جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير
وجدى وزيرى
في جيش نجمة داوود يخدم الجنود المثليون والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي في جميع فروع الجيش. كما يُحظر القانون التمييز ضد الجنود المثليين في مسائل التجنيد والتنسيب والترقية. ويحظر أيضًا التحرش أو الإهانة على أساس التوجه الجنسي في الجيش الإسرائيلي. في عام 2016، منع الجيش الإسرائيلي حاخامًا – وهو أيضًا رئيس مشارك لأكاديمية ما قبل الخدمة العسكرية – من زيارة القواعد ودعاه إلى التراجع عن تصريحاته التي تصف المثليين بـ “المنحرفين”
*وجدت دراسة أجراها كابلان وروزنمان في عام 2000 أنه من حيث وحدة التماسك الاجتماعي، فإن المشاركين الذين اعترفوا بوجود أقرانهم المثليين لم يختلفوا عن أولئك الذين ليس لديهم مثل هذه المعرفة.يعترف الجيش بالأزواج المثليين، بما في ذلك الأرامل من نفس الجنس. يحق لشركاء الحياة للجنود العاملين من غير جنسين مختلفين الحصول على إجازة أمومة مدفوعة الأجر مدتها 14 أسبوعًا وإجازة غير مدفوعة الأجر مدتها 12 أسبوعًا إضافية (بغض النظر عن الأب البيولوجي)، ما لم يكن الشريك الآخر قد أخذ إجازة أيضًا. ومثل الشركاء من جنسين مختلفين، يمكن للشركاء المثليين من نفس الجنس الذين يقومون بتربية الأطفال معًا والذين يتم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية في نفس الوقت أن يطلبوا تأجيل خدمة أحد الشريكين – سواء كان طفلهم أو أطفالهم مدرجين في حضانة أحد الوالدين أو كليهما. أطفال الأزواج المثليين مؤهلون للحصول على المنح الدراسية وإعانات مدارس الحضانة، حتى لو لم يكن الجندي المهني هو الوالد البيولوجي. فيما يتعلق بهذه الحقوق لأطفال الجنود العاملين، فإن الجيش الإسرائيلي أكثر استيعابًا للأزواج المثليين من الدولة. تعمل وحدة شؤون النوع الاجتماعي على تمكين مجتمع المثليين في الجيش الإسرائيلي. اعتبارًا من عام 2003، يُسمح للجنود أيضًا بالمشاركة في مسيرات المثليين. ومع ذلك، في عام 2018، منع الجيش الإسرائيلي الجنود من المشاركة في الإضرابات احتجاجًا على استبعاد الرجال المثليين من قانون تأجير الأرحام الذي تم إقراره مؤخرًا، حيث تم اعتبارها مظاهرات سياسية.
اعتبارًا من 2023، وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى أو أحداث 7 أكتوبر، قررت إسرائيل إعادة النظر بالفئات المشمولة بالحصول على التعويضات لمقتل جنود متزوجون أثناء خدمتهم العسكريَّة في الجيش، لتشمل الشركاء المثليين للجنود الإسرائيليين، وقد جاء التصويت في الكنيست الإسرائيلي بعد شهرٍ واحد من العملية.ويعد جيش نجمة داوود الزرقاء
الجيش الأكثر اعتمادا على الشواذ في العالم.. ويعيش الجنود إسرائيليون في عالم مواز
فقد تداول تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لجنود إسرائيليين يبدو أنهم في “عالم مواز” بعيدا عن أجواء الحرب الدائرة في قطاع غزة بين جيشهم و”حماس”.
ويظهر أحد الفيديوهات جندي إسرائيلي جالسا على كرسي ويضع مواد عناية بالبشرة على وجهه وسماعات على أذنيه في المعسكر، بينما كانت دبابة على مقربة منه تقصف مكان ما.
ويظهر فيديو آخر مجموعة كبيرة من الجنود وهم يحتفلون بشكل صاخب بينما كان محيي الحفل عاريا ويقوم بحركات غريبة.
وقام جندي إسرائيلي مثلي الجنس مؤخرا بنشر صورته رافعا علم مجتمع الميم من أمام دبابة، معربا عن فخره بالوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه بجلب علم المثليين إلى المعركة ضد “حماس”.
وقال يوآف أتزموني (31 عاما) لصحيفة “The Washington Post”، إنه التقط صورا وهو يحمل علم قوس قزح مكتوب عليه عبارة “باسم الحب” أثناء تواجده في غزة، في تحد للقوانين المناهضة للمثليين والخطاب المفروض في المنطقة، على حد تعبيره.
وشدد الجندي الإسرائيلي على أن العلم يمثل الدعم الذي تظهره إسرائيل لمجتمع الميم. وفي صورة أخرى قدمها موقع “Insider”، يظهر الجندي وهو يقف أمام دبابة تحمل علم إسرائيل الذي امتزحت ألوانه بألوان قوس قزح من الأعلى والأسفل.
وبدأت إسرائيل تعترف بزواج المثليين الذي يتم في الخارج في عام 2006، وسمحت بتبني الأطفال عن طريق تأجير الأرحام في عام 2020، بحسبما أفاد موقع “Insider”. ومع ذلك، لا يمكن للأزواج المثليين في إسرائيل نفسها الزواج بشكل قانوني في البلاد.
ووافق الكنيست الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري على تعديل قانوني يعترف بالشركاء المثليين للجنود الذين قتلوا خلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
كما سمح الجيش الإسرائيلي بزيارات المدنيين الإسرائيليين للقوات المشاركة في الحرب بمناطق انتشارهم على حدود القطاع، وذلك لدعم شركائهم من الجنود، علما أن اليهودية الأرثوذكسية ترفض المثلية.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي يحتل مراكز متقدمة عالميا، بين أكثر جيوش العالم التي تتضمن شواذا جنسيا، ومن ناحية زواج المثليين.تفخر إسرائيل بأنها أكثر الدول انفتاحا تجاه مجتمع المثليين والمتحوِّلين جنسيا في الشرق الأوسط اليوم، حيث ألغت عام 1988 تجريم المثلية دون اعتراف بزيجات المثليين رسميا، وألغت التمييز ضدهم في التوظيف عام 1992، وسمحت لهم بالالتحاق بالجيش عام 1993، وبتدشين مسيراتهم السنوية عام 1998، وأخيرا أتاحت لهم خيار تبنِّي الأطفال عام 2005. ورغم أن الدوائر اليهودية المحافظة داخل إسرائيل لا تزال تتحفَّظ على انتشار المثلية، فإن هناك قبولا اجتماعيا واسعا لذلك التوجُّه كما يشي بذلك استطلاع للرأي أُجري عام 2017، وعبَّر فيه 79% من المشاركين الإسرائيليين عن دعمهم للزيجات المثلية. أما تل أبيب فقد حازت تقديرا عالميا بسبب انفتاحها على المثليين، حيث قال 43% من مجموعة مثليين من شتى أنحاء العالم إنها مدينتهم المُفضَّلة لقضاء عُطلة، وذلك في استطلاع أجراه موقع مُخصَّص لشؤون المثلية بالتعاون مع خطوط الطيران الأميركية.
في تل أبيب، تلك المدينة الصاخبة التي يُطلَق عليها “عاصمة المثليين في الشرق الأوسط”، لا يشعر مجتمع المثليين والمتحوِّلين، الذي يُعرَف بـ”مجتمع الميم”، بالخوف أو القلق من التعبير عن هويته، حيث يضع المنتمون له “أعلام قزح” على المباني التي يقطنون بها، ويرفعونها خلال فعالياتهم، وهو أمر مُتاح لهم منذ التسعينيات، حيث تشتهر المدينة بما تُسمى “مسيرات الفخر” التي لا تقل زخما عن نظيراتها في شتى العواصم الغربية. ولا يقتصر الأمر على تل أبيب اليوم، إذ يصل حضور المثليين إلى بلدات مُحافِظة مثل “حريش” الواقعة بمنطقة حيفا شمالي دولة الاحتلال، تلك البلدة التي توجد بها نسبة كبيرة من المتشددين اليهود، ورغم ذلك نشط المثليون فيها على مدار السنوات الماضية.
*في المجمل، يمكن القول إن النهوض بواقع الشواذ جنسيًا كما هو قائم في إسرائيل لم يكن ليتم دون ضخ أموال حكومية هائلة، فما تُعرَف بوزارة المساواة الاجتماعية خصَّصت هذا العام 26.7 مليون دولار لصالح مجتمع المثليين والمتحوِّلين، وهو أكبر مبلغ من نوعه لتمويل مراكز المثليين في نحو 70 منطقة، فيما تفتخر تل أبيب بأنها خصَّصت 1.85 مليون دولار لمجتمع المثليين عام 2022، منها أربعة ملايين لفعاليات “شهر الفخر”، بل إن المدينة التي لا تكف عن الاستثمار في مشاريع تخدم مجتمع المثليين ستُخصِّص مبلغا قدره 9.2 ملايين دولار لبناء مركز جديد للمثليين في حديقة مائير، وهو أكبر مشروع للمثليين في تاريخ إسرائيل.
وإذا كان اتهام الحكومة الإسرائيلية بتسليط الضوء على حقوق المثليين يأتي في المقام الأول ضمن سياسات عديدة لإخفاء جرائمها ضد الفلسطينيين، فإن ما تمارسه تل أبيب من جهد كبير لإقناع المثليين في العالم بأن مجتمعا ناشئا ملائما لهم يوجد داخل إسرائيل ينبع أيضا من رغبتها في تأكيد تفوُّقها الليبرالي على جيرانها في الشرق الأوسط، واستغلالها قضية دعم المثليين للترويج لإسرائيل عالميا. وتعقيبا على ترويج وزارة السياحة ووزارة الخارجية الإسرائيليَّتين للأمر في أوروبا والولايات المتحدة، تقول “جوانا لانداو”، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “فايب إسرائيل”: “ما تفعله هذه الإعلانات أكثر بكثير من مجرد تشجيع السياحة إلى إسرائيل، ما يفعلونه حقا هو سرد قصة إسرائيل التي لا يعرفها عدد كافٍ من الناس، بل والاحتفال بها”.
بينما يُسلَّط الضوء على إسرائيل في السنوات الأخيرة باعتبارها مرتعا للجماعات اليهودية المتطرفة والاستيطانية، يبدو أن الدولة الإسرائيلية ما زالت تُخضِع سياساتها لموازنات تحتل فيها صورتها الليبرالية موقعا مركزيا جزءا من الدعاية لنفسها في الدوائر الغربية. ورغم أن المتطرفين نجحوا في إزاحة الفلسطينيين من منازلهم، وإزاحة السياسيين الأكثر ليبرالية عن الحُكم مرات ومرات، فإنهم عاجزون عن مواجهة زحف المثليين في دولة الاحتلال، فعلى الأرجح أن السلطات الإسرائيلية تستفيد من طاقات هؤلاء في مساحات بعينها، ولا تسمح لهم بتجاوز خطوط مُحدَّدة من أجل ضبط صورتها الدولية، وإخفاء الواقع الاستيطاني -كما جرت العادة- بمنجزات “واحة الليبرالية” في الشرق الأوسط.
*
.لطالما لعبت إسرائيل ورقة أنها الدولة الليبرالية الوحيدة في المنطقة العربية التي تُهيمن عليها نظم سلطوية ومحافظة دينيا. وفي هذا السياق، فإنها استخدمت “انفتاحها الجنسي” ورقة جذب أمام الشباب “المقهور جنسيا” في العالم العربي كجزء من تلك السياسة الدعائية، حيث لجأ إليها قلة من الشباب العرب بالفعل باعتبارها “واحة الحريات الجنسية” في المنطقة. وبدورها، تستخدم تل أبيب حكايات هؤلاء للترويج لوجودها في الشرق الأوسط ولجاذبية نموذجها الاجتماعي الذي يُخفي بطبيعة الحال الوجه الاستيطاني لنظامها. وأحد أشهر الوجوه العربية التي نجحت إسرائيل باستقطابها مُبكرا هي “محمودة رياض”، التي وُلِدت ذكرا لأسرة عربية في الجليل في أربعينيات القرن الماضي، ثم سافرت إلى إسرائيل وأجرت عملية تحوُّل جنسي في الستينيات واشتغلت بالبغاء، وأخيرا غيَّرت اسمها العربي إلى اسم “ناعومي” العبري.
