طارق فوزي يكتب وجهة نظر “مخاطر ليست محسوبة العواقب “

جريده بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

باتت عقارب الساعة تشير للعد التنازلي لساعة الصفر ،كبداية لإشتعال الحرب الشاملة ،و قد تتحول الي قيام حرب عالمية ثالثة ، حيث تشهد الأيام القليلة القادمة تطورا خطيرا في الحرب الروسية الأوكرانية التي قاربت الثلاث سنوات منذ فبراير 2022 ، و هي مدة طويلة نسبيا.
و الدلائل تشير و توحي الي الإعتقاد للوصول لهذه الحقيقة، فحرب التصريحات النارية المحتدمة بين وزراء خارجية و رؤساء بعض دول أوروبا و تحديدا فرنسا و أنجلترا و ألمانيا الذين أتفقوا علي أنه قد حان الوقت الي تزويد أوكرانيا بأعداد كبيرة من الصواريخ بعيدة المدي لضرب عمق العاصمة الروسية موسكو، و تأتي هذه التصريحات لمحاولة إجبار روسيا للجلوس علي مائدة المفاوضات السلمية. و إنهاء حالة الحرب .
و في الحقيقة و هو ما يبعث علي القلق و يزيد من حدة التوتر هو ما صرح به مندوب روسيا في الأمم المتحدة ، بأنه إذا سمح الغرب لأوكرانيا بإستهداف روسيا بإستخدام صواريخ بعيدة المدي ، فهذا يعني دخول الناتو حربا مباشرة ضد روسيا و أنها سترد و ردها سيكون قاص و عنيفا و بشكل فوري.
و ربما يكون هذا التهديد ملوحا الي الإشارة بإستخدام السلاح النووي كرد فعل علي هذا الهجوم الصاروخي.
و تأتي هذه التحزيرات المستمرة من طرفي الحرب بين روسيا و أوكرانيا بمحاولة كل طرف الضغط علي الطرف الآخر بكل قوة بما لديه أو يعتقد أنه لديه من أوراق أو ملفات تفاوضية يمكن طرحها لإرغام الطرف الضعيف علي الجلوس الي مائدة المفاوضات، و بالرجوع الي المشهد العسكري ميدانيا نجد أن أوكرانيا قد صنعت لنفسها إنتصارا مزيفا بإقتحامها منطقة “كورسك” ، بمساحة 1000 كيلو متر مربع ،داخل الأراضي الروسية ، و هو ما لم يحدث منذ قيام الحرب العالمية الثانية، معتقدا خطأ. أن الجيش الروسي لن يستطيع بما لديه من أسلحة و ذخيرة أن يحارب في أكثر من جبهة في وقت واحد أمام هذه المساحات و المسافات الكبيرة علي الأرض في مواجهة الجيش الأوكراني، غير أن هذا الأعتقاد الوهمي قد ذهب أدراج الرياح، عندما استطاع الجيش الروسي بسحب أعداد من قواته المسلحة من مناطق غير مؤثرة في المعارك الدائرة ميدانيا و نجح الجيش الروسي من إستعادة بعض المناطق التي سبق أن أستولي عليها القوات الأوكرانية التي خسرت أسلحة و إعداد كبيرة من القوات في منطقة كورس.
و تتطور الأحداث بالفعل و تصل لدرجة الغليان بأن قامت فرنسا و إنجلترا بإرسال صواريخ بعيدة المدي ،و هي بالفعل أصبحت في حالة تأهب قصوي في إنتظار ساعة الصفر بإطلاقها في عمق العاصمة الروسية موسكو بعد أخذ الضوء الأخضر – و هو ما لم يحدث حتي اللحظة – من الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق هذه الصواريخ .
غير أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية و هي مازالت تبحث مدي تأثير و فاعلية ضرب العمق الروسي بهذه النوعية من الصواريخ.
و الولايات المتحدة لم تعطي الموافقة من عدمه علي إطلاق أوكرانيا الصواريخ تحت إستجداء من الجانب الأوكراني حتي يتم تقييم الموقف و ما سيحدث من عواقب هذه الخطوة و مدي تأثيرها في العمق الروسي من عواقب وخيمة علي مجري الاحداث العسكرية علي الأرض علي المدي القريب، في وقت يستعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن من مغادرة البيت الأبيض و هو يحمل حقيبته الرئاسية في شهر نوفمبر القادم عقب إنتهاء ولايته، و يبدو أن الرئيس الأمريكي لا يريد تصعيد الحرب لتصبح حرب شاملة و إنما يريدها حرب في أضيق الحدود، فهو يري أن روسيا ليست اللاعب الوحيد في الملعب بل هي مدعمة و بتأييد كل من الصين و كوريا الشمالية التي أعلنتا وقوفهما الي جانب روسيا في حربها .
و مما يزيد من التصاعد في الأحداث الحالية في الحرب الروسية الأوكرانية هو قيام روسيا بأكبر مناورة عسكرية بحرية منذ تاريخ قيام دولة روسيا و هذه مناورة بينها و بين الصين بعدد 900000 تسعمائة ألف جندي، وعدد 400000 أربعمائة ألف قطع بحرية و عدد 200 طائرة و قازفات T u إستراتيجية و ستستمر هذه المناورة حتي تاريخ اليوم 16 سبتمبر ، و هي رسالة شديدة اللهجة موجهة الي أوكرانيا و حلفاؤها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و فحواها أن روسيا ليست بمفردها في الحرب الأوكرانية الروسية، و أن الصين لن تقف مكتوفة اليدين ، شاهدة علي الأحداث الجارية ، هذا فضلا علي قيام الرئيس الكوري الشمالي هو أيضا بزيارة رسمية الي موسكو لإظهار تأييده و دعمه للرئيس بوتين .
و نأتي الي الموقف المتأزم الحالي نجد أن كلا من وزيري الخارجية الأمريكي و البريطاني معا لأول مرة في زيارة الي الرئيس الأوكراني زيلنسكي لإجراء مباحثات معه لكي يحدد إحتياجاته من الصواريخ أعدادا و نوعا و تحديد أهدافه الإستراتيجية و المواقع المستهدفة لهذه الصواريخ في العمق الروسي ، فضلا علي متابعة سير المعارك ، في الوقت الذي تشهد فيه تقدم القوات الروسية في أقصي شمال شرق أوكرانيا و تحديدا في مناطق ” بوكروفسك ”
و هذه المنطقة الإستراتيجية علي وشك السقوط ، و إذا سقطت فهي منطقة في غاية الأهمية و تمثل نقطة فاصلة في الحرب لأنها منطقة قطارات التي تنقل الأسلحة و الذخيرة و المؤمن للقوات الأوكرانية و ستزداد وتيرة السقوط في باقي المدن تباعا و بسرعة كبيرة.
أذن كل هذه التطورات التصعيدية في الأحداث المشتعلة الجارية هل ستكون الورقة الأخيرة قبيل إندلاع الحرب الشاملة ( أو حرب عالمية ثالثة )
و يؤكد كل الأطراف علي أنهم علي أتم أستعداد و جاهزية لكافة السيناريوهات ليست المحتملة بل علي وشك الوقوع .
و كل ذلك و أمامنا عقارب الساعة ، لنرصد و نتابع و نراقب دقاتها المتتالية ، هل ستصل هذه العقارب الي ساعة الصفر ، هذا ما سنشهده الفعل و رد الفعل عقب إطلاق الصواريخ بعيدة المدي بعد إصابة أهدافها بكل دقة في العمق الروسي ،
هذا ما سنشهده في القريب ربما العاجل جدا .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock