محكمة العدل الدولية تباشر بدء جلساتها اليوم .

كتب حسين عطايا

تُباشر اليوم محكمة العدل الدولية في مقرها في لاهاي، مشهدًا تاريخيًا اليوم الخميس، إذ تبدأ جلسات استثنائية للنظر في دعوى مرفوعة من دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، التي تتهمها فيها بارتكاب “إبادة جماعية” في الحرب على قطاع غزة، والدائرة منذ 95 يومًا، وتأتي هذه الدعوة في وسط هذا الجو المشحون، حيث تفتتح اعمالها المحكمة اليوم وعلى مدار جلستين ،ستعرض اليوم “كيب تاون” اتهاماتها، وما تمتلكه من ادلة وبراهين ، فيما سترد تل أبيب بحججها الدفاعية في اليوم التالي.

وتضم هيئة المحكمة 15 قاضيًا دوليًا من ذوي الخبرة والاختصاص، بالإضافة إلى قاضٍ خاص عن كل طرف، ولهذا ، قد انتدبت إسرائيل الرئيس السابق للمحكمة العليا الإسرائيلية أهارون باراك وهو كبير قُضاتها بالاضافة الى وفد حقوقي كبير يرافقه في مهمته ، ومن جهتها كلفت كيب تاون ، نائب رئيس المحكمة العليا بجنوب إفريقيا السابق ديكجانج موسينيكي.

تترأس محكمة العدل الدولية في قضية إسرائيل القاضية الأمريكية جوان دوناهيو، التي تشغل هذا المنصب منذ عام 2021. ويُنتظر أن تحافظ دوناهيو على استقلالية المحكمة وعدم تسييس قراراتها، أما نائب رئيسة المحكمة فهو القاضي الروسي كيريل جيفورجيان .
وتعقد المحكمة جلستين اليوم وغداً وقد تُتابع اعمالها التي قد تأخذ شهوراً او سنين للبث في الدعوة المُقامة ، ولكن إسرائيل تخشى من ان تتخذ المحكمة قراراً سريعاً بوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين في القطاع وهذا ما لا تُريده إسرائيل .
ومن المعروف ان قرارات المحكمة مُلزمة لكنها لاتمتلك الادوات التنفيذية ، وهنا قد تتملص إسرائيل من تنفيذ قرار المحكمة ، إنما هذا الامر يُرتب على إسرائيل مشاكل جمة اهمها سقوط سرديتها في انها تخوض حرب الدفاع عن النفس وتجعل منها دولة معتدية وبالتالي يترتب على الامر ان تخسر الدعم الدولي الذي توفر لها مع بدايات الحرب على غزة .

ولكن الغريب في الموضوع أن تأتي هذه الدعوة من دولة جنوب افريقيا ، بدلاً من ان تأتي من السلطة الفلسطينية صاحبة الاختصاص والشأن كونها المسؤلة عن الشعب الفلسطيني ، او أن تأتي من إحدى الدول العربية او الاسلامية والتي شاركت في قمة إستثنائية جمعت دول الجامعة العربية ودول والمؤتمر الاسلامي ، اي مايزيد عن ثلاث وخمسين دولة في الرياض في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني – نوفمبر من العام الماضي والتي إعتُبرت قمة استثنائية وقد اتت بعد مايزيد عن شهر من بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وكذلك الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية ، وقد إتخذت القمة مجموعات قرارات إعتُبرت إستثنائية ايضاً اهمها :
وقف فوري لاطلاق النار وكسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات الانسانية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في غزة ، لكن للأسف لم يتحقق منها شيء حتى الان .

ولكن الاغرب من كل ذلك ، والذي يُشير بأصابع الاتهام الى السلطة الفلسطينية ، أنها لم تُحرك ساكناً ، حتى انها لم تُكلف نفسها عناء ارسال وفد حقوقي وقضائي يُقدم المساندة والعون للوفد او للقاضي الجنوب افريقي ويمده بالمعلومات والادلة والبراهين التي تُعزز موقفه ، وكأن في الامر اشياء مخفية تجعل من السلطة الفلسطينية متجاهلة هذا الامر الى هذا الحد ، وهنا قد يأخذنا الظن وكأن في الامر ما يُثير الريبة ، من أن الامر يتعلق بالاستعداد لما بعد حرب غزة ، حيث يتعلق بإدارة القطاع ، وبهذا لا تُريد السلطة إحراج الولايات المتحدة الامريكية والوقوف على خاطرها في هذا الامر .
وهذا ، بالتالي يُثير الريبة ويُحرج السلطة امام شعبها .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock