جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير
وجدى وزيرى
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رجل ذو شخصية كاريزمية من الطراز الأول
صاحب إطلالة جذابة، طليق اللسان ، تتهافت عليه الصحافة و الإعلام لإجراء أحاديث و حوارات أمام عدسات القنوات الإخبارية ووكلات الأنباء العالمية ، و تنتظر منه تصريحاته لتكون مادة أخبارية دسمة تتلقفها رجال الأعلام و الصحفيين لتكون مادة حوارية و نقاشية فيما يطلق عليه برامج
” التوك شو ” الشهيرة لتحليلها و بعمق لتستخلص من هذه التصريحات الهدف منها و أسبابها و توقيتها، وغالبا ما تنتهي هذه التصريحات، و المقابلات الصحفية و الإعلامية علي إثارة الجدل حولها ، و بعلامات إستفهام كبيرة و نظرة تعجب .
هذه هي شخصية الرئيس الأمريكي ترامب رئيس أقوي دولة في العالم ،
و يفترض أنه الرجل الأول للولايات المتحدة الأمريكية، ذو شخصية رزينة ، و فكر و عقلية حكيمة و متزنة تفرض نفسها بحكم وظيفته علي من يقابلهم من كبار رجال الدولة و الشخصيات الهامة من زعماء و رؤساء دول ، ملوك و أمراء ، الي جانب أنه شخصية سياسية مؤثرة ، و بالتالي فإن كل ما يصدر عنه من تصريحات كرئيس أقوي دولة في العالم و هو ما يحتم عليه إلتزاما بأن يمتلك القدرة علي إنتقاء كلماته بعناية شديدة ،
و أن يضع كل كلمة بدقة في موضعها الصحيح،
و هذا مكانته العظيمة
و مركز دولته وسط العالم ،التي تتحكم في السياسات المالية و النقدية في العالم ، و تتأثر المؤشرات و أسهم و بيانات البورصة العالمية الكائنة في وال ستريت في ولاية نيويورك الأمريكية عاصمة سوق المال و الأعمال و الاقتصاد في العالم.
فضلا أنها بتتحكم في مؤشرات قيمة الدولار في سوق المال العالمي
إرتفاعا و إنخفاضا مقارنة بقيمة العملات الأجنبية الأخري.
فضلا علي مدي تأثير سعر برميل البترول الذي تتأثر قيمته أو سعره في حالة البيع و الشراء طبقا لسوق العرض و الطلب و ما تتأثر به سلبا أو إيجابا حسب قوة و متانة الإقتصاد العالمي خاصة للدول التي تعتمد اقتصادها اعتمادا كليا علي البترول في توفير الطاقة اللازمة في إنتاجها القومي .
و منذ تولي الرئيس الأمريكي ترامب مهام منصبه كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ،
بعد فوزه في سباق الانتخابات الرئاسية،
و فور الإنتهاء من مراسم إستلام السلطة في الولايات المتحدة، أطلق سلسلة من التصريحات صاحبها إصدار مئات من القرارات التنفيذية التي وصفت بعضها بأنها قرارات إنتقامية لما تحتويه من قرارات مدعيا أنها سيترتب عليها نتائج سلبية لكونها صادرة من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
و في الآونة الأخيرة أصدر الرئيس الأمريكي ترامب تصريحات في حضور رئيس وزراء دولة الإحتلال، الذي يعتبر أول مسئول سياسي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه ترامب منصبه الرئاسي.
هذه التصريحات الغير مسبوقة آثارت جدل واسع في الأوساط العالمية، و هزت و بعنف دول العالم لأهميتها و خطورة آثارها خاصة في منطقة الشرق الأوسط،
و من بين هذه التصريحات العنترية التي أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب في ختام زيارة رئيس وزراء دولة الإحتلال ، حيث أطلق الرئيس الأمريكي ترامب سلسلة من ” الإملاءات ” و فرضها علي كل من مصر و الأردن بأن تسمح بإستقبال سكان غزة الفلسطينين مستخدما صياغات متعددة منها “تهجير سكان غزة “، “إعادة توطينهم في بعض الدول العربية المجاورة ”
و آخر هذه التصريحات هو الإصرار الشديد علي شرائه لأرض غزة و الإستثمار السياحي فيها و بناء منتجعات سياحية و أبراج شاهقة لتصبح أشبه ، كما أسماها ترامب “بالريفيرا ” بفرنسا.
# و بمناسبة هذه التصريحات أتوجه برسالة الي الرئيس ترامب :
أن عصر الإملاءات في عالم السياسية الدولية قد ولي و عفي عليه الزمن ، كما أن فرض الأمر الواقع بالقوة، و إجبار الدول أنت ترضخ و تنفذها ، فمثل هذه الإملاءات لم يعد لها وجود علي الإطلاق .
و منذ أن فرضت الولايات المتحدة إرادتها بدء من الحرب العالمية الثانية و إستخدام القنبلة النووية ضد اليابان و إستسلامها علي أثر ذلك ، و منذ هذا التاريخ تمارس الولايات المتحدة الأمريكية حقها في إعادة هندسة النظام الإقليمي للدول، و ترسيم الحدود الإقليمية و النفوذ و الثروات للدول ، عقب الحرب العالمية الثانية، الي الحد الذي جعل الولايات المتحدة تعطي لنفسها الحق في التدخل في كل مشكلات العالم تدخلا سافرا حتي التدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول أصبح هو السائد لها في العلاقات الدولية ، و لكن كل هذه التدخلات منها ما يكون تدخل مستتر تحت مظلة الأمم المتحدة و بإدعاء الحفاظ علي الشرعية الدولية، و التمسك بمبادئ حقوق الإنسان،
و هي شعارات كاذبة تستخدمها حفاظا و حرصا منها علي الشكل القانوني العام لها ،
و لكن في الحقيقة كانت و لاتزال تتبني سياسة تصدير الفوضي الخلاقة الي العالم العربي كما حدث ذلك في عام 2011 تحت ذرائع متعددة و مختلفة لحماية الديمقراطية و حريات الشعوب ، و الدفاع عن حقوق الإنسان.
# كما أتوجه الي الرئيس الأمريكي ترامب برسالة أخري :
أن أرض غزة الفلسطينية ليست للبيع ، و لن تعرض للبيع علي الإطلاق ، و لن يعيش سكان غزة الفلسطينين خارج حدود أراضيهم التي ولدوا وعاشوا حياتهم فيها ،
كما أتعجب بأنه بأي صفة تتكلم في شأن البيع و الشراء لآراضي ليست مملوكة لك ، و دون سند قانوني ،كما لم يطالبك أحد بالتفويض بأن تتحدث بأسم أهل و شعب غزة أو بالنيابةعنهم لإستغلال أو استثمار آراضيهم في غزة بعد تهجير سكانها قصرا لكي تتمكن من إقامة منتجعات و قري و أبراج سياحية تحت بند الإستثمارات العقارية المطلة علي ساحل البحر الأبيض المتوسط، و بدون سند شرعي يمنحك هذا الحق، من شعب أنهكته الحرب من قتلي و جرحي و دمرت كل منازلهم التي كانت تأويههم و يتعرض هذا الشعب أيضا و بصفة يوميا لشتي أنواع الضغط و القهر و الظلم ضاربا عرض الحائط بالشرعية الدولية عابثا بمقدرات الشعب الفلسطيني الذي حرم من أبسط حقوقه المشروعة في إقامة وطن حر و مستقل لهم
ويجب أن تعي يا سيد ترامب بأن آراضي الأوطان ليست ملك لك لكي تتحكم فيها بالبيع
و الشراء كيفما تشاء ،
و متي تشاء و الي من تشاء، فهي آراضي عربية يمتلكها الشعب الفلسطيني في غزة ،
و عليك أن تتخلي عن ممارسة سياسية الإملاءات و هي سياسية لا أعرف من الذي منحها لك بالأحقية في البيع و الشراء و الاستثمار و ما علي الشعب الفلسطيني الإ الرضوخ و القبول و الموافقة علي هذه السياسات العشوائية التي تنطوي علي الظلم البين و تطهير عرقي يحرمه القانون الدولي .
و أريد أن أؤكد في هذا السياق و يدخل في مضمون هذه الرسالة، أن شهيتك يا سيد الرئيس ترامب في إمتلاك آراضي ملك الغير و هو الشعب الفلسطيني لن تقف عند حد ،فإن تهجير شعب و أهل غزة من آراضي ووطنه قصرا لن تكون هي النهاية ، بل سيكون هناك خطر داهم علي الجميع ، فقد رأينا شهية رجل الأعمال المليادير سابقا و الرئيس الأمريكي حاليا قد أنفتحت و لعابه قد سال بأن أراد أن يضم دولة كندا برمتها بأرضها و ما عليها و شعبها لتصبح مملوكه له لتكون الولاية رقم 51 للولايات المتحدة الأمريكية ، كما
أراد أن يضع يده و يأخذ جزيرة جرين لاند بالدنمارك و قد أعلنت هذه الأخيرة أحقيتها السيادية بإعتبارها جزء لا يتجزأ بدولة الدنمارك،
و لسوف يترقب العالم و ينتظر علي من سيأتي عليه الدور بعد غزة ، ثم كندا ثم جزيرة جرين لاند ثم قناة بنما التي أدعي ترامب أنها أمريكية و أراد أن يحتفظ له بحق الملكية و الإدارة له فمن الذي سيأتي عليه الإختيار ليقضم و يبتلع القضمة التالية .
# رسالة أوجهة الي جميع الدول العربية :
” عليكم بالوحدة و التضامن و الأتحاد ، فالأتحاد قوة مصداقا لقول الله تعالي في كتابه القرأن الكريم:
” و أعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و أذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا .” صدق الله العظيم سورة آل العمران آية 103.
فعليكم بوحدة الصف ، وحدة الكلمة ،ووحدة الرأي و الرؤي و توحيد الموقف العربي و الإسلامي، و الحشد الدولي لرفض هذه الإقتراحات و الإصرار علي رفض الإملاءات و ذلك بالطرق السياسية من خلال الحكمة و العقل و التدبر و محاولة تصحيح الأوضاع و إعادة الحسابات لعل الرئيس الأمريكي ترامب أن يعيد حساباته من جديد فلاتزال لعبة التوازنات و المصالح و المصالح المتبادلة قائمة في رأس الرئيس الأمريكي ترامب ، الذي يدعي في كل تصريحاته و منذ توليه رئاسة الدولة أنه قد جاء رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لينشر السلام في العالم و أنه يستحق حصوله علي جائزة نوبل للسلام ، غير أنه ما يحدث بالفعل حتي الآن هو نشر التوتر و الإضطرابات و العداء ضده من العالم الذي أخذ يتعامل معه بكل حظر .
# و رسالة أخيرة أوجهه الي الشعب الفلسطيني في غزة :
عليكم بالصبر فأنتم في إبتلاء عظيم ، فصابروا و رابطوا و تمسكوا بحماية تراب وطنكم الغالي و دافعوا عنه و ضحوا بأرواحكم و دمائكم مهما كانت الضغوط و الإغراءات. و نحن لن نتخلي عنكم كعرب ابدا و سنظل في دعمكم و تأيدكم بالدعم السياسي و المساعدات الإنسانية حتي يحقق لنا النصر بإذن الله .
و مالنصر الإ من عند الله .
وفقكم الله و سدد في طريق الحق خطاكم بإذن الله .
و علي الظالم تدور الدوائر.