لقد جرى تصويري وقت ارتكاب الفعل ونُقِل التسجيل إلى عائلتي، فضربوني وعاملوني بعنف.. وأنا عاجز عن الحصول على وظيفة لأنني لا أمتلك راتبا مناسبا أو ظروف عمل مناسبة”، هذا ما ورد في شهادة فلسطيني وقف أمام لجنة رسمية في الكنيست الإسرائيلي اجتمعت في يونيو/ الماضي لسماع عدة شهادات من مثليين فلسطينيين هربوا من مناطق السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة. وقد أمل الشاب بأن تقبل تلك اللجنة السماح لشواذ الفلسطينيين بالعمل داخل إسرائيل، حيث تستقطب بالفعل دولة الاحتلال العديد من هؤلاء في سعيهم للجوء إلى دولة ثالثة. وبالفعل، لم يمضِ الكثير من الوقت على تلك الجلسة حتى منحت إسرائيل نحو 90 فلسطينيا من مجتمع الميم تصاريح مؤقتة للجوء في إسرائيل.
لقد تغيَّرت طريقة الإسرائيليين في التعامل مع المثليين الفلسطينيين تماما، ففي البداية عمدت أجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى ابتزاز المثليين الفلسطينيين بهدف جمع المعلومات وتجنيدهم، قبل أن تنتقل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية اليوم إلى نهج جديد هو التباكي على حالهم بدعوى أنهم يواجهون تمييزا ومضايقات على نطاق أوسع، حيث تحظر السلطة الفلسطينية منذ عام 2019 منظمة “القوس” الداعمة لحقوق المثليين والمتحولين جنسيا ومقرها القدس الشرقية، وتمنعها من تنظيم فعاليات في الضفة الغربية.
من أجل ذلك، شهد فبراير الماضي افتتاح أول ملجأ للمثليين والمتحولين جنسيا من الفلسطينيين داخل المناطق الإسرائيلية، وقد نشأت فكرة فتح ملاجئ مُخصَّصة لهؤلاء لأول مرة عام 2019، إثر حادثة عنيفة تعرَّض خلالها صبي يبلغ من العمر 16 عاما من بلدة “طمرة” العربية الإسرائيلية للطعن والضرب على يد إخوته. وتُفتتح الآن ملاجئ المثليين من فلسطينيي الداخل المحتل “لحمايتهم” بواسطة إسرائيليين، وتقديم الدعم لهم من قِبَل مرشدين يتحدثون لغتهم العربية. ويُمكِن القول إن تعامل إسرائيل مع هذه الفئة من أعدائها “الفلسطينيين” يصُب في أجندتها بأن تجعل نفسها قِبلة للمثليين عالميا. ولذا، فإن هناك ثمَّة مجموعات عديدة تنشط على شبكة الإنترنت لتكوين مجتمع خاص بالمثليين الذين لا يتحدثون العبرية، ومساعدتهم على مواجهة التحديات البيروقراطية والثقافية التي تواجههم في حال قرروا أن يكونوا من “سكان إسرائيل الجدد”..ومع مرور الزمن، لم يعد الأمر يقتصر على خدمة الجنود المثليين علنيا في جيش الاحتلال، بل وصل هؤلاء إلى مراكز صنع القرار السياسي في الكنيست الإسرائيلي، فقد عُيِّن “عوزي إيفين” بوصفه أول مُشرِّع إسرائيلي عن مجتمع المثليين عام 2002، في حين وصل عدد أعضاء الكنيست من المثليين في يونيو/حزيران 2020 إلى رقم قياسي جديد أصبح فيه ستة أعضاء مثليين من الرجال يُمثِّلون أحزابا من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء آنذاك “بنيامين نتنياهو”، رغم أنه حزب محافظ كما يُفترض ويملك علاقات وطيدة مع الجماعات اليهودية المتطرفة.Qà