جريدة بكره أحلى
رئيس التحرير
وجدى وزيرى
كتب : إسلام دربالة
• لقد كتب القاضي الفاضل وزير صلاح الدين الأيوبي
أن القائد الناصر قال : ” إن السيف يزرع و السياسية تحصد ”
• ومن تلك المقولة نستنتج أن قوة الموقف تأتي من قوة السلاح في سياسة فرض الأمر الواقع ، أما هنا سوف نعرض عليكم وجهاً آخر من أوجه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في فترة من أشد فترات حياته في الزنزانة 54 .
• هُنا هو لا يملك شيئاً حتي لا يملك ذاته التي هي حبيسة السجن قد يكون نهاية المطاف بالنسبة للبعض، لكنه بالنسبة للرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت المحطة الفارقة في حياتة، حيث بدأ من داخل الزنزانة 54 إعادة ترتيب أوراقه وقيم الفترة السابقة من مشواره وتحديد ملامح المستقبل الذي كان ينتظره خارج الأسوار.
•السادات نفسه أكد على هذا المعنى في المذاكرات التي كتبها قبل الرحيل حيث يروي السادات “للاستعداد مكانان في هذا العالم لا يمكن للإنسان فيهما أن يهرب من ذاته، الحرب والسجن” داخل السجن هذا ما قاله السادات، عن تجربته في الزنزانة 54 التي بدأت في عام 1946.
• لقد اعتقل السادات بعد اغتيال أمين عثمان، وزير المالية في حكومة النحاس باشا، بسبب علاقته الوطيدة بالحكومة البريطانية، واعتقل “السادات” مع آخرين على خلفية الحادث دون أن يوجه له اتهام رسمي، وتم إيداعه في الزنزانة رقم 54 في سجن “قرة ميدان” لمدة عامين ونصف، بينهم عامٌ ونصف في الحبس الانفرادي داخل هذه الزنزانة التي غيرت حياته، بل وُلد منها “سادات” جديد، أبرز ملامحه كما سطر في مذكراته “البحث عن الذات”
• النجاح الداخلي أهم من النجاح الخارجي
يروي “السادات” في مذكراته أن أهم ما تعلمه داخل الزنزانة 54 أن الأهم هو النجاح الداخلي، فمن الناس من يهتم بالنجاح الخارجي وينبهر به، لذا يصيبه الاضطراب إذا ما تزعزع هذا النجاح، أو اختلفت نظرة الناس له، لكنه يرى أن النجاح الداخلي أقوى وأبقى من النجاح الخارجي الذي يتزعزع باختلاف الزمن والمناصب ويقول “رئاسة الجمهورية ليست أكبر عندي من أنور السادات. فأنور السادات هو نفس أنور السادات، في أي موقع وتحت أية ظروف” .
•مرحلة انكار الذات في حياه السادات
يقول الرئيس الراحل في مذكراته: “في الزنزانة 54 بدأت الروابط التي تربطني بمطالب الحياة تنقطع الواحدة بعد الأخرى”، فكما أوضح، أن نفسه قد تحررت من قيودها، فانفتح على عالم جديد أكثر رحابة من العالم المُحاط بقيود الحياة، ومن هنا وصل إلى مرحلة من إنكار الذات والسلام الداخلي، والتسامح” كان ذلك هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات بلا سلاح ولكن السلاح هُنا هو ذاته كما ذكر
” مكانان في هذا العالم لا يمكن للإنسان فيهما أن يهرب من ذاته، الحرب والسجن”
• وتحياتي لكم بكل خير وإبداع … ؛؛؛؛؛