جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
لابد في البداية من الاعتراف بأهمية و دور الإعلام في حياتنا و الذى يتعاظم كلما زادت نسبة الأمية.. و الأمية ليست أبجدية فقط بل الأخطر الأمية المعرفية و علينا ايضا في البداية ان نعترف بأن الأمية المعرفية تتزايد باضطراد و ان التكنولوجيا التي نستخدمها في غير محلها و التى حولنا الي وسائل ترفيه بدلا من ان تكون وسائل مساعدة على جودة الحياة بالإضافة إلى وساذل التواصل الاجتماعي التي ساعدت في نشر التفاهة و ثقافة التسطيح من خلال خروج كل من هب و دب علينا بفضائحه و تفاهات و حالته و كأنه حصل على جائزة نوبل مثلا..
المهم تحول الإعلام الي وسيلة من وسائل التجهيل و تحول من أداة للمعرفة و الثقافة و الترفية ايضا الي وسيلة للترفية و الترفية المخل و الترفية الضحل.. نعم أصبحت رسالة الإعلام الان للأسف الترفية فقط و بكل أشكاله حتى الفاضح منها و المسئ للمجتمع و قيمة و وسلوكياته.. لا يصح ان نتعامي عما وصل اليه الان و لا يجوز ان نسكت على جرائم الإعلام في حق المجتمع و اهله.. نعم جرائم لابد و ان يِعاقب عليها القانون لأنها جرائم في حق أجيال و جرائم في حق مستقبل أجيال.. المسألة لا تتعلق بظهور فتاة لها مشاهد فاضح على وسائل التواصل و اظهارها على انها نجمة او إظهار فتى يتفاخر بأنه يشرب الخمر و لكنه يعرف ربنا يا سلام.. الأمر أخطر من ذلك و افدح.. عندما يظهر كلب و يتم الاحتفال به لانه صعد او هبط الهرم فهذه ليست فقرة ترفيهية بل فقرة تتفيهية.. و الأولى بها شخص قدم لبلده شيئا مفيد مثلا. و عندما يصنع الإعلام من مطرشي المهرجانات نجوما و تتسابق المحطات و البرامج لاستضافتهم و كأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل و عندما يصبح الرياضيين و الفنانين و الفنانات هم نجوم البرامج و يتواري العلماء و المفكر ن فهذه جرائم ترقي لمرتبة الخيانة.. ليست فقط خيانة الأمانة التي ائتمنها عليهم المجتمع بل خيانه وطن لأنهم ينشرون الضحالة و يتدنون بالذوق الي أسفل سافلين.. علي هؤلاء المتأعلمون و من يسانونهم أن ينتظروا خلفهم لا في غضب بل ليتأملوا و يتعلموا و يعلموا ان للإعلام رسالة اسمي و أجل مما يقدمونه و انهم بلا استثناء يجرمون في حق هذا الوطن و اهله التدليس و التتفية و الالهاء.. عند ظهور الفنان أحمد عدوية و المقارنة بينه و بين من يطلقون عليهم مطربين شعبيين او بينه و بين مطرشي المهرجانات مقارنة ظالمك لاحمد عدوية فمهما قال لم يقل لفظا خارجا و لم يتدني بفنه وهذه مسألة أخرى نناقشها فيما بعد.. المهم عند ظهوره منعت اغنياته من الإذاعة و التليفزيون رغم ان شرئطة كانت توزع بالملايين و تم منع استضافته او الإشارة اليه كل هذا لان الإعلام في تلك الفترة كان يعرف دوره و لم يكن من دوره تسلي الضوء على ظاهرة رفضها المجتمع في حينه بل تم تناول الموضوع بشكل راقي و تم طرح الأمر على انه ظاهرة و لم يتم التركيز عليها عكس الان تماما حيث تم و يتم تنجيم مطرشي المهرجانات و صنعوا منهم آلهه للفن و انتشر غثاؤهم حتى أصبح متا ولا بين الناس بشكل مرعب.. سيقول البعض ان هذا هو ذوق الناس الآن لا يا سادة انتم متأعلمىن من صنعتم هذا الذوق المدني بالاحاح و بالتركيز عليه.. و هكذا ايضا في كل المجالات التافهة التي تتناولنها في برامجكم.. حتي فقدت ثمثقة المشاهدين و أصبحت مجرد شاشات مفتوحة للتسلية الترفية ليس إلا لدجة ان الكثيرين فقدوا الثقة فيما ندر من برامج محترمه و لجؤا الي المحطات العربية يستحقون منها الاخبار و الثقافة و المعرفة.. رغم ان الكثير من هذه المحطات العربية لا تقل ضحالة عن اغلب محطاتنا و برامجنا..
لقد تم تهميش البرامج الثقافية التي تُقدم المعرفة الضرورية للمشاهدين .. فقل اهتمام الناس بتاريخهم و بثقافته بل لا اريد انهم أقام ا بضحالتهم حاجزا بين الناس و تاريخهم و وطنهم فقل انتماؤهم و لنا مع الانتماء وقفة قادمة..
في لحظات الوطن الحرجة و مع تضاول دور الأسرة و المدرسة و الجامعة لأسباب اقتصادية متعددة.. يصبح للإعلام الدور و المسؤولية الأكبر في القيام بهذه الادوار.. لانه من المفترض أن يتوجه للمجتمع و انه الأكثر انتشارا و وصولا لكل طبقات المجتمع.. و لكن و للاسف و لان اغلب القائمين الآن على الإعلام مجرد متأعلمى علاقتهم بالإعلام علاقة اغلبنا باللغة الصينية.. لأنهم كهذا فهم لا يعرفون دور الإعلام و لا أهمية الإعلام و لا كيفية تقديم الرسالة الإعلامية..
إن جرائم هؤاء المتأعلمين لن تسقط بالتقدم ..و يوما ما سيأتى دور المحاسبة و لكن الخوف كل الخوف أن يأتى هذا اليوم متأخرا..
اتقوا الله يا لا سادة .. نعم لا سادة ..في مجتمعكم.. اتقوا الله في أهلكم