صبحى حجاب يكتب اخر مقالاته لبكره احلى..العرب والثقافة السياسية المعاصرة

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير

وجدى وزيرى 

المثقف العربي المتشائم كالمثقف المركسي يري أن المجتمع العربي سيفرغ من تدمير نفسه ويختفي ليحل مكانه نظام آخر أفضل منه سياسياً وإقتصادياً وأنه سيتم هدم الثقافة العربية في مجموعها الكلي ليحل مكانها نظاماً يأخذ شكل اليوتوبيا البيئية التي كان يحلم بها مفجر الثورة الماركسية وقد يكون هو الأساس الذي نادي به – أنتشيه – وقد يشبة هذا النظام الإشتراكية القومية الآرية كنالزية عند هتلر , أو تلك الوحدة اليوتوبية بين الأيدولوجيا والأيروس عند – ماركيوزا – أو قد تكون كثورة الفلاحين عند – فرانز فانون – ,هذا النظام الجديد الذي يبحث عنه المثقفين المتشائمين دائماً والذين لا ينظرون إلا علي الجزء الفارغ من الكوب قد يحملة – أصدقاء الأرض – في حركة أنصار البيئة , أو – المللونون – عند دعاة التعددية الثقافية — أو كالأمازنيون الجدد عند الحركة النسائية الراديكالية , أو ما يطلقون علي أنفسهم البشر الجدد ,مثل التي كانت – لروبرت بلاي – . ولسوف يتنوع النظام المستقبلي بتنوع الأذواق لكن الغريب أنه سيكون نظاماً لا عربياً ولا غربياً وليست له معالم حتي مذهبية أو طائفية . المؤلم والداعي للقلق الرهيب أننا نحاول تجارب كل هؤلاء هتلر وروبرت بلاي وماركيوزا وكل النظم والحركات الثورية لكننا لن نتلفت لشئ مهم أن كل هؤلاء فشلوا جميعاً وترتب علي فشلهم كوارث طالت كل فئات شعوبهم ..
للمتشائم الثقافي رؤية مرتبكة وغير عقلانية فلا يهمه ما سوف يتم صنعه بقدر ما يهمه ما سوف يتم تدميره , وبالتحديد في مجتمعاتنا العربية الحديثة المريضة , لذلك يتلقي هذا المثقف المتشائم الأخبار السيئة بالفرح ويعتبرها أخبار سارة وتجده يحتفي بالكساد الإقتصادي وبالبطالة والصراعات والحروب والكوارث البيئية ويعتبرها كلها مؤشرات تعجل بالدمار النهائي للأنظمة العربية الحاكمة.
هذا الفكر يشبه أفكار مفجر ثورة العالم الثالث الماركسيون وعلماء الدراسات الأفريقية كنائب الرئيس الأمريكي آل جور وحركة السلام الأخضر لروبرت بلاي وهم يطرحون رؤي معقدة وتتناقض مع مسارات الرؤية الغنية والثاقبه عن الحداثة والتغير , ذلك لإرباك المثقف العربي المتشائم لتجعله دائماً يبحث عن نفسه خلف سراب الأوهام .
ينبغي ونحن نبحث عن نظام جديد وعالم نظيف يختفي فيه الفساد وتسود فيه العدالة ألا ننظر إلي الفاشلين مهما كان فكرهم راق لأن هناك أفكارا يصعب تفعيلها والأهم هو إخيار المناسب وليس الصحيح لأن كل صحيح قد يكون غير مناسب لشعوبنا. دور الثقافة في تكوين الاتجاهات يجمع العلماء ولاسيما في مجال علم الانسان على اهمية الثقافة ، ودورها البارز في تكوين وتشكيل شخصيه الفرد وتحديد الاتجاهات ، فهي تشكل اطارا بأنماط السلوك المختلفة .وتلعب الثقافة دورا كبيرا في تدعيم الاتجاهات ، اذتدعم الاراء الموجودة بين الجمهور اكثر مما يحتمل ان تغير تلك الاراء ، وحدوث التغيير البسيط في الاتجاهات يبدو اكثر من احتمال حدوث التحول في الرأي
.
وتلعب الثقافةالسياسية : وهي مجموعة المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد والافكار التي تكون المجتمع سياسيا ،والانماط التي يمارسها المواطنين في تلك البيئه ، والتي كتهم وردود افعالهم تجاه العمليةالسياسية ، بشقيها الاسطوري :اوكهم وحرتظهر سلو مايعرف بالأساطير المؤسسة للسياسة الخارجية للدولة ، والواقعي :المستمد من ممارساتها اليومية واخلاقيتها الانسانيهوالقوميه ، المتعلقة بالشؤون السياسية ونظام الحكم في الدولة، دور هام وبالغ الخطورة في بناء وتشكيل وصياغه القرارات السياسية وخصوصا الخارجي منها ، وحتى شكل العلاقة القومية مع بقيه افراد المجتمع الدولي ، ويبرز دور هذه الثقافة بشكل واضح وخطير في ظل وجود محرك عالمي له مكانته الدولية المؤثرة على الاخرين ، كما هو الحال مع الولايات المتحدة الامريكية
.
وعليه فأن محرك الاتجاه السياسي ضروري للغاية ، وذلك بهدف التعرف على المؤثرات الايديولوجيا والنفسية التاريخية التي تدخل في تشكيل وصياغه القرارات السياسيةالخارجية لتك الدولة ، وخصوصا حين يكون لذلك القرار تأثير شامل يتجاوز انحاء الاطار الجغرافي لها ، وهو مادفع الكثير من الدول والحكومات في مختلف لبناء المؤسسات الاكاديمية والاستخباراتية التخصصية في تحليل الثقافات العالم السياسية للدول والشعوب ، لما لذلك من اهميه بالغه في معرفه شخصية تلك الدولةمن جهة ، و بناء و ادارة العلاقات الخارجية القوميةبينها ، و فهم هيكلي والقرار السياسي لسياستها الخارجية من جهة اخرى ، لدرجه ان يدعي بعض المفكرين الغربيين ( ان ليس هناك من حرب اهليه ، اقليميه او دوليه من دون ثقافه سياسيه ، ولو كانت مغلفه بمصالح مًاديه ، وان اي طرف يخوض الحرب من دون ان يكون مزودا بها فمن المرجح ان يخسر ، لان الدوافع عنده تصبح واهيه و باهته ولا تلبي طموحاته وان ابناء الثقافةالسياسية الواحدة اذا شعروا بانهم على حق وايمان فيما يقومون به من دفاع عن قيم ثقافتهم خاصتا ً اذا كانت عادله وتوافرت لديهم الامكانات المطلوبة فانهم ينتصرون في نهاية الامر

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock