عام على طوفان النكبة

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى

حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي  لبنان .

في السابع من الشهر الجاري حلت الذكرى الاولى لنكبة طوفان الاقصى التي قامت بها حركة حماس في غزة ، معلنة الحرب على الكيان الصهيوني وهدفها تحرير فلسطين كل فلسطين وإزالة اطول احتلال في القرن الحالي ، وفي اليوم التالي اي في الثامن من ذات الشهر اعلن حزب الله في لبنان الحرب على اسرائيل معلناً حرب الإشغال ومساندة المقاومة في غزة .
لا حركة حماس وفصائل المقاومة المُدجنة في غزة حررت فلسطين ولا حزب الله ساند او خفف من وقع الحرب على غزة ، بل العمليتين اتت بالقتل والدمار واستعادت الاحتلال على مناطق كانت قد تحررت فيما مضى .

جريدة بكره احلى الاخبارية
تدريب مراسلين من جميع المحافظات والدول لا يشترط مؤهل إعلام بصورة البطاقة تستلم تحقيق شخصية مراسل صحفى تواصل مع الجريدة واتس مصر 01155442883

ففي غزة بلغ حجم الدمار حداً لا يمكن ان يتصوره العقل ، وقد استباحت قوات الاحتلال الحجر والبشر حيث بلغ حجم القتل واعداد القتلى ما يزيد عن مئة الف قتيل بعضها معلن ومسجل وبعضها بقي تحت الردم وبعضهم الاخر نهشت جثامينهم الحيوانات الشاردة في غزة ، ومايزيد عن مئتي الف جريح ومعوق ومئات الالاف من الاطفال الغزيين الذين يحتاجون لعيادات الطب النفسي والمتابعة نتيجة ما رؤوه من مآسي واهوال اثناء وفي خضم الحرب ، عدا عن ظروف التهجير والنزوح عشرات المرات داخل القطاع المحاصر ، ولازال يصرح يحي السنوار على انه قادر على خوض حرب استنزاف طويلة مع الكيان الصهيوني ، وكأن الضحايا والنازحين من شعبه هم مجرد حشرات لا يكترث لهم فهم ليسوا اكثر من اعداد قد لا يأتي على ذكرهم في كتاب مذكراته إذا بقي على قيد الحياة .

اما في لبنان ، فحرب المشاغلة والإسناد قد تحولت لكارثة حقيقية المت باللبنانيين عموماً والجنوبيين وسكان الضاحية الجنوبية والبقاع بأكمله على وجه الخصوص ، حيث شهد لبنان اكبر عملية نزوح من مناطقه واكتظت غالبيتهم في الجبل وبيروت ، في ظروف صعبة تُحيط بالدولة اللبنانية واوضاعها ، وبالتالي لم يكن حزب الله وقيادته قد جهزوا لمعركتهم ، او في قرارة انفسهم لم يكترثوا اساساً لتهجير ونزوح الاهالي ، والذين يعتبرونهم بيئتهم واهلهم ، بل هم مجرد ارقام عليهم دفع ضريبة الدمار والدم خدمة لمشروع حزب الله في خدمة مصالح الولي الفقيه في طهران ، ليس اكثر .

ففي لبنان كما في غزة الشعب يدفع الثمن عن مغامرات قيادات عفا عنها الزمن لا تُعير للإنسان ادنى حساب او يهمها ، بل جُل همها فقط الحسابات السياسية التي تهدف لتحقيقها على حساب الجميع ، وعلى الرغم من خسارتها الحرب وانهزامها لا بل انكسارها ، لا زالت تلك القيادات في غزة ولبنان تُكابر وتدعي النصر وتُعلن هزيمة العدو … اي عدو ذاك المهزوم ، برأيهم طالما بعض من قادتهم على قيد الحياة فهم منتصرون ، وهنا تكمن الطامة الكبرى ، والتي تُعبر عن عقل الاسلام السياسي العفن الذي لايعترف بهزيمة او إنكسار ، ولا يقبل بالرأي الاخر ولا يعترف بأي تراجع حتى ولو كان تكتي في سبيل المعركة الكبرى .

هنا الازمة في فكر اتباع الاسلام السياسي الذين يُكررون ذات المغامرات فيُعيدون ذان النكبات ويقترفون ذات الاخطاء دون الاعتراف بخطأ او هزيمة .
بئس الدين الذي يتبعون وبئس الفكر السياسي الذي يعتنقون ، فهم غُلاة الايديولوجيا وغُلاة الدين والهزائم تُحيط بهم انى يذهبون … ولكن هم دوماً يدعون النصر والانتصار .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock