جريدة بكره احلى رئيس التحرير وجدى وزيرى
كتب: حسين عطايا – كاتب وناشط سياسي لبناني
تعيش مفاوضات العودة للاتفاق النووي حالات صعود وهبوط منذ مايُقارب السنة ونصف تقريباً ، والذي كان قد تم توقيعه سابقاً من قِبل الولايات المتحدة وايران في العام ٢٠١٥ في عهد الرئيس الامريكي الاسبق اوباما ، وقد عاد عنه وخرج منه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ، ثم بعد دخول الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن البيت الابيض ، والذي يبحث عن إنجاز لإدارته ، خصوصاً انه ستجري إنتخابات نصفية للكونغرس الامريكي في تشرين الثاني – نوفمبر القادم ، وبالتالي يُظهر ضرورة تحقيق إنجاز لإدارة بايدن لتجنب الهزيمة في الانتخابات النصفية القادمة .
هذا الامر يؤكد صعوبة الوصول الى التوقيع على المسودة والتي كان قد تقدم بها مسؤل العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي ، جوزيب بوريل والتي قام بإرسالها منذ إسبوعين لكل من الايرانيين والامريكيين ، والتي طلب فيها بأنها المسودة الاخيرة والمطلوب اخذها على حالتها من دون اي زيادة او العودة للمفاوضات ، ولكن على الرغم من ذلك تقدمت إيران بعددٍ من الملاحظات وارسلتها لبوريل والذي بدوره ارسلها للادارة الامريكية والتي اخذت وقتها للرد عليها ومن خلال رفضها لعددٍ من الملاحظات الايرانية خصوصاً فيما خص :
* رفع العقوبات دفعة واحدة وفورياً بعد توقيع العودة للإتفاق.
* والتزام الادارة الأمريكية بدفع تعويضات لايران في حال عاد اي رئيس امريكي في الخروج من الاتفاق .
* رفع الحرس الثوري عن لائحة الارهاب ورفع العقوبات عن قيادييه ومؤسساته المدرجة على لوائح الارهاب والعقوبات .
وبعد ان سادت بعض الشائعات في أن الاتفاق سيتم التوقيع على صيغته النهائية خلال هذا الاسبوع ، او الاسبوع القادم ، فوجيء الجميع بتصريحات من قبل الادارة الامريكية بأن الاتفاق بحاجة للدرس أكثر ، كما القيادة الايرانية ،وبأن الامر بحاجة للعودة الى طاولة المفاوضات في فيينا .
وهذا الامر دفع بعدد من اصدقاء الطرفين ، من التحرك لتقريب وجهات النظر ، وبالتالي إعادتهما للمفاوضات والحوار الغير مباشر او انتقاله لحوار وتفاوض مباشر .
هذا الامر دفع بكل من الدوحة وعُمان للتحرك عبر اتصالات وتواصل ، لتقريب وجهات النظر ، لعل في ذلك تسريع أو إنضاج ظروف الوصول قريباً الى التوقيع على اتفاقية العودة للإتفاق النووي زائد الدول الست الكبرى ، والتي تُشارك اساساً في ذلك الاتفاق .
إذن ، العودة للإتفاق النووي لازال يحتاج بعض الوقت لانضاجه بصيغته النهائية لاسيما أنه يلقى المثير من الاعتراضات عليه ، لاسيما من قِ المملكة العربية السعودية ، وإسرائيل والتي تُشكل العِقدة الاصعب في تقبُل العودة للإتفاق الامريكي الايراني بالنظر الى الحالة المتقدمة من تخصيب اليورانيوم التي وصلت اليه إيران والتي بالتالي يُظهِرُ قرب إيران من الوصول الى تصنيع القنبلة النووية الايرانية ، وهذا ما يُشكل تهديداً صريحا وفعلياً بالنسبة لإسرائيل وفقاً لرؤيتها لامن الاقليم ، إقليم الشرق الاوسط .
هذا الامر يُشكل حالة ضاغطة جداً على الادارة الامريكية وبالتالي على المفاوض الامريكي مما يدفعه للتشدد أكثر خصوصاً وأن الادارة الامريكية قادمة على الانتخابات النصفية والتي قد تُغير الاكثرية في كل من الكونغرس الامريكي او مجلس الشيوخ ، وهذا الامر إن حصل وتمت هزيمة حزب بايدن ذلك يعني ، بأنه اصبح مُقيداً في عدم قدرته على اتخاذ القرارات والتي قد تلقى رفضاً من الكونغرس وبالتالي يُصبح في وضعٍ مُحرج وكتوف اليدين وغير حُر او مُطلق الحرية في الخيارات والتي قد يرفضها الكونغرس الاميركي .
وإذا اضفنا التطور الاخير على الساحة الايرانية والتي من خلال تصريح للمرشد علي خامنئي حيث طلب من المفاوضين الايرانيين للأنسحاب من التفاوض .
كل هذه الامور مُجتمعة تجعل من التوصل لإتفاقية العودة للإتفاق النووي مُتأخرة بعض الشيء وقد تطول فترة التفاوض للتوصل لصيغة نهائية يتم التوقيع عليها او قد تحصل او تطرأ بعض الامور التي قد تُساهم في تقريب وجهات النظر وبالتالي تًسرع المفاوضات وصولاً لتقريب الايام الفاصلة للتوصل لحل .
وهنا لا بُد من سؤال :
هل الادارة الامريكية قادرة على أخذ المبادرة في التوصل الى إتفاق قريب ؟؟؟
أم أنها ستضطر للأنتظار الى ما بعد الانتخابات النصفية ، او أخذ وقتها للتوصل إلى إقناع كل من العربية السعودية او إسرائيل في تخفيف لهجتهم من المعارضة للإتفاق مع ايران ؟؟؟!.
كل ذلك متروك للأيام القادمة لإظهار حقائق الامور .