وجدى وزيرى يكتب : الترابط الوطني.. حصن الأمة في مواجهة التحديات
في ظل ما تشهده منطقتنا من تحديات ومخاطر متسارعة، يبقى الترابط الوطني والاستعداد الدائم هو الحصن المنيع لحماية أمننا القومي وصون مقدساتنا. إننا أمة تسعى للسلام والبناء، لكننا في الوقت نفسه لا نغفل عن المؤامرات التي تُحاك ضدنا في الخفاء والعلن. فالأحداث الجارية في فلسطين وسوريا ولبنان تُظهر بوضوح أن العدو لا يتوقف عن محاولاته لزعزعة استقرار المنطقة وإراقة دماء الأبرياء، مما يفرض علينا أن نكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديد محتمل.
إن مصر بتاريخها العريق ودورها القيادي في محيطها العربي، كانت وستظل الدرع الواقي للأمة العربية.
فمنذ فجر التاريخ، ومصر تحمل على عاتقها مسؤولية حماية أشقائها العرب، ودائماً الجيش المصري كان السند والقوة التي تُرهب العدو وتحمي الأرض والعرض.
إنه جيش عقيدته “النصر أو الشهادة”، لا يهاب الموت، ويقف دائماً على خط المواجهة دفاعاً عن الحق والكرامة.
إن ما نشهده اليوم من تصعيد في الأراضي المحتلة، ومن محاولات مستمرة لإشعال الفتن وزعزعة استقرار المنطقة، يفرض علينا جميعاً أن نتوحد خلف قيادتنا، وأن ندرك أن المعركة لم تعد فقط على الحدود، بل أصبحت معركة وعي وصمود. العدو يسعى لتمزيق النسيج الوطني وزرع الشك في النفوس، لكننا، بوحدتنا وصلابة موقفنا، سنُفشل كل هذه المحاولات.
وليعلم الجميع بأن الأمن القومي لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، بل بالتكاتف الشعبي، وبأن نكون جميعاً درعاً منيعاً يحمي الوطن من الداخل. لإن بناء الإنسان الواعي، القادر على فهم التحديات، هو الركيزة الأساسية في معركة البقاء.
علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا روح الولاء والانتماء، وأن نحصنهم بالعلم والمعرفة، حتى لا يكونوا صيداً سهلاً لمحاولات التغريب والتشكيك.
مصر، بقوتها العسكرية، ووعي شعبها، ودعم أشقائها العرب، قادرة على صد كل تهديد، وقادرة على فرض معادلة الردع في أي مواجهة. ولن تكون هذه المرحلة إلا محطة أخرى في مسيرة الصمود والانتصار. سنبقى أمة عصية على الانكسار، وسنبقى شوكة في حلق كل من تسول له نفسه المساس بأمننا القومي أو سيادتنا.
اليوم، نحن أمام اختبار تاريخي، إما أن نكون على قدر المسؤولية، أو نترك الساحة لمن يريد بنا شراً. الخيار واضح، والمستقبل تصنعه الإرادة. فلنتحد، ولنتسلح بالوعي والقوة، ولنجعل من هذه المرحلة فرصة لتعزيز الصفوف وإعادة ترتيب الأوراق، حتى تبقى أمتنا شامخة، رافعة الرأس، لا تهتز أمام العواصف، ولا تنكسر أمام التحديات. وجدى وزيرى مين معايا؟