الفرق بين الدراما التركية والعربية بين الواقع وتبنى الخيال

رئيس مجلس الإدارة والتحرير

وجدى وزيرى 

كتبت سلمى محمد جمال

ينجذب جزء كبير من الشعب المصري والوطن العربي للمسلسلات التركية ، رغم أنه هناك أعمال مصرية وعربية كثيرة يتم تقديمها علي مدار العام ، ولكن بالطبع هناك أسباب لنسب المشاهدة الضخمة هذه ، بعيداً عن أن الأعمال التركية تمشي على خُطي ثابتة ، وهي الأعمال الدرامية الرومانسية ذات طابع الحب المستحيل ، لذلك يوجه البعض العديد من التساؤلات حول سبب النجاح ، وتستهدف هذه الأعمال القوة الناعمة بالأخص ، فـ النساء هن الأكثر ميلاً لمتابعة هذا النوع من الأعمال ، ولكن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لارتفاع نسب المشاهدة ، منها كتابة ما يريد المشاهد سماعه او رؤيته ، فـ هذه الأعمال تتميز بالجودة التصويرية ودقة الإخراج والكتابة الجيدة للسيناريو ، والتي من الممكن عدم توافرها بالأعمال المحلية من وجهة نظر النقاد والمتابعين ، لذا في هذه المقالة سنقوم بـ استعراض بعض أسباب نجاح الأعمال التركية والعالمية فضلاً عن المحلية ، يواجه العديد منا بعض التحديات والصعوبات باليوم ، والتي تجعلنا ننجذب لشئ للتخفيف عن أنفسنا ، حتي وإن كانت بالعيش بـ واقع غير واقعنا داخل مسلسل او رواية أو بـ الطريقة المناسبة لنا ، ويُفضل معظم النساء مشاهدة الأعمال الدرامية التركية نظراً لـ احتواءها علي بعضٍ من المثالية والقصص التي تعرض قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة وصوراً للحياة اليومية والعلاقات الإنسانية الطيبة ، وحُسن الاختيار سواء كان في شكل الابطال أو المستوي المعيشي العالي الملئ بالرفاهية والملابس الأنيقة والسيارات والبيوت الفاخرة وغيرها من العوامل التي تؤدي للوصول للراحة النفسية ، فـ السيناريو يستهدف مشاعر وشخصية المشاهدين ، ومن الناحية الاخري نجد أن الرجال عموما لا يميلون لمتابعة الأفلام والمسلسلات نظراً لإنشغالهم بالعمل و وجودهم أغلب الأوقات خارج المنزل ، لذا النساء هم الطبقة الأكثر استهدافاً ، لذلك يتم كتابة السيناريو والعمل علي هذا الأساس ، فـ بالرغم من تشابه المسلسلات التركية مع بعضها إلا انه يميل الكثير للتكرار والقدرة علي عدم الشعور بالملل ، فـ من منا لا يريد رؤية القصور والبيوت ذات المظهر الهندسي الرائع والمناظر الخلابة للمكان ، وشريك الحياة المعطاء المتعاون والبطل الذي ينُقذ حبيبته من أحضان الموت والتمسك بها رغم تحديات الحياة ، فضلاً عن واقعنا الملئ بالكثير من خيبات الأمل سواء علي الجانب المادي أو الشخصي أو المعنوي ، فالهروب من الواقع للبعض عن طريق المسلسلات هو الطريقة الأمثل لتجنب ضغوطات الحياة ، ولكن بالرغم من هذا فـ إن أغلب الأعمال المحلية التي يتم تقديمها إما تمتاز بالأكشن وبعض من مشاهد العنف وتعمد إظهار عيوب المجتمع تحت راية أنها رسالة يجب إيصالها للمشاهد أو الأعمال الكوميدية و حتي العائلية ، ولكن الفئة الدرامية الرومانسية يتم تقديمها بنسبة قليلة جداً مقارنة مع باقي الأعمال ، ادعاءً بأنه إن تم تقديم مثل هكذا أعمال لن ينجذب لها أحد و ستبوء بالفشل ، ولكن بالرغم من انتشار هذه الادعاءات نجد أنه جميع الأعمال التي تم تقديمها بالساحة المصرية أو العربية من نوعية هذه الأعمال تتسم بالنجاح والمدح الشديد والإيرادات ونسب المشاهدة العالية ، فـ متي استطعنا نسيان رد قلبي أو اغلي من حياتي أو نهر الحب وحتي هيبتا حديثاً ، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة في أذهاننا ، لذا ليس هناك أي مبرر لعدم تقديم هذه النوعية من الأعمال سوا الخوف من الخروج عن المألوف ، رغم وجود العديد من المواهب الشابة التي تستحق الفرصة لإبراز مواهبها سواء في التمثيل او الإخراج أو حتي الكتابة ، لذلك يجب أن يعلم الجميع أن كل الشعوب تحتاج لنوعية الفن الهادئ الذي يمتاز بالنعومة وراحة الأعصاب ، وأنه ليس من الضروري تعلق كل شيء بالحروب والصراعات والمشاكل بجميع نواحيها ، فـ الفن رسالة راقية ويجب تسليط الضوء علي جميع نواحيه وليس جانب واحد فقط .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock