وجدى وزيرى يكتب .. إسرائيل تشتكي القاهرة لاختراق كامب ديفيد.. “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”

اللي اختشوا ماتوا

في واقعة تصلح لفيلم كوميدي من الدرجة الأولى، أرسلت إسرائيل خطابًا رسميًا إلى القاهرة تعترض فيه على “اختراق الجيش المصري” لاتفاقية كامب ديفيد. وكأننا في مسرحية هزلية من تأليف تل أبيب، حيث البطل هو المعتدي، لكنه يقرر فجأة أن يلعب دور “المظلوم المسكين” الذي لا حول له ولا قوة.

هى فعلا مفاجأة لم تكن في الحسبان، أن ترسل إسرائيل خطابًا رسميًا إلى القاهرة تعترض فيه على “اختراقات الجيش المصري” لاتفاقية كامب ديفيد، متناسية تمامًا أنها قد تكون صاحبة الرقم القياسي في القفز على الاتفاقيات الدولية بمهارة لاعب جمباز أولمبي.

“اللي اختشوا ماتوا”

يبدو أن المسؤولين في تل أبيب قرروا تطبيق مبدأ “الهجوم خير وسيلة للدفاع”، أو بمعنى أدق: “التباكي خير وسيلة لتبرير التجاوزات”! فبعد سنوات من الغارات والاعتداءات والاستفزازات، قررت إسرائيل فجأة أن تتحول إلى “حمل وديع” يشتكي من “خرق الاتفاقيات”

أحد الخبراء في الشؤون الإسرائيلية – الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من ضحك القراء – أكد أن هذا الموقف يُشبه تمامًا أن يقوم شخص بسرقة بيت جاره، ثم يذهب للشرطة ليشتكي أن الجار قد وضع قفلًا جديدًا على الباب دون استشارته

كامب ديفيد بنكهة إسرائيلية: اتفاقية للاختراق من طرف واحد.

التاريخ يشهد أن إسرائيل لديها موهبة استثنائية في تفسير الاتفاقيات وفقًا لأهوائها. فهي تُحلل لنفسها ما تُحرمه على الآخرين، وتعترض على ما لا يُناسب مصالحها، وتُطالب بضبط النفس عندما تكون في موقف ضعف، ثم تطلق العنان لقوتها عندما لا تجد من يردعها.

لذا، فإن احتجاجها على “اختراق الجيش المصري” لاتفاقية كامب ديفيد يُعد حلقة جديدة من مسلسل “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، وهو المسلسل الأطول عرضًا في تاريخ السياسة الدولية، من إنتاج وإخراج تل أبيب، وبطولة مسؤولين يجيدون فن “اللطم السياسي”.

رسالة إلى إسرائيل: ابحثوا عن حجج أفضل.

إذا كانت إسرائيل تعتقد أن العالم سيأخذ احتجاجها على محمل الجد، فعليها أن تُعيد النظر في السيناريو الذي تكتبه. فالعالم بات يدرك أن الاتفاقيات الدولية ليست طريقًا باتجاه واحد، وأن من اعتاد على اختراقها لا يحق له أن يلعب دور الضحية.

وفي النهاية،

مصر تحافظ على أمنها القومى ولم تكن ابدا معتديه على احد

نقول لكم بلسان كل مصري: “اللي بيته من زجاج.. ما يحدّفش الناس بالطوب.. ولا يعيط ويقول عندي شظايا. .. فعلاً اللى اختشوا ماتوا.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock