جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
السياسية عالم متغير ، لاشئ ثابت علي إطلاقه، فالصديق لا يظل صديق دائما بين الدول ، و العدو لا يستمر عدو ، فالصديق قد يتحول الي عدو ،
و العدو قد يصبح صديق ، هذه التحولات حسب ما تقتضيه الظروف و حكم الضرورة ، و مجريات الأحداث ، و تبادل المصالح ، فأينما تكون المصالح توجد التربيطات والإتفاقات و عقد الصفقات كلما دعت الضرورة الي ذلك.
فالسياسية ليست مثالية كما يعتقد البعض ، السياسية لا يحكمها العقل و المنطق ، فهي اللامعقول و اللا منطق ،
و قد تضطر الدولة التضحية، و التنازل عن بعض مبادئها ،و جزء من حقوقها ، و في الغالب قد تجعلها تتحالف مع الشيطان ذاته ، مقابل الحصول علي ما يتفق مع أهدافها و مصالحها العليا ، سواء مع طرف أو دولة أخري، أو مجموعة من الأطراف أو الدول .
و إذا ما أردنا إسقاط هذه المقدمة علي الأحداث الجارية فأنه :
و منذ سقوط سوريا في السابع و العشرين من نوفمبر ، علي يد ما يسمي أحمد الجولاني أو الأسم الجديد الذي أطلقه علي نفسه قائد جبهة تحرير الشام الإرهابية بدعم و تأييد التحالف الثلاثي تركيا و إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية، و منذ ذلك التاريخ و بدأت الملفات التي كانت سرية لم تعد سرية، و أصبحت متداولة و الحقائق يوما بعد يوم بدأت تنكشف ، و العديد من هذه الملفات سيتم الإفراج عن خباياها ،
و ذلك عندما يحين الوقت المناسب ، و من الملفات التي وصفت بأنها ” سري للغاية ” هو ماتم نشره في الصحيفة الإسرائيلية ” يديعوت أحرونوت ” ففي يوم السابع و العشرين من شهر ديسمبر الحالي كشفت الجريدة الإسرائيلية عن سر من العيار الثقيل سميت بالصفقة السرية التي أجريت بين الرئيس السوري السابق بشار الأسد ، و إ س ر أ ئ ي ل ، و أطلق علي هذه الصفقة كلمة السر : “موسى” أو بالغة العبرية ” موشيه” ، إذ أجري عناصر شعبة الإستخبارات في الجيش الإ س ر أ ئ ي ل ي مباحثات مع علي محمود عباس وزير الدفاع السوري في ذلك الوقت ، عبر تطبيق ” واتساب ” تحت مسمي( موسى) بحسب ما نشرته الصحيفة الإس ر ائ يلية و هذه المباحثات حوت في طياتها علي ” صفقة سرية ” هي تدمير حزب الله بجنوب لبنان إذ عرضت تل أبيب علي بشار الأسد أن يوقف نقل الأسلحة الي ” حزب الله” و يقوم بغلق طرق الإمداد مقابل رفع العقوبات الدولية عن نظام الأسد في سوريا ، أقتنع الأسد بالصفقة ، و رتبت أ س ر أ ئيل لقاء بين بشار و رئيس الموساد السابق و إنعقد هذا اللقاء في الكرملين بروسيا في عام 2019 ، و لكن بشار تراجع عن هذه الصفقة في اللحظات الأخيرة ، و فشلت الصفقة، بحسب ما نشرته الصحيفة ” يدعوت أحرنوت” .هكذا أعلن عن تنفيذ هذه الصفقة لبيع و حصار ” حزب الله ” لقاء خفي بين الأسد و رئيس الموساد داخل الكرملين بمباركة فلاديمير بوتن رئيس روسيا و بالتأكيد بمتابعة و تنسيق الولايات المتحدة الأمريكية، و هذا اللقاء لم يعقد.
و علي الرغم من ذلك ظلت المباحثات جارية بين الطرفين و من عادة دولة الصهاينة أنها
لا تيأس أبدا في سبيل تحقيق أهدافها.
و منذ أيام و قبل السقوط الكبير للعاصمة دمشق علي يد جيش تحرير الشام و بقيادة أحمد الجولاني، نشرت صحيفة ” حرييت ” التركية تفاصيل صفقة عقدها بشار الأسد مع الجيش الإ س ر أ ئ ل ي و جهاز المخابرات الصهيوني( ال م و س ا د ) إذ قام بشار الأسد بتسليم تل أبيب جميع الإحداثيات للأهداف العسكرية السورية علي الأرض بالتفاصيل و جميع مواقع مستودعات الأسلحة و أنظمة الصواريخ و الطائرات الحربية و المطارات العسكرية و مخازن الأسلحة و الذخيرة و ذلك مقابل أن تسمح له دولة الصهاينة بخروج ” آمن” من الأراضي السورية،
و علي الفور و بعد ساعات قليلة من فرار الأسد متجها بالطائرة التي كانت بإنتظاره الي العاصمة الروسية موسكو ، شن السلاح الجوي الصهيوني مئات الغارات الجوية علي هذه المواقع العسكرية و التي أستهدفت قدرات الجيش السوري و دمرت نحو 90% منها و بذلك تم تدمير القدرات العسكرية السورية الجوية و البرية بالكامل و هي فرصة لن تتكرر و ذلك ما نشرته صحيفة ” جيروزاليم بوست ” الإس ر أ ئ ي ل ية ” .
و هكذا ستظل الملفات السرية تنكشف محتواها ملف ملف و يوم بعد يوم كلما حان الوقت المناسب و الظروف أصبحت متاحة ، لما تنطوي من وسائل و طرق للضغط السياسي علي الخصوم و الأصدقاء و كلما دعت الضروري و المصالح ذلك.
و إذا ما انتقلنا الي ملف الحرب الأوكرانية الروسية فستكون هناك ملفات سرية في إنتظار الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب لعقد صفقات سياسية مع عدو الأمس و حليف اليوم ، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ،
و إن غدا لناظره لقريب .
دعونا ننتظر لنري ماذا ستخبأ لنا الأيام القليلة القادمة في العام الجديد.
و في الختام يا رب أحفظ و أنصر مصر و شعبها و رئيسها و جيشها من أعدائها في الداخل و الخارج.