ماسبيرو و ابو الهول “حديث العراقة والهوية” بقلم الاعلامي خالد سالم

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

(المشهد ليلاً، الأضواء تحيط بالأهرامات وماسبيرو، والهواء يحمل نسيم النيل. يسطع القمر على وجه تمثال أبو الهول، بينما ينعكس ضوءه على زجاج مبنى ماسبيرو الشاهق.)

أبو الهول:

(متأملاً في الأفق) آه يا ابن النيل، أما زلتَ صامداً؟

ماسبيرو:

(يبتسم بخفّة) وهل تظنني أتهاوى بسهولة؟! أنا ذاكرة أمة، وصوتها الذي دوّى في كل بيت، تماماً كما كنتَ حارسًا لصمت الأزمان.

أبو الهول:

لكن صمتُي حكمة، وسكوني لغز، أما أنت، فكم رأيتُك تئنّ تحت وطأة التغيرات؟

ماسبيرو:

(بتنهيدة) صحيح أنني عانيت من الأزمات، وتدافعت فوقي العصور كما تتدافع الرمال على قدميك، لكنني كنتُ دومًا مرآة المصريين، في أفراحهم وأحزانهم، في نصرهم وانكسارهم. صوتي لم ينقطع، وإن خفت في بعض الأوقات، لكنه كان دائماً يعود.

أبو الهول:

(ساخراً) لكنك لم تعد وحدك، في زمنك كنتَ سيد الشاشة، أما الآن فالشاشات بلا عدد، وأصوات كثيرة تُنافسك… فهل ما زلتَ تُسمع؟

ماسبيرو:

(بثقة) وما أكثر الأصوات التي تعلو وتخفت، لكن الصوت الأصيل يبقى. يومًا ما، حين يشتاق الناس للحقيقة، سيعودون إليّ كما يعود التائه في الصحراء إلى النيل.

أبو الهول:

(يبتسم برضا) حسنًا، يا ابن هذا الزمن العجيب… لعلك تحمل بعضًا من عنادي، وأرى أنك تفهم سر البقاء كما فهمته أنا… لا يهم عدد الأحجار المتساقطة، المهم أن يبقى الجوهر.

ماسبيرو:

(ناظراً إليه بإعجاب) وأنت، يا صاحب اللغز الأزلي، ستظل هنا، تُراقبنا جميعًا بصمتك العميق، وتبتسم حين يدرك البعض متأخراً أن الجذور لا تُقتلع بسهولة.

(تهب نسمة قوية، كأنها تهمس للاثنين بأن الليل لا يزال يحمل الأسرار… ويظل الحوار بين العراقة والتاريخ مستمراً، بلا نهاية.)

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock