الثانوية العامة كلاكيت لا ينتهي

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

بقلم الاديبة إيناس رمضان

لم أذق النوم ليلة البارحة وظللت أحلق في السماء أبحث عن اللاشئ ودموعي تترقرق من عيناي دون أن أشعر وقلبي يعتصر من الخوف وأدركت أن المفر الوحيد حتى أنجو من هذه الحالة اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ووجدتني أرجوه وأدعوه بكل ما أوتيت من قوة حتى كاد نبض قلبي وأنفاسي تصل عنان السماء داعية أن تمر تلك الأيام على خير وأن أطمئن على أولادي و يتمكنوا من اجتياز الامتحانات وألا أرى دموع فلذة كبدي أو لمسة حزن في أعين أحدهم أو ضياع حلمهم فى الكلية التى يتمنوا الألتحاق بها ووجدتني في حيرة من أمري – حالي حال كل الأهالي – فماذا سأفعل وكيف أنقذهم من براثن ذلك الأخطبوط المسمى بالثانوية العامة.
وفجأة استيقظت من نومي على صوت بداخلى أنقذني مما أنا عليه يردد ماذا دهاك ؟ أفيقي من تلك الغفوة المريرة!!!!!
نعم لقد مرت تلك الفترة من حياتي وعبرت إلى بر الأمان بعد معاناة مثل كل الأمهات رغم محاولاتي تغيير سيناريو الثانوية العامة مع إبني الثاني ولكن هيهات فمهما حاولت كنت أشعر أن قلبي ينتزع من بين ضلوعي مع كل نفس لابني وكل لمسة حزن وأنا عاجزة عن انتشاله من الغرق في بحور المخاوف المحيطة به.
لا أنكر أنني شعرت بالسكينة بعض الشئ عندما أدركت الحقيقة ولكن لما كل هذا القلق الذي انتابني فجأة ولماذا ؟
واكتشفت أن الذي دفعني للتفكير في تلك المرحلة منظر أولياء الأمور اليوم أمام اللجان هذا المنظر الذي يتكرر سنويا ومازال والذي لا يغيب عن ذهني وذهن الكثيرين فمنذ عدة سنوات ليست بالقليلة كان والدي – رحمه الله – ينتظرني ولم أكن أدرك كم المعاناة التي أتسبب له فيها ولأمي الغالية رغم محاولاتها إظهار عكس ذلك وتشجيعها المستمر، لم أعي كل هذا لصغر سني ومعاناتي وانشغالي بماراثون الثانوية العامة كما يطلقون عليها لتمر الأيام سريعة وتدور الدائرة وأجدني مكان والدي في انتظار أولادي وأشعر بعد تلك السنوات كم كانت قاسية تلك اللحظات!!!

لا أعلم هل أعتذر لوالدي، أم أعتذر لأولادي عن هذا الجهل في التربية؟

أم أنه واجب على كل مسؤول أن يقدم الإعتذار لكل الأمهات والأباء على تلك المعاناة التى تسرق أجمل سنوات العمر وتفقدنا الحق من الاستمتاع بفلذة أكبادنا بل وقد تتسبب في شيخوخة مبكرة لشباب فى عمر الزهور…..
مازلت أشعر بالخوف على كل طالب وطالبة وأدعو الله أن يتمكن كل الفتية والفتيات من اجتياز الامتحانات دون الشعور بهذا الخوف القاتل وأن يأتي اليوم لتحقيق أحلامهم دون معاناة هل هذا حلم صعب المنال؟
ليتني أتمكن من أن يصل صوتي لكل أب وكل أم فبعد تجربتي مع الحياة أدركت أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف أو طوق النجاة ولن تكون وإنما مرحلة في الحياة كغيرها لذا يجب أن نتعلم كيف نتخطاها بسلام دون أن تسكن نظرات القلق والرعب في العيون لمجرد الإحساس بالاقتراب من تلك المرحلة والتى لا تنتهي..
لكل أب (ولكل أم) لا تبحث عن تحقيق حلمك في ابنك دعه يحقق حلمه وثق في اختياره ولتعلم أن الاستثمار الحقيقي هو أن تستثمر في أولادك.
ليس بالضرورة أن يكون منهم المهندس أو الطبيب يكفي أن يكون إنسان سوي سعيد لحظتها فقط ستشعر بالسعادة الحقيقية وستمر تلك المرحلة وغيرها بسلام أرجوكم عيشوا الحياة مع أولادكم بكل جوارحكم فهم يستحقون.

صرخة من قلب أم لكل مسؤول

أنقذوا أولادنا……
فإلى متى ستظل الوجوه شاحبة والعقول هائمة ؟
إلى متى سنظل نحطم قلوب أبرياء أمام هذا الفكر المتجمد ؟ إلى متى ستظل دموع الخوف تملأ القلوب؟ إلى متى سنظل في هذه الساقية التي لا تتوقف وهذا الاستنزاف للمشاعر والماديات ؟ ومتى سنتعامل مع الإنسان بإنسانية ؟
وأخيرا إلى متى سنظل على قيد الحياة دون حياة ؟إلى متى………..
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock