جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
من بين سحب الدخان المتصاعد وخضم الدماء المسفوكة، تظهر الحقيقة الصادمة وهي ان الحرب على غزة، وبرغم الخسائر الفادحة التي لحقت بها، لم تحقق لإسرائيل النصر الذي وعدت به تلك الحكومة اليمينية المتطرفة. فالنصر الحقيقي لا يُقاس بعدد القتلى أو حجم الدمار، بل بالقدرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية وإحلال أمن دائم. وفي حالة إسرائيل، يبدو أن هذه الأهداف ما زالت بعيدة المنال.
—*الدمار في غزة: ثمن باهظ دون نصر واضح*
منذ بداية الحرب، شهد قطاع غزة دمارًا غير مسبوق في أي مكان شهد مثل تلك العمليات حتى في أقسى أحداث الحرب العالمية الثانية. وتقارير وزارة الصحة في غزة تشير إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينما دُمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل. فقد تحولت المدارس والطرق والمستشفيات إلى ركام. ومع ذلك، فإن هذا الدمار لم يترجم إلى نصر إسرائيلي حاسم.
فهدف إسرائيل المعلن كان “القضاء على حماس” و”استعادة الأمن”، لكن حماس ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ، وما زالت قادرة على التفاوض من موقع القوة. بل إن الاتفاقيات الأخيرة التي تمت بوساطة دولية تشير إلى أن حماس ما زالت تلعب دورًا رئيسيًا في المشهد السياسي والعسكري في غزة.ويظهر مقاتلوها بزيهم وأعلامهم وأسلحتهم في مشهد كأنه موكب النصر.
—
**الأسرى: ورقة ضغط لم تفقد قيمتها**
ومن دلائل عدم انتصار إسرائيل ، استمرار قضية الأسرى الإسرائيليين كأحد أهم الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات. فبالرغم من القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، ما زالت عاجزة عن تأمين إطلاق سراح جميع أسراها دون تقديم تنازلات كبيرة، مثل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.
هذا الواقع يؤكد أن حماس ما زالت تمتلك أوراقًا قوية في الصراع، وأن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لم تتمكن من تحييد هذه الورقة بشكل كامل.
—
*الردع المفقود: صواريخ الحوثي وهجمات المقاومة**
لم تقتصر التحديات على غزة فقط، بل امتدت إلى جبهات أخرى. صواريخ الحوثي التي تم إطلاقها من اليمن نحو إسرائيل، واعتراضها، تظهر أن التهديدات لم تتوقف عند حدود غزة. كما أن الهجمات الفردية، مثل هجوم الطعن في تل أبيب، تؤكد أن الاحتقان ما زال قائمًا، وأن الشعور بالأمن الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه لم يتحقق بعد.
—
*الضغط الدولي: إسرائيل في موقف دفاعي**
رغم الدعم الأمريكي الواضح لإسرائيل، إلا أن الضغوط الدولية ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا. فالاتهامات بارتكاب جرائم حرب، والانتقادات المتزايدة لسياسات إسرائيل في غزة والضفة الغربية، جعلت إسرائيل في موقف دفاعي على الساحة الدولية. حتى داخل الولايات المتحدة، بدأت تظهر أصوات تنتقد السياسات الإسرائيلية، مما يزيد من العزلة النسبية التي تعيشها إسرائيل.
—
**المأزق السياسي: نتنياهو بين الحرب والمحاكم**
على الصعيد الداخلي، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي **بنيامين نتنياهو** مأزقًا سياسيًا وقضائيًا. فمحاكمته بتهم فساد، وتركيزه على الحفاظ على تماسك حكومته الائتلافية، جعلاه يفضل استمرار الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة. لكن هذا الاستمرار لم يحقق له النصر المنشود، بل زاد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
—
*الخلاصة: النصر الحقيقي بعيد المنال**
رغم الخسائر الفادحة في غزة، يبدو أن إسرائيل لم تحقق النصر الحقيقي. فالنصر لا يُقاس بعدد القتلى أو حجم الدمار، بل بالقدرة على تحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد، مثل السلام الدائم والأمن المستقر. وفي ظل استمرار المقاومة، وتصاعد الضغوط الدولية، وعدم تحقيق أهداف الحرب المعلنة، يبقى النصر الإسرائيلي بعيدًا عن التحقق.
وهنا ارى أن المنتصر الوحيد هو مصر ورئيسها حيث فرضت مصر إرادتها وواجهت كل التحديات في تلك الفترة ولم تخضع لأي إملاءات أو ضغوط .وكان موقفا شجاعا وشريفا ونبيلا نفخر به جميعا وحق لنا ان نفخر . تحيا مصر بشعبها وارضها ورئيسها على الدوام .