
لماذا أصبح إيذاء الناس بهذه السهولة؟
في كل زيارة لمسؤول، سواء كان متابعًا أو مدير إدارة أو حتى محافظًا، نجد أن أسهل شيء يمكن فعله هو التقليل من شأن المعلمين ومديري المدارس، وكأنهم الحلقة الأضعف التي يمكن تحميلها أي مسؤولية وإلقاء اللوم عليها في أي تقصير، حتى لو كان خارج عن إرادتهم.
أصبح من المعتاد أن يتلقى مدير المدرسة اللوم والانتقاد على أي نقص في الحضور، وكأن الأمر في يده بالكامل! هل يُعقل أن يُطلب منه تحقيق نسبة حضور 100% مهما كانت الظروف؟ هل يُفترض أن يحمل ميكروفونًا ويتجول في الشوارع مناديًا على الطلاب لإجبارهم على الحضور؟
في ظل الأوضاع الحالية، ومع انتشار الأمراض الموسمية مثل البرد والإنفلونزا، من الطبيعي أن يكون هناك غياب بين الطلاب، فهل الحل هو الضغط والإهانة؟ أم أن الأجدى أن يكون هناك تفهّم للواقع وتعاون بين جميع الجهات المعنية لإيجاد حلول منطقية؟
ما يحدث حاليًا من قرارات تعسفية، وتحميل مديري المدارس مسؤوليات فوق طاقتهم، يدفع الكثيرين منهم إلى الاعتذار عن مناصبهم، ليس تقصيرًا منهم، بل احترامًا لأنفسهم ورفضًا للإهانة والذل الذي أصبح يلاحقهم. فإلى متى سيستمر هذا النهج غير العادل؟ ومتى ستُقدَّر الجهود الحقيقية التي يبذلها المعلمون ومديرو المدارس في ظل تحديات لا تنتهي؟