية وتأثيراتهما، لكن ذلك مشروط بتوقف الفساد مع اتخاذ عدد من الإجراءات الضرورية الأخرى، وبالذات وقف النفقات الحكومية غير الضرورية منها، مثلا وقف استخدام السيارات الحكومية ووقودها للأغراض الخاصة، واستخدامات أولاد وبنات المسؤولين لها بشكل تحول إلى ظاهرة عامة تعبر عن صورة من صور استغلال الوظيفة العامة وتسخير المال العام للصالح الخاص، نقول ظاهرة عامة لأن المتابع لحركة سير السيارات المختلفة الأنواع والأحجام والأشكال في شوارعنا في مختلف المدن سيجد نسبة (الحكومي) هي الأعلى!. طبعا طوال السنوات الماضية ومع حملة مكافحة الفساد والإجراءات المختلفة التي اتخذت في هذا الاتجاه، منها تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، ظلت المطالبة ودية بأن يوقفوا فسادهم الذي يأكل كل ما هو أخضر في حياتنا وحتى اليابس.. لكن قوى الفساد لم تقبل ولم ترضخ لهذه المطالب والدعوات التي وصلت حد الترجي، بل واصلت عنادها وصمودها أمام كل الحملات السياسية والإعلامية المحلية والدولية، وظلت محافظة على وجودها وقوتها وهيمنتها ونفوذها. لكن اليوم الوضع اختلف.. انفجرت أزمة وجائحة عالمية، آثارها لن تكون سهلة على مجتمعنا الذي هو أصلا في وضعه الحالي يعاني ويعاني، ومساحات الفقر في ازدياد وتوسع وتكاثر. لذلك لا نجد إلا أن نكرر مطالبنا لقوى الفساد، وهذه المرة لا نطالبهم فقط، بل نناشدهم وندعوهم إلى هدنة، ولو مؤقتة، وينظرون الى الخطر الداهم الذي يهدد الشعب ومعيشته وحياته بسبب الأزمة التي تجتاح العالم والدول الفقيرة بوجه خاص والمغرب في مقدمتها، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الأعظم شهر المغفرة وشهر تهافت الفساد والمفسدين على احتكار السلع وضروريات هذا الشهر الكريم وبالذات إذا استمر الفساد يأخذ نصيبه كما تعودوا وعودونا عليه.
لذا ندعو الشعب من هنا لصلاة استسقاء كما امر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ولكن هذه المرة ليست من اجل المطر بل صلاة استسقاء لقلوب الفاسدين وقوى الفساد لعلها تكون رحيمتا بنا وبحالنا والله المستعان.