جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
فبعد أن أفاقت إسرائيل من الصدمة الأولى في السابع من اكتوبر، و حالة الإرتباك غير العادية التي أصابتها ،
و أصابت الأجهزة المخابراتية ،و الأمنية،
و العسكرية من جراء الهجوم البري، و البحري،
و الجوي من قوات حركة حماس.
و بعد إعلان إسرائيل بعد الصدمة حالة الحرب و الاستعداد و الجاهزية لتكون علي أتم تأهب للهجوم البري في غزة،
و ذلك بعد أن تلقت إسرائيل الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية الإذن بالموافقة علي الهجوم ،و حتي الآن لم تغزو إسرائيل بالهجوم البري علي غزة فما هو السبب في التأخير ؟
ربما هناك صعوبات ستواجه إسرائيل عند الغزو ،و منها ان هناك ما يقرب من 200 الي 250 أسير في حوزة حركة حماس ،و تخشي إسرائيل علي حياتهم اثناء الغزو البري المتوقع خاصة و ان منهم من يحملون جنسيات من دول مختلفة.
و هناك ضغوط امريكية ،
و بعض الدول الغربية التي تحمل الأسري جنسيتها فضلا علي ما تواجهه إسرائيل أمام الرأي العام في داخل إسرائيل من مظاهرات لأهالي الأسري بدأ الأهتمام جديا علي إسرائيل لمحاولة الدخول في مفاوضات سرية غير مباشرة مع جهات اتصال خارجية للإفراج عنهم خشية لتعرض حياتهم للخطر .
و السؤال هل أستعدت حماس عسكرياً لمواجهة هذا الهجوم الإسرائيلي علي غزة ،بمعني آخر هل كانت حماس علي علم بأن ردود افعال اسرائيل ستكون قوية بل قاسية علي قوات حركة حماس الذي سميت العملية العسكرية “بالطوفان الأقصي ” ؟
الإجابة نعم و كان ذلك علي لسان خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج .
حيث صرح إن قوات حركة حماس علي إستعداد تام انتظارا لهذه المواجهة بإمكانيات ربما ستفاجئ بها إسرائيل.
و الحقيقة أن غزة هي مدينة الأنفاق تحت الأرض فهناك ما يسمي بأنفاق هجومية ،و آخري دفاعية، و انفاق منصات صواريخ غير ثابتة، و آخري للتدريب ، فالانفاق ممتدة و متشابكة و بها مراكز إتصالات و مخازن للأسلحة و الذخيرة علي اعلي مستوي.
و أعتقد ان إسرائيل ستتكبد خسائر فادحة و الفاتورة ستكون قاسية فحركة حماس كما أعدت خطة الهجوم اعدت ايضاً خطة للدفاع و تتمثل في قوات خاصة (كوماندوز) مدربين علي أعلي كفاءة خاصة التدريب على حرب الشوارع و هي تعتبر كما توصف من قبل الخبراء
و المحللين العسكريين سنكون من اصعب الحروب للجيوش النظامية ،
مما سيكون خسائر إسرائيل كبيرة في الأرواح فضلا علي قوات القناصة و إعمال الكمائن و الألغام الارضية و الفرق الإنتحارية و غيرها .
و نأتي الآن الي السيناريوهات المحتملة في حرب غزة :
: 1- في حالة قيام إسرائيل بالهجوم البري المتوقع علي غزة و إفترضنا (جدلا) انتصارها علي قوات حماس و عقب الإنتهاء من الحرب اعتقد ان إسرائيل ستقدم علي إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تماما و ذلك بإستقطاع مساحة كبيرة من شمال قطاع غزة لتكون منطقة فاصلة و آمنة علي سكان دولة إسرائيل و تصبح نطاقها بعيدا عن مرمي اهداف إسرائيل الحدودية و السكانية و يترتب علي ذلك إن تتقلص المساحة الإجمالية لغزة بعد ان تتراجع سكانها الي الجنوب للتتكدس في مساحة ضيقة للغاية .
. و يجري حالياً في الأوساط السياسية في إسرائيل دراسات و تخطيط لمستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب بعد الانتصار علي حماس و إقتلاعها من جزورها و القضاء علي البنية التحتية لها ،و علي إنفاقها الضاربة في اعماق الأرض .و هو ما اكدت عليه قيادات إسرائيل في تصريحات إعلامية و أطلقت عليه (بالشرق الأوسط الجديد) و ستعاد الخريطة الجغرافية لقطاع غزة بعد إعادة هيكلتها إداريا وفقاً للخطة الامنية و العسكرية المعدة لذلك.
2 _ و من الناحية العسكرية إذا ما اقدمت إسرائيل علي الهجوم البري بضراوة و شراسة علي غزة وحققت اهدافها و كبدت الفلسطينين خسائر كبيرة في الأرواح فقد تتدخل ٱذرع إيران في المنطقة العربية حزب الله في لبنان و اليمن و سوريا و قد تتدخل إيران نفسها عسكرياً الحرب ضد إسرائيل و هو ما تخشاه إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و تتحول الحرب من حرب محدودة الي حرب إقليمية شاملة و تصبح حينئذ الولايات المتحدة الأمريكية في مرمي إيران و حلفاوها في الدول العربية.
فكيف تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية في حالة فتح جبهات متتعدة عند المشاركة في الهجوم البري علي غزة ؟ هل إيران ستقف مكتوفة الايدي عند تعرض حلفائها للهجوم البري من الولايات المتحدة الأمريكية ؟.
اعتقد ان إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية ستكون في مأزق سواء من الناحية السياسية والعسكرية عند توسع نطاق الصراع و تصعيد الحرب علي الصعيد الإقليمي في مناطق تعلم جيداً انها تلعب بالنار سيما و إن الرئيس بايدن علي أعتاب حملة انتخابية رئاسية في ظل أوضاع و في منطقة ملتهبة لن تخرج منها الولايات المتحدة الأمريكية بدون خسائر فبذلك يكون الرئيس الأمريكي بايدن قد غامر بمستقبله السياسي عندما قدم الدعم الأعمي و الكامل بدون حسابات او تقديرات و خاصة و إنه خاض تجربة فاشلة من قبل في افغانستان والعراق و خبراته السياسية لا تؤهله الي المضي قدماً في الإستمرار في الحرب خاصة عندما تكون حرب إقليمية شاملة متعددة الأماكن في منطقة الشرق الأوسط و سيتحمل الرئيس بايدن عواقب ذلك في مستقبله السياسي بل و تاريخياً امام الشعب الأمريكي.
هذا ما ستجيب عليه الأحداث في الساعات، أو ربما الأيام أو الشهور القادمة .