جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
طالعتنا جريدة أكسيوس من مصادر موثوق في صحتها، ورود معلومات علي جانب من السرية و الأهمية، مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت عقب بداية الهدنة بين دولة الإحتلال، و الحكومة اللبنانية، و قوات حزب الله بوقف إطلاق النار، برسالة الي الرئيس السوري بشار الأسد مفادها ضروري فك الإرتباط السياسي و العسكري مع دولة إيران ،و في المقابل ستلبي الولايات المتحدة كل طلبات الرئيس السوري ،
و من بينها إنسحاب القوات العسكرية الأمريكية و عددها 900 جندي من أقصي الحدود الشمالية الشرقية من الأراضي السورية، الي جانب تنفيذ أي توجهات بخصوص الدعم السياسي و العسكري لبشار و حماية سوريا من أي تهديدات خارجية، تمس الأمن القومي السوري مع حدودها الإقليمية، كما أشارت هذه التقارير إلي أن في حالة رفض الرئيس السوري بشار الأسد مضمون هذه الرسالة، ستكون العواقب وخيمة ،
و سيأتي الجحيم علي دمشق من كل إتجاة بأسرع مما يتصور ، من الصديق قبل العدو و الجار قبل البعيد المتربص و قد قوبلت هذه الطلبات بالرفض من الرئيس السوري بشار الأسد ، و سبب الرفض ببساطة شديدة ، هو ليس صعوبة تنفيذ هذا السيناريو علي الأرض ، بل أنه من المستحيل تحقيقه، لأن أيران هي الحليف الإستراتيجي لسوريا و الداعم اللوجستي العسكري و التي تحمي مقاليد السلطة لمنصب بشار الأسد كرئيس سوريا، و أنا أعتقد و أكاد أجزم بأن هذه الرسالة أرسلت من المبعوث الخاص للولايات المتحدة
و هو السلطان العثماني الداعم القوي و الحارس الأمين لها و المخلص لحماية مصالح الولايات المتحدة العليا و حليفتها دولة الإحتلال و قد تم تسليم هذه الرسالة ليس حبا في بشار و إنما تخوفا مما يخشاه أردوجان من إحتمال تدعيات سقوط سوريا في يد قوات إرهابية تابعة لإيران و إنما يريد تحقيق قطع الطريق تماما بين إيران و حلفاؤها في المنطقة كحماس في غزة و حزب الله في بيروت لبنان و من بينها أيضا حليفتها سوريا و العراق .
و بالفعل تم تنفيذ المخطط الأردوجاني بتقدم القوات المسلحة تحت مسمي الفصائل العسكرية المعارضة أو قوات ، هيئة تحرير الشام بتأييد مطلق من تركيا و دعم الولايات المتحدة ،
و دولة الإحتلال و هم أصحاب المصلحة المشتركة و الموحدة في تفكيك و تفتيت دولة سوريا ،
و تقسيمها الي عدد دويلات ،و بدأت تلك القوات العسكرية الإرهابية للقيام بالحرب العالمية بالوكالة ،و زحفت لتسقط مدينة مدينة فبدأت بأدلب ثم حلب ،و ريف حلب ،و حماه و ريف حماه ثم الي حمص و ريف حمص ،
و ضوايحها و الآن الي محطهم الأخيرة علي مشارف العاصمة السورية دمشق و التي يتم محاصرتها و تتويقها حسب الأنباء الغير رسمية و الغير مؤكدة الواردة من وكالات الأنباء.
و هناك أنباء قد أفادت أن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد زوجته و أفراد عائلته قد أنتقلت الي العاصمة الروسية موسكو .
و إذا عدنا الي مجريات الأحداث الأخيرة نجد أن هذه القوات العسكرية الإرهابية المسمى الفصائل العسكرية المعارضة و قوات هيئة تحرير الشام المدعمة من السلطان العثماني الأردوجاني الذي يحلم بالدولة العثمانية العظمي منذ 1926 للبحث عن أرث أجداده مستغلا الحالة السيئة للنظام السوري و الأوضاع السياسية لتنفيذ الأجندة أو بمعني أدق لإستكمال خطة الربيع العربي التي بدأت في عام 2011 في عهد الرئيس الأمريكي أوباما و تقسيم العالم العربي الي دويلات متصارعة لإيضعافها و لإحكام الهيمنة و السيطرة عليها مع إعادة هيكلة خريطة منطقة الشرق الأوسط تحقيقا للخطة الكبري التي ترسمها بدقة دولة الإحتلال برعاية أمريكية.
