أخبار اليوممقالات الكُتاب

دينا رجب تكتب: سلبيات وسلوكيات عشوائية – الجار أولاً

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

هل بات من الطبيعي أن نؤذي الجيران دون أدنى شعور بالذنب؟ أن نرمي القمامة أمام أبوابهم أو ننفض السجاجيد في وجوه منازلهم؟ ألهذا الحد أصبحنا لا نكترث بالآخرين؟!

نحن الآن في عام 2025، عام التكنولوجيا والتقدم، ومع ذلك لا زال البعض يصر على ممارسة سلوكيات بدائية تؤذي من حولهم. اختُرعت المكنسة والمقشة والجروف، وتوفرت شركات تنظيف متخصصة، بل وصلنا إلى خدمات تنظيف السجاد دون أن تتحرك من مكانك، ومع ذلك، يصر البعض على تجاهل كل هذه الوسائل والعودة إلى سلوكيات مزعجة وغير حضارية.

يا من تزعج جارك، ألا تعلم أن العمارة التي تسكنها هي بيتك أيضًا؟ ألا تدرك أنك حين تؤذي جيرانك فإنك تخسر أكثر مما تتخيل؟!

إن الأصول تقول إن ما هو مشترك بين السكان يجب أن يُراعى ويُحترم. لا يحق لك أن تسيء استخدام السلم، أو الشرفة، أو الممرات المشتركة. فجيرانك شركاء في هذا الفضاء، وليسوا ضيوفًا أو متطفلين.

نحن الآن نعيش في عالم يعاني من الأوبئة، ولا نزال نواجه أمراضًا كفيروس كورونا وغيره، فهل من المقبول أن تتسبب في نقل العدوى ونشر الغبار والروائح والأوساخ؟!

حرمة أذى الجار ليست بالأمر الهين.
بل هي من الكبائر، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
“من آذى جاره فقد آذاني، ومن حاربه فقد حاربني.”
فكيف تسمح لنفسك أن تُغضب النبي في زمن نحن فيه أحوج إلى الرحمة والتعاون والاحترام؟

وقد أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن النظافة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي جزء من عقيدتنا الإسلامية، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
“الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوْ سَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَرْفَعُهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ.”

ولم يكن ذكر “إماطة الأذى عن الطريق” عشوائيًا، بل هو تأكيد على أن احترام الذوق العام والآداب العامة ضرورة مجتمعية ودينية.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock