جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير
وجدى وزيرى
بقلم: أماني الشريف
تشهد إحدى إدارات المحافظة التعليمية حالة غير مسبوقة من التخبط والفوضى نتيجة الاستغناء عن معلمي الحصة دون أي متابعة جادة من وكيل الوزارة، بل والأدهى من ذلك أنه لم يكتفِ بالصمت، بل أيد القرار وأشاد به وكأنه إنجاز يُحسب له!
نزيف الاستقالات وشلل إداري
مع تفاقم أزمة العجز الشديد في المعلمين وغياب أي حلول واقعية، بدأ عدد كبير من مديري المدارس في تقديم استقالاتهم، رافضين الاستمرار في مناصبهم تحت هذه الظروف القاسية. الفصول بلا معلمين، والنصاب التدريسي للمعلمين الأساسيين تجاوز الحدود المقبولة، مما أدى إلى إرهاقهم وإشعال الخلافات بينهم، حتى وصل الأمر إلى وقوع مشاجرات داخل المدارس، بدلًا من أن تسود روح التعاون والمساندة.
فوضى في المدارس.. وطلاب بلا تعليم
الأمر لم يتوقف عند حد العجز في المعلمين، بل أصبحت المدارس بلا إدارة فعلية، بلا إشراف، بلا نظام، بينما الطلاب يحضرون فقط دون أي استفادة حقيقية، مما خلق بيئة خصبة للفوضى والانفلات، وهو ما قد يؤدي إلى كوارث إنسانية جديدة كما شهدنا في وقائع سابقة بسبب الإهمال والتخبط الإداري.
حقوق ضائعة ومعلمون بلا رواتب
أما معلمو الحصة، الذين تم الاستغناء عنهم، فلم يتقاضوا رواتبهم منذ ديسمبر الماضي، وكأن أكل حقوق الناس أصبح أمرًا عاديًا يمكن تجاوزه! بل تمت إعادة الاستمارات للمدارس لتقليل عدد الحصص التي يجب أن يحصلوا على مستحقاتهم عنها، في مشهد يعكس التخبط وغياب التخطيط المدروس.
قرارات عنجهية وسياسة الإقصاء
ما يحدث الآن هو نتيجة قرارات فردية متسرعة، الهدف منها فرض السيطرة وإثبات القوة على حساب العملية التعليمية. منطق “أنا هنا، وكلمتي هي القانون” بات هو السائد، وأي معترض يُجبر على الاستقالة أو يُتهم بالخيانة والسرقة، بينما تُقدم الادعاءات بأن هذه القرارات تأتي للحفاظ على المال العام، رغم أن الواقع يشير إلى العكس تمامًا!
لماذا لم تُطبق التجربة في كل الإدارات؟
إذا كانت هذه القرارات “عبقرية” وناجحة كما يدّعي صُنّاعها، فلماذا لم يتم تعميمها في باقي الإدارات التعليمية؟ ولماذا تم تكليف المسؤولين السابقين بمناصب أخرى إذا كانوا قد ارتكبوا أخطاءً كما يُزعم؟
كلمة أخيرة..
ما يحدث اليوم هو كارثة تعليمية بكل المقاييس، وستظهر عواقبه قريبًا، فإما أن تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو سنشهد انهيارًا حقيقيًا للعملية التعليمية. وكما يُقال: إن غدًا لناظره قريب…