محمد حموده يكتب ..إعلامنا.. وماذا يريد أن يقول

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 
لابد في البداية من الاعتراف بأهمية و دور الإعلام في حياتنا و الذى يتعاظم كلما زادت نسبة الأمية.. و الأمية ليست أبجدية فقط بل الأخطر الأمية المعرفية و علينا ايضا في البداية ان نعترف بأن الأمية المعرفية تتزايد باضطراد و ان التكنولوجيا التي نستخدمها في غير محلها و التى حولنا الي وسائل ترفيه بدلا من ان تكون وسائل مساعدة على جودة الحياة بالإضافة إلى وساذل التواصل الاجتماعي التي ساعدت في نشر التفاهة و ثقافة التسطيح من خلال خروج كل من هب و دب علينا بفضائحه و تفاهات و حالته و كأنه حصل على جائزة نوبل مثلا..
المهم تحول الإعلام الي وسيلة من وسائل التجهيل و تحول من أداة للمعرفة و الثقافة و الترفية ايضا الي وسيلة للترفية و الترفية المخل و الترفية الضحل.. نعم أصبحت رسالة الإعلام الان للأسف الترفية فقط و بكل أشكاله حتى الفاضح منها و المسئ للمجتمع و قيمة و وسلوكياته.. لا يصح ان نتعامي عما وصل اليه الان و لا يجوز ان نسكت على جرائم الإعلام في حق المجتمع و اهله.. نعم جرائم لابد و ان يِعاقب عليها القانون لأنها جرائم في حق أجيال و جرائم في حق مستقبل أجيال.. المسألة لا تتعلق بظهور فتاة لها مشاهد فاضح على وسائل التواصل و اظهارها على انها نجمة او إظهار فتى يتفاخر بأنه يشرب الخمر و لكنه يعرف ربنا يا سلام.. الأمر أخطر من ذلك و افدح.. عندما يظهر كلب و يتم الاحتفال به لانه صعد او هبط الهرم فهذه ليست فقرة ترفيهية بل فقرة تتفيهية.. و الأولى بها شخص قدم لبلده شيئا مفيد مثلا. و عندما يصنع الإعلام من مطرشي المهرجانات نجوما و تتسابق المحطات و البرامج لاستضافتهم و كأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل و عندما يصبح الرياضيين و الفنانين و الفنانات هم نجوم البرامج و يتواري العلماء و المفكر ن فهذه جرائم ترقي لمرتبة الخيانة.. ليست فقط خيانة الأمانة التي ائتمنها عليهم المجتمع بل خيانه وطن لأنهم ينشرون الضحالة و يتدنون بالذوق الي أسفل سافلين.. علي هؤلاء المتأعلمون و من يسانونهم أن ينتظروا خلفهم لا في غضب بل ليتأملوا و يتعلموا و يعلموا ان للإعلام رسالة اسمي و أجل مما يقدمونه و انهم بلا استثناء يجرمون في حق هذا الوطن و اهله التدليس و التتفية و الالهاء.. عند ظهور الفنان أحمد عدوية و المقارنة بينه و بين من يطلقون عليهم مطربين شعبيين او بينه و بين مطرشي المهرجانات مقارنة ظالمك لاحمد عدوية فمهما قال لم يقل لفظا خارجا و لم يتدني بفنه وهذه مسألة أخرى نناقشها فيما بعد.. المهم عند ظهوره منعت اغنياته من الإذاعة و التليفزيون رغم ان شرئطة كانت توزع بالملايين و تم منع استضافته او الإشارة اليه كل هذا لان الإعلام في تلك الفترة كان يعرف دوره و لم يكن من دوره تسلي الضوء على ظاهرة رفضها المجتمع في حينه بل تم تناول الموضوع بشكل راقي و تم طرح الأمر على انه ظاهرة و لم يتم التركيز عليها عكس الان تماما حيث تم و يتم تنجيم مطرشي المهرجانات و صنعوا منهم آلهه للفن و انتشر غثاؤهم حتى أصبح متا ولا بين الناس بشكل مرعب.. سيقول البعض ان هذا هو ذوق الناس الآن لا يا سادة انتم متأعلمىن من صنعتم هذا الذوق المدني بالاحاح و بالتركيز عليه.. و هكذا ايضا في كل المجالات التافهة التي تتناولنها في برامجكم.. حتي فقدت ثمثقة المشاهدين و أصبحت مجرد شاشات مفتوحة للتسلية الترفية ليس إلا لدجة ان الكثيرين فقدوا الثقة فيما ندر من برامج محترمه و لجؤا الي المحطات العربية يستحقون منها الاخبار و الثقافة و المعرفة.. رغم ان الكثير من هذه المحطات العربية لا تقل ضحالة عن اغلب محطاتنا و برامجنا..
لقد تم تهميش البرامج الثقافية التي تُقدم المعرفة الضرورية للمشاهدين .. فقل اهتمام الناس بتاريخهم و بثقافته بل لا اريد انهم أقام ا بضحالتهم حاجزا بين الناس و تاريخهم و وطنهم فقل انتماؤهم و لنا مع الانتماء وقفة قادمة..
في لحظات الوطن الحرجة و مع تضاول دور الأسرة و المدرسة و الجامعة لأسباب اقتصادية متعددة.. يصبح للإعلام الدور و المسؤولية الأكبر في القيام بهذه الادوار.. لانه من المفترض أن يتوجه للمجتمع و انه الأكثر انتشارا و وصولا لكل طبقات المجتمع.. و لكن و للاسف و لان اغلب القائمين الآن على الإعلام مجرد متأعلمى علاقتهم بالإعلام علاقة اغلبنا باللغة الصينية.. لأنهم كهذا فهم لا يعرفون دور الإعلام و لا أهمية الإعلام و لا كيفية تقديم الرسالة الإعلامية..
إن جرائم هؤاء المتأعلمين لن تسقط بالتقدم ..و يوما ما سيأتى دور المحاسبة و لكن الخوف كل الخوف أن يأتى هذا اليوم متأخرا..
اتقوا الله يا لا سادة .. نعم لا سادة ..في مجتمعكم.. اتقوا الله في أهلكم

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock