زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا التوقيت الهام الي مصر ،تشير الي حقيقة لا لبس فيها أن فرنسا
و هي في رحلة البحث عن هويتها المفقودة بعد محاولة إبعاد أوروبا و علي رأسها فرنسا من الدائرة الترامبوية ، و لم تجد أفضل من البوابة المصرية خير صديق في وقت الضيق ،
و ضخ دماء جديدة في شرايين الدوامة الإقتصادية و المشاكل التي صاحبت الأزمة التي فجرها الرئيس الأمريكي ترامب بعد إرتفاع بنود وفئات التعريفة الجمركية التي فرضها علي العالم لضرائب جمركية غير مسبوقة حققت من ورائها و لا تزال خسائر مدوية بلغت أكثر من
7 تريليون دولار حتي الآن و في إتجاه تصاعدي الي إرتفاع في سابقة هي الأولي منذ عام 2020 و لا تزال آثارها و توابعها مستمرة وصلت قوتها كالزلزال الي تحطيم أرقام قياسية من مقياس ريختر العالمي .
هذه الزيارة التي سميت “زيارة دولة” ووصفت بأنها زيارة تاريخية ، و بهذه المناسبة أود أن أتوجه بتحية خاصة تقديرا و إحتراما للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب الأفكار العبقرية لإختياره لمنطقة أكثر مناطق القاهرة إزدحاما و هي منطقة خان الخليلي بالجمالية و هي مسقط رأسه و تحديدا لما لها من دلالات هامة تعكس مدي حرص السيد الرئيس و حنكته في إختياره هذا المكان و هو مزار سياحي من الطراز الأول و يعد من أهم المزارات السياحية و مسجل ضمن أجندة و البرامج السياحية التي يقصدها السياح عند قدوهم للقاهرة ، كما أنها تعد لفتة طيبة تبرز إهتمام مصر قيادة و شعبا ، أهتمام بالغ في أن مصر ستظل قبلة للسياح و عاصمة الحضارات السياحية و الثقافية و الحضارية بجزورها الضاربة في أعماق التاريخ ، و هذا ما يؤكد حرص الرئيس الفرنسي ماكرون بأن يكون أول زيارة له عند قدومه لزيارة القاهرة الذي وصفت بالزيارة التاريخية بأن تكون زيارة المتحف المصري الكبير و هي رسالة مصرية واضحة أن مصر أقدم الحضارات الإنسانية في تاريخ البشرية، كما تعكس هذه الزيارة في مدي حسن الإستقبال منذ وطأة قدم فخامة الرئيس الفرنسي كاميرون أرض مصر حيث استقبلته الطائرات رفال المصرية عند دخول طائرته المجال الجوي المصري .
كما شهدت هذه الزيارة مدي حب جماهير الشعب المصري بتلقائيته عند إستقباله و حفاوته بالرئيس عبد الفتاح السيسي و بصحبته و ضيفه الرئيس الفرنسي ماكرون بإستقبال حار كانت مظاهرة حب ودعم و تأييد و دعوات الشعب له بالنصر في مواجهة التحديات.
كما عكست الزيارة أيضا أن مصر هي واحة للأمن و الأمان و الأستقرار الأمني و السياسي علي عكس ما تحاول جهات بعينها من تشويه صورة مصر الإ أن بكل تأكيد مصر رغم كل التهديدات الخارجية المحيطة بموقعها الجيوسياسي الإ انها ستظل شامخة و بكل قوة و شجاعة أمام هذه المخاطر و التهديدات علي صعيد الأمن القومي .
كما عكست هذه الزيارة للرئيس الفرنسي ماكرون بمدي عمق الصداقة القوية التي تربط الدولتين و الشعبين المصرية و الفرنسية. و أن مصر شريك تاريخي لا غني عنه و ضروري في منطقة الشرق الأوسط خاصة في الصراع العربي الإسرائيلي في حرب غزة ، و هو ما دفع الي رفع مستوي العلاقة السياسية و الأقتصادية بين البلدين الي مستوي ” الشراكة الاستراتيجية ” مما عزز دور مصر في المفاوضات الإقتصادية الجارية بين مصر و صندوق النقد الدولي و تأييد دور مصر من هذه المفاوضات بدعم مالي يصل الي 4 مليارات يورو تدخل ضمن حزمة المساعدات لدعم المشروعات الإقتصادية في خطة التنمية المستدامة لمصر و لشعب مصر بوصف فرنسا المستثمر الأوروبي الأول في العلاقات الإقتصادية المصرية الفرنسية.
كمل تعكس هذه الزيارة ، دور مصر المحوري الفعال و الهام الذي تلعبه مصر كشريك استراتيجي قوي في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار المستدام في غزة بين حماس و الكيان المحتل و تبادل الرهائن و لا يمكن أن نغفل عن إلتزام مصر بإعادة بناء غزة و إعمارها مع إعادة توطينهم داخل وطنهم غزة.
لذلك كان من بين أجندة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو زيارة غزة للوقوف علي مدي المعاناه التي يعيشها أهالينا في غزة و الظروف اللا إنسانية المحيطة من وجود عجز في تقديم المساعدات و الدعم الغذائي فضلا علي مشاهدة آثار الهدم للمنازل و كأنه يريد أن يرسل رسالة الي العالم بضروري دعم و تأييد و حماية حقوق الإنسان لدي شعبنا الفلسطيني العزل في غزة .
تحية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد مصرنا الحبيبة ، لما بذله من جهود مخلصة كبيرة مما كان له عظيم الأثر في إنجاح الزيارة الرسمية التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و تحقيق أهدافها السياسية و الاقتصادية ، و التوقيع علي العديد من الاتفاقيات بعد ترفيع الشراكة بين كلا الدولتين مصر و فرنسا الي أعلي مستوي و هي الشراكة الإستراتيجية و من بين هذه الإتفاقيات في مجال بناء مدارس فرانكوفونية و انشاء مستشفيات لعلاج السرطان بتكنولوجية فرنسية في القاهرة و اتفاقيات في مجال التعليم و الصحة و اتفاقية هامة في مجال توطين صناعة القطارات في مصر الي جانب اتفاقيات في نقل التكنولوجيا في المجالات العسكرية و علي رأسها تصنيع طائرات الرافال في مصر و ايضا تمويل البنية التحتية في مجال الطاقة و الزراعة و تطوير الصناعات في قطاع السيارات.
و زيادة الإستثمارات الفرنسية في مصر من 4 مليارات الي 7 مليارات يورو.
تحية سلام و محبة و ثقافة و تاريخ و حضارة من شعب مصر قيادة و شعبا الي الشعب الفرنسي قيادة و شعبا.
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.