و بذلك تكون الخطة التركية قد أكتملت بالإستيلاء علي كامل الأراضي السورية لتحقيق الأطماع الدولة العثمانية و تأمين حدودها الإقليمية الجنوبية كغطاء أمني للتوسع في النطاق الجيوسياسي و الدفاع عن حدود نفوزها و في نفس الوقت ما تسعي الي تحقيقه كهدف إستراتيجي لدولة الإحتلال و هو قطع خطوط الإتصال و الطرق المباشرة و غير مباشرة لإيصال أي دعم عسكري أو لوجستي إيراني بحلفائها في مناطق نفوزهم في العراق و سوريا و لبنان و حركة حماس في غزة.
و بذلك يكون التحالف الثلاثي المشترك المكون من دولة الإحتلال و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا قد نجحوا في تلقين العدو المشترك إيران ثالث ضربات متتالية في غزة و القضاء علي حركة حماس و حزب الله في بيروت لبنان و أخيرا في سوريا و ما تبقي من قوات حزب الله .
و تبقي شكل و ملامح التعامل مع المرحلة القادمة في ظل ما ينتظر سوريا و الفراغ المتوقع للنظام السوري،
في العاصمة دمشق و مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتأهب الي الرحيل الي الخارج و يبدو أن الجهة المرشح الإنتقال إليها هي روسيا الحليف الإستراتيجي لسوريا.
هذا و قد أصبح شبح تقسيم سوريا، بعد سقوطها يلوح في الأفق و بأسرع مما يتصور كدولة أو ما تبقي منها أو شبه دولة .
و سقوط سوريا في أيدي قوات الفصائل المعارضة أو قوات هيئة تحرير الشام التابعة لتركيا ليست هي بداية النهاية،
و إنما المتوقع هو تحقيق تقسيم سوريا الي دويلات متحاربة و متصارعة بحروب و مجاذر بمعني الكلمة و كل فصيل يريد تحقيق أهدافه و هي توزيع المكاسب و المصالح و الأطماع فيما بينهم .
و السؤال الذي يفرض نفسه ماذا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟
الوضع سيكون غاية في الخطورة و التعقيد خاصة و أننا أمام طموحات سلطانية لإحياء حلم الإمبراطورية العثمانية التوسعية من جديد التي دامت سبعة قرون في العالم العربي و نجد طموحات هذا السلطان لا تقف عند حد فأنظر الي خريطة العالم نجد تطلعاته تشمل غرب ليبيا و في شرق البحر المتوسط و في قبرص و في اليونان بحثا عن مصادر الطاقة و البترول و أخيرا و أكيد ليس آخرا نجده في سوريا، لتوسيع نطاق أطماعه الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط،
و يمكن لنا أن نصف المشهد الذي نحن أمامه بالفريسة التي تتكالب عليها الأفاعي التي بدأت تخرج من جحورها بعد تبديل جلدها و ظهور وجهها القبيح المتوقع و المعلوم،
و أمثال هذه الأفاعي، و منها السلطان العثماني الذي يريد إعادة عجلة الزمان الي الوراء لإقامة الدولة العثمانية في الزمن الغابر و تحقيق إمبراطوريته برئاسته و زعامته ،
و هو لديه القناعة الكاملة و أنا لا أدري من أين جاء بهذه القناعة الزائفة التي لازال يوهم بها نفسه، و مثل هؤلاء هم من فتحوا الطريق للقوات الإرهابية لإيوائهم ،
و تدريبهم ،
و تمويلهم ،
و تزويدهم بالأسلحة و فتح لهم الطريق بعد أن ظن الرئيس السوري بشار الأسد، بأنهم مجرد خلاية نائمة.
لذلك فأمام الدول العربية، تحديات كبيرة ،و أصبح الخطر و التهديدات الجيوسياسية ، تقترب منهم و دول الجوار أصبحت مصدر تلك الخطورة و التهديدات ،
و أصبح الأمن القومي العربي له الأولوية الكبري ،
و يدرج في قائمة الإحتياجات و أي إنجازات تتحقق
في أي دولة عربية تحتاج الي أمن ،
و جيش يحميه ،
و نتذكر ما يحدث أمامنا و يبدو خطة الربيع العربي لا تزال بتستكمل و خريطة تقسيم دول منطقة الشرق الأوسط،
لا تزال لم تنتهي بعد و علينا الأ نستبدل أمننا بالمساعدات المالية ،و لا يمكن أن تكون تلك المساعدات بديلا عن الأمن و الإستقرار فأمننا القومي، العربي و الأقليمي أهم من هذه المساعدات.ش