أخبار اليوممقالات الكُتاب

حين أغلقت الدنيا أبوابها… فُتح باب السماء

كتب وجدى وزيرى 

كان “سليم” شابًا طيّب القلب، فقير الحال، يعمل في مخبز صغير، يكدّ فيه من الفجر حتى غروب الشمس، ليعود لأمه المريضة ببعض الطعام، ودواء بالكاد يكفي لأيام.

كان الناس من حوله يرددون:
“الدنيا لا تعطي أمثالك، والرزق حظ، والحظ لا يطرق باب الفقراء”.
لكنه كان يبتسم في صمت، ويردّد في قلبه: “يكفيني أن الله لا ينسى أحدًا”.

في ليلة شديدة البرد، عاد إلى بيته فوجد أمه ترتجف، لا دواء، لا حطب، ولا طعام. جلس بجانبها، وضمّ يديها المرتجفتين بين كفيه، ثم رفع بصره إلى السماء، وبكى.

وقال بصوت مكسور:
“يا رب، ما لي سواك، لا مال، ولا جاه، ولا سند… لكني ما زلت أؤمن بك، ولن أخذلك في حسن ظني بك”.

وفي الغد، وهو يسير إلى عمله، تعثّر بكيس صغير على الطريق، فتحه فوجد به مالًا كثيرًا، ومكتوب عليه:
“ردّه إلى صاحبه، فإن وجدك فقيرًا أمينًا، جعله الله رزقًا لك، وإن كنت خائنًا، جعله الله فتنة عليك”.

وقف حائرًا… لكنه أعاد المال إلى المكان الذي كُتب عليه، وانتظر. وبعد ساعات، جاء رجل كبير في السن، يبحث عنه، فلما رآه، دمعت عيناه، وقال له:
“كنت أختبر الناس منذ أسبوع، أضع الكيس في الطريق، وكلهم أخذوه وهربوا، إلا أنت… أنت من كنت أدعو الله أن ألقاه.
من الآن، هذا المال لك، وهذا البيت لك، وهذا المخبز الذي تعمل فيه… هو لك”.

سقط “سليم” ساجدًا في الشارع، وسط دهشة المارة، وقال والدموع تملأ وجهه:
“يا رب… ظننتك لن تخذلني، ولم تخذلني أبدًا”.

لا تيأس مهما ضاقت بك الحياة، فالله لا يُغلق بابًا إلا ليفتح أبوابًا أعظم.
إن ضاقت عليك الأرض… فتوجه للسماء، فإن فيها ربًا لا يخيب من رجاه.
وثق دومًا أن الصدق، والصبر، والتوكل، مفاتيح لا تُعجز بابًا من أبواب الفرج.

“ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب”.ڜ

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock