غزة ، ماذا بعد ؟؟

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى

حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .

قد يكون من المُبكر الحديث عن مابعد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، ولكن ، وبما أن عملية البدء في البحث عن حلول مُغلفة بانسانية ، والتي من الطبيعي ان تبدأ لتنتهي بقرار سياسي يُعلُن فيه عن وقف لاطلاق النار .
بالفعل نستطيع القول ، ان عملية البحث عن حلول سياسية مُغلفةً بغلافٍ إنساني يتحدث عن ضرورة إدخال المساعدات الانسانية والطبية للقطاع ، كذل كَثُر الحديث عن بعض الحلول للأسرى والرهائن في قطاع غزة لدى فصائل المقاومة وفي هذا المجال تخوض وفق بعض المعلومات كل من قطر وتركيا عملية مفاوضات مع مسؤلين في الادارة الامريكية ودعم وتسهيلات تُقدمها الادارة الامريكية وعمليات الدعم التي تُقدمها هذه الادارة للكيان الصهيوني ، مما يُحتم ان تطول هذه المفاوضات ولا يظُنن احداً ان الحل قادم وسيأتي مع طلائع فجر الغد او الذي بعده ، إنما المسار طويل ومخاضه عسير قد يصل لنتائج إيجابية خلال فترةً قصيرة وقد تطول هذه العملية .

لذا ، عملية إيجاد حلول قد تطول فترتها ، طمعاً بأن تُحقق القوات الاسرائيلية بعض النجاحات في المعركة الدائرة على مستوى مساحة قطاع غزة ، وفي حال لم تستطع تحقيق قدراً كبيراً من النتائج حينها تكون عملية التوصل لصفقةٍ ما على صعيد الاسرى والرهائن تخرج بها الحكومة الاسرائيلية تجاه الجمهور الاسرائيلي .
هذا الامر ، قد يأخذ بعض الوقت يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني لاسيما اهالي غزة بشكلٍ خاص مع ما يتحمله الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بالتوازي مع الحرب الاسرائيلية على غزة .

ولكن ماذا بعد الحرب ؟
* على الصعيد الاسرائيلي .

الشيء الاولي الشبه المؤكد ان نتنياهو وحكومته لا مجال لبقائها بل سيدفع الثمن وزرائها ، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحتماً مصيره إما السجن نتيجة بعض التهم والتي وجهت اليه من المحكمة العليا وبعض الدعاوى التي تواجهه قبل حرب غزة ، بالاضافة لذلك ستتحمل القيادات العسكرية والامنية المسؤلية عن الفشل في التنبؤ بمعرفة خطط المقاومة الفلسطينية والتي تمت في السابع من الشهر الجاري اوكتوبر .

كذلك ، سيكون للحرب نتائج اقتصادية كُبرى على الاقتصاد الاسرائيلي ، نتيجة توقف الحركة الاقتصادية بمختلف قطاعاتها ، وما يترتب عليها من خسائر وخصوصا ترافق ذلك مع خروج شركات وفروع لشركة اجنبية وتوقف الاستثمارات الاجنبية نتيجة هذه الحرب .

* على الجانب الفلسطيني .
اما على الجانب الفلسطيني لاشك الامر مُختلف ، نتيجة عدم جواز المقارنة بين الاقتصادين الفلسطيني والاسرائيلي ، لاسيما في قطاع غزة والاسرائيلي ، حيث الفروقات شاسعة جداً ، فاقتصاد غزة بشكلٍ عام نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ سبعة عشر عام خلت ، وبالتالي لايمكن التحدث عن اقتصاد نتيجة ضعف الاستثمارات في القطاع ، وكذلك نسبة البطالة العالية في جيل العاملين ، ويُضاف عليها ، تصنيف حركة حماس على انها تنظيم ارهابي وهذا الامر يُعرض القطاع لكل اصناف الحصار وعلى مُختلف الاصعدة .

لذلك سيكون الوضع ما بعد الحرب مرهون على المساعدات العربية والتي بمجملها يُعول عليها في إعادة الاعمار في القطاع وإعادة بناء الاقتصاد الغزي ، وخصوصاً ما يُطرح من بعض الحلول للقطاع خصوصاً في حال لم يتم القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسة تحكم القطاع ، وهذا بالطبع لن يحصل لذلك المطروح إجراء بعض الموائمة مابين السلطة الفلسطينية وحماس لتشكيل إدارة مشتركة تحكم غزة ، بدلاً من ان تنفرد حماس في الحكم وحدها .

هذا الامر قد يُبصر النور ولكنه غير مؤكد ماسيكون عليه الامر بعد ان تضع الحرب اوزارها .
ولكن ، الامر الاهم ، إن هذه الحرب اظهرت ضرورة العودة الى تحريك عملية السلام لاسيما على اساس كل الدولتين ، لان الحروب اثبتت بأن الحل الامني لن يُبصر النور ، ولن يُقدم الحلول الناجعة وتوفير الامن والسلام لشعب أسرائيل وللشعب الفلسطيني ، وهذا اصبح ثابتاً نتيجة الحروب المتكررة .

وما يُبرر ضرورة الوصول لحل سياسي ، عدم استطاعة إسرائيل إيجاد الحلول رغم الاحتلال المستمر منذ سبعون عاماً لم يُعطي حلولاً ناجعاة بل يزيد الازمات ويُصعبها اكثر .
والدليل أنه منذ اليوم الاول للحرب في السابع من اوكتوبر ولغاية تاريخه بعد مرور إثنان وعشرون يوماً على بدء الحرب ، لازالت فصائل المقاومة تُطلق رشقات الصواريخ عل غلاف غزة لابل تصل الى تل ابيب وكافة المدن الاسرائيلية ، وعملية الاجتياح البري لازالت مؤجلة او قد يُستعاض عنها بعمليات توغل محدودة كالتي تجري هذه الايام بعد ان امطرت الطائرات الصهيونية وعلى مدار الايام الماضية ولازالت الآف الاطنان من المتفجرات ، عدا عن الدعم المفتوح من الادارة الامريكية وغيرها من الدول الغربية بالاضافة الى زيارات الحج التي قام ويقوم بها القادة الغربيين ولاسيما في الادارة الامريكية من الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته ودفاعه ووصول حاملتي الطائرات الاكبر في سلاح البحرية الامريكية وكل حاملة يُرافقها العشرات من السفن والغواصات ، والدعم المفتوح ، بينما تقوم إسرائيل بحرب إبادة جماعية للشعب الغزي .

من هنا لايُمكن ان يكون للحرب الاسرائيلية ان تُنتج حلولاً واماناً للاسرئيليين ، وان استطاعت وهذا من المستحيل ان تقضي على حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية وإن حصل ذلك ، فسيحل مكانها العشرات من الحركات المقاومة والفصائل المقاومة لان اساس المشكلة هو الاحتلال الاسرائيلي .

وبناء عليه ، لابد لقطار الحلول أن يبدأ ، وهو الان ارهاصات حلول قد تجد طريقاً لها عبر إخراج امريكي كون الولايات المتحدة هي من تُدير المعركة وتوجهها عبر المستشارين من كبار الضباط الامريكيين ، وبالتالي هذا الامر سيفرض إيجاد حل يبدأ عبر حلول إنسانية ومن ثم تحصل الضفقة كاملةً ويُتخذ القرار السياسي بإيقاف الحرب ، وتبدأ عملية البحث عن حلولٍ سياسية مُستدامة خصوصاً مع تطور الحديث عن حل الدولتين ، وفقاً للمبادرة العربية مع بعض التعديلات عليها .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock