“شاهدٌ مالكٌ، لا ضحيةٌ هالكة” قصة قصيره

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 
بقلم : خالد سالم

الاعلامى خالد سالم

في زحام المدينة، حيث تتقاطع الطرق وتتوارى القصص خلف الجدران، كان هناك شاب يدعى “حسام”. في عينيه بريق طُمس بظلال العجز، وفي جيبه الصغير فتات أحلام تحطمت تحت وطأة المخدرات. ذات ليلة مظلمة، بينما كان يتجول بلا وجهة، قابله رجال الشرطة، وبعد تفتيش سريع، أخرجوا من جيبه علبة صغيرة، قال احدهم بكل برود:
“أمسكناه متلبسًا!”

في غرفة التحقيق، جلس حسام مكبلًا بالخوف والندم. يعرف جيدًا أن اللحظة القادمة قد تكون نقطة النهاية إما نحو السجن أو الموت البطيء خلف قضبان الإدمان. ولكنه تفاجأ هذه المرة بنبرة مختلفة من وكيل النيابة العامة المصرية ، الذي قال بهدوء:
“نحن نبحث عن التجار، لا عن الضحايا. لديك فرصة لتصبح شاهدًا مالكًا. أخبرنا من أين حصلت على هذا السم المهلك ، وسنعيدك للحياة التي تستحقها.”

ارتبك حسام. هل هو فخ؟ أم أن هذا حقًا طوق نجاة؟ في ذهنه تعالت أصوات متناقضة:
“إنهم يكذبون!”
“لكن، ربما هناك أمل!”
بعد لحظات من الصمت الثقيل، قرر أن يتحدث. سرد القصة كما هي، بكل تفاصيلها: كيف انزلق إلى هذا الطريق، ومن كانوا خلف ستار التجارة القاتلة.
مرت أيام، وجاءت لحظة المواجهة في المحكمة. كان حسام يقف هذه المرة لا كمتهم، بل كشاهد مالك. أدلى بشهادته بقلب يخفق، وعيون ترنو إلى أفق جديد.
القاضي، بعد الاستماع إليه، نظر إليه نظرة مليئة بالحكمة وقال:
“لقد اخترت الطريق الصعب، ولكن الصحيح. شهادة كهذه قد تنقذ أرواحًا كثيرة. القانون لا يعاقب من يُبلغ عن الجريمة؛ بل يمد يده لمن أراد الخلاص.”
خرج حسام من المحكمة، وكأن جبالًا أزيلت عن كاهله. لأول مرة منذ سنوات، شعر أن الحياة قد تمنحه فرصة ثانية. استقبلته إحدى مؤسسات إعادة التأهيل، حيث بدأ رحلة جديدة. رحلة لم تكن خالية من العثرات، لكنها كانت مليئة بالأمل.
في تلك اللحظة، أدرك حسام أنه لم يكن مجرد شاهد مالكٍ في قضية المخدرات، بل شاهدًا على قدرته على التغيير، وشاهدًا على حياة يمكن أن تُبنى من جديد.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock