فى البروفة الثانية لمنتخبنا الوطنى على ملعب ستاد لاتس جراند بمدينة زيوريخ السويسرية استعدادا لنهائيات كأس العالم المقبلة فى روسيا، خاصة بعد الأداء المحترم أمام بطل أوروبا والخسارة بشق الأنفس وبأخطاء ساذجة فى الثوانى الأخيرة بهدفين مقابل هدف.
تأتى أمسية اليوم وسط ظروف متناقضة للمنتخبين، فبينما المنتخب الوطنى نال احترام وتقدير العالم بعد الاداء الرائع امام برازيل اوروبا، واكد جدارته بحجز مقعد بين الكبار فى المونديال المقبل، فان نظيره اليونانى يحارب طواحين الاخفاق التى تطارده فى الاونة الاخيرة ، سواء على المستوى الرسمى بالغياب من جديد عن كأس العالم ، او وديا بالخسارة أخيرا امام سويسرا بهدف للاشيء.
المدير الفنى لمنتخب مصر هيكتور كوبر الارجنيتنى لملم احزانه على ضياع فوز مهم وتاريخى على نظيره البرتغالي، وبدأ يقرأ خلال الساعات الماضية أوراق الفريق اليوناني، ليس فقط لتحقيق الفوز وإرسال برقية مزعجة لمنافسيه فى المجموعة الأولى لكأس العالم والتى تضم روسيا وأوروجواى والسعودية، ولكن ايضا لتصحيح الاخطاء القاتلة التى تظهر دائما فى الوقت الميت من المباراة، مثلما جرى من قبل سواء فى نهائى افريقيا أو أمام بطل أوروبا.
ويضع كوبر فى حساباته إجراء بعض التغييرات فى التشكيل للوقوف على مستوى كل اللاعبين فى المجموعة التى ستنال شرف المشاركة فى نهائيات كأس العالم ،وبالتالى فإن الفرصة مواتية لظهور اكثر من اسم مثل محمد عواد فى حراسة المرمى بعيدا عن اللغط الذى دار بشأنه أخيرا، وايضا سعد سمير فى خط الدفاع واحمد المحمدي، على أن يقود مروان محسن خط الهجوم بدلا من أحمد حسن كوكا، مع الدفع ببعض العناصر فى الشوط الثانى مثل رمضان صبحى ومحمد مجدى قفشة وحسين الشحات حال تحسن حالته البدنية.
أما المنتخب اليونانى ومديره الفنى الالمانى مايكل سكيبه فإنه يعتبر لقاء الليلة فرصة لاستعادة الثقة وربما نقطة انطلاق للافضل، بعد توالى عثراته الرسمية والودية أخيرا، وإن كانت لديه مشاكل فى الناحية الهجومية لتصاعد احتمالات غياب الثلاثى إفيميس كولوريس، ديمتريس ليمنيوس، ونيكولاس كاريليس، كما خضع المهاجم كونستانتينوس ميتروجلو إلى برنامج تأهيلى خاص املا فى لحاقه بالمباراة.
ويرى المدير الفنى الالمانى لاحفاد افلاطون انه على علم بكل كبيرة وصغيرة عن المنتخب الوطنى ,مشيرا الى أن المواجهة ستكون بالتأكيد بين محمد صلاح نجم الفراعنة و كارنيزس حارس مرمى القراصنة ونادى واتفورد، خاصة بعد الرباعية الاخيرة للاول فى شباك الثانى فى الدورى الانجليزي.
ويعتمد سكيبه على طريقة 4/2/3/1، من خلال تواجد ثلاثى من لاعبى الوسط المهاجمين خلف رأس حربة صريح وهو ميتروجلو حال شفائه وللاستفادة من انطلاقات الثنائى دونيس وباكاسيتاس، وهو نفس الاسلوب الذى طبقه فى مباراة سويسرا الماضية وخسرها بهدف نظيف.
6 انتصارات لمصر ..و4 تعادلات فى 16 مواجهة مع اليونان
التقى المنتخب الوطنى نظيره اليونانى 16 مرة طوال تاريخهما بواقع (7 وديات ـ تسع فى دورة الألعاب المتوسطية)، وحقق منتخب الفراعنة 6 انتصارات، وخسر مثلها، وحسم التعادل 4 مواجهات بين المنتخبين، وسجل منتخب مصر 26 هدفًا فى الشباك اليونانية، واستقبل 27 هدفًا خلال مواجهاتهما السابقة.
كان أكبر فوز حققه منتخب مصر فى 31 اغسطس 1975 وفاز 5-2، أما أكبر هزيمة للمنتخب الوطنى فكانت فى 10 أكتوبر 1990 وخسر بنتيجة 1-6 ، وهى المباراة الشهيرة التى كانت وراء إقالة الجنرال الراحل محمود الجوهري.
شبح مباراة «6/1» الشهيرة يطارد الجيل الحالى
ربما لا تزال قصة أشهر وآخر مواجهة بين المنتخب المصرى واليونانى ماثلة فى الأذهان التى كانت فى 10 أكتوبر سنة 1990 ، ليس فقط لثقل الهزيمة التاريخية لانتهائها لمصلحة المنافس بستة أهداف مقابل هدف ، ولكن أيضا لأنها أطاحت فى طريقها بالجنرال الراحل محمود الجوهرى الذى قاد قبلها الفراعنة لكأس العالم بعد غياب طويل.
وسطور هذه المواجهة القاسية تبدأ عندما كان المنتخب الوطنى وقتها عائدا لتوه من مشاركة نادرة فى كأس العالم، بينما كانت اليونان بعيدة عن الساحة الكروية منذ 1980 والظهور فى أمم أوروبا.. وسارت الأمور بشكل طبيعى وسط جماهير يونانية متحمسة وحكم غريب حتى الدقائق الأخيرة وهنا قرر الحكم تغيير النتيجة، قرارات عكسية وحالات طرد لنا حولت النتيجة إلى 6/1.
لم يتوان الحكم فى إشهار بطاقة حمراء لإبراهيم حسن ظهير أيمن منتخب مصر فى الدقيقة الـ70، وكانت النتيجة وقتها تشير لتقدم أصحاب الأرض بهدفين مقابل هدف، لكن بعد ذلك تحولت إلى 6/1 فى 11 دقيقة، ولم يكن الطرد القرار الوحيد المؤثر على النتيجة، بل كانت مجرد بداية لاحتساب ثلاث ركلات جزاء فى 10 دقائق حولت النتيجة إلى هذا الفارق الكبير. .
ومن المفارقات أن المباراة لهذا الجيل اليونانى كانت مقدمة لعودة بلاد الإغريق إلى الساحة الأوروبية، حيث شاركت اليونان فى كأس العالم 1994 لأول مرة فى تاريخها، ولكنها فى الوقت نفسه حملت بين طياتها آثارا سلبية على الكرة المصرية.