جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير
وجدى وزيرى
* مقدمة
ميريام أديلسون، المليارديرة الإسرائيلية الأمريكية، هي واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في السياسة الأمريكية والإسرائيلية. بفضل ثروتها الهائلة ونفوذها الواسع، لعبت دورًا محوريًا في دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى تعزيز المصالح الإسرائيلية على الساحة الدولية. من خلال تبرعاتها السخية وحضورها القوي في الدوائر السياسية، أصبحت أديلسون رمزًا للقوة المالية والسياسية التي تربط بين واشنطن وتل أبيب.
* النشأة والخلفية :-
وُلدت ميريام أديلسون (اسمها قبل الزواج: فاربشتاين) في 10 أكتوبر 1945 في تل أبيب، فلسطين الانتدابية، لعائلة يهودية هاجرت من بولندا قبل الهولوكوست. نشأت في بيئة صهيونية قوية، حيث كان والدها عضوًا بارزًا في حزب مابام الاشتراكي. بعد خدمتها العسكرية كضابطة طبية في الجيش الإسرائيلي، حصلت على شهادة الطب من جامعة تل أبيب وتخصصت في علاج إدمان المخدرات. في عام 1991، تزوجت من شيلدون أديلسون، ملياردير صناعة الكازينو، والذي أصبح شريكها في الأعمال والسياسة.
* الدور السياسي في الولايات المتحدة :-
كانت أديلسون وزوجها من أكبر الداعمين الماليين للرئيس دونالد ترامب. في حملته الانتخابية لعام 2016، تبرعا بمبلغ 25 مليون دولار، ووصلت تبرعاتهما إلى 113 مليون دولار خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 2018. في عام 2024، تبرعت أديلسون بمبلغ 100 مليون دولار لدعم ترامب، مما جعلها واحدة من أكبر المتبرعين الفرديين في التاريخ السياسي الأمريكي.
*التأثير على السياسة الإسرائيلية :-
لعبت أديلسون دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. كانت من أبرز الداعمين لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي تم تنفيذه في عام 2018. كما دعمت الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، وعرضت دفع تكاليف بناء السفارة الجديدة في القدس. أديلسون، عبر صحيفتها “إسرائيل هيوم”، كانت داعمة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياساته اليمينية.
*العلاقة مع ترامب :-
بدأت علاقة أديلسون بترامب في عام 2015، عندما اجتمعت معه لمناقشة قضايا إسرائيل. وصفته بأنه “ساحر للغاية”، ومنذ ذلك الحين، أصبحت من أبرز مؤيديه. في عام 2018، منحها ترامب وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة، تقديرًا لدعمها المالي والسياسي. كما لعبت دورًا في الضغط على ترامب لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مما يعكس نفوذها الكبير في صنع القرار.
*النفوذ الاقتصادي والسياسي:-
تمتلك أديلسون ثروة تقدر بـ 32.4 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغنى النساء في العالم. بالإضافة إلى امتلاكها صحيفة “إسرائيل هيوم”، فهي مالكة شركة “لاس فيغاس ساندز”، واحدة من أكبر شركات الكازينو في العالم. استخدمت ثروتها لدعم القضايا الصهيونية، بما في ذلك تمويل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
** الخلاصة*
ميريام أديلسون ليست مجرد مليارديرة، بل هي قوة سياسية واقتصادية كبرى شكلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في العقد الأخير. من خلال تبرعاتها الضخمة ونفوذها الواسع، نجحت في تعزيز المصالح الإسرائيلية على الساحة الدولية، ودعمت سياسات ترامب التي كانت متوافقة مع أجندتها الصهيونية. تعتبر أديلسون نموذجًا للقوة المالية التي يمكن أن تغير مسار السياسة العالمية.
*_المراجع_*
١- ويكيبيديا: ميريام أديلسون
٢- موقع العرب 2030: تحليل لدور أديلسون في السياسة الأمريكية
٣- تقارير إعلامية عن تبرعاتها ودورها في نقل السفارة الأمريكية
٤- مقالات عن علاقتها بترامب ودعمها لنتنياهو