حدث في مثل هذا اليوم..معركة المزرعة الصينية

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 
كتبت نسيبة عزمي
معركة المزرعة الصينية
هذه المعركة اكتنفها الغموض من الجانب الإسرائيلي ولم يتناولها أحد بالحديث عنها سوى عام 1998 أي بعد مرور 25 عام من الحرب حينما أصر أبن أحد الضباط الناجيين من هذه المعركة على تقصي تفاصيلها التي جعلت والده يلتزم الصمت تماما وتطارده الكوابيس بقية عمره
كانت البداية عندما تم تعيين المقدم «محمد حسين طنطاوى» قائدًا للكتيبة ١٦ مشاة من اللواء ١٦ مشاة، من الفرقة ١٦ مشاة، بقيادة الفريق اللواء عبد رب النبى حافظ، وكانت الكتيبة ١٦ مشاة، ضمن القوات المصرية المقاتلة فى قناة السويس يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ الساعة ٢:٠٠ ظهرًا، وعبرت قوات الكتيبة على متن القوارب المطاطية ضمن الموجة الأولى لقوات العبور، واقتحمت الكتيبة خط بارليف فى منطقة الدفرسوار، وتقدمت بعد نجاحها شرقًا بعد اختراق دفاعات خط بارليف وقامت بصد احتياطى العدو القريب بقوة سرية دبابات.
انطلقت الكتيبة بعد ذلك فى اتجاه المزرعة الصينية، التى كانت عبارة عن ثلاثة مبان، قامت الصين بإنشائها قبل حرب ٦٧، بغرض إنشاء مزرعة تجريبية شرق القناة لزراعة المنطقة هناك، وعندما اشتعلت حرب يونيو ٦٧، انسحبت العناصر الصينية التى تقوم بالزراعة، وبقيت المبانى الثلاثة والمنطقة المحيطة بها على الخرائط، معروفة باسم المزرعة الصينية.
واستمرت الكتيبة ١٦ مشاة بقيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوى، ورئيس عمليات الكتيبة الرائد سعيد ناصف فى التمسك بالأرض، وأنشأت الدفاعات فى رأس الكوبرى ضمن الفرقة16 المشاة
وخلال هذه الفترة قامت الكتيبة بصد العديد من الهجمات المضادة من احتياطيات الجانب الإسرائيلى ونجحت فى صد وتدمير كافة تلك الهجمات دون حدوث أى اختراق لخطوط دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة
حتى جاءت ليلة السادس عشر من أكتوبر٧٣، ليقوم العدو الإسرائيلى بأكبر هجوم مضاد بقوة لواء مدرع طبقا لخطة الجنرال شارون، التى كانت تهدف إلى إحداث اختراق فى دفاعات الفرقة ١٦، من خلال اختراق دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة، وبعد حدوث الاختراق تندفع باقى قوات شارون إلى القناة والعبور بقوات لواء مدرع لتطويق الجيش الثانى، وتندفع فى اتجاه الإسماعيلية، تلك الخطة الإسرائيلية التى كانت معروفة باسم الغزالة.
وبعد منتصف الليل، بدأت العناصر المدرعة الإسرائيلية من لواء أدان وماجن من الاقتراب من خطوط دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة، وفى السجلات الخاصة بوقائع حرب أكتوبر قدم المقدم محمد حسين طنطاوى شهادته عن الأحداث قائلا «إنه بدأ يسمع تحرك جنازير الدبابات التى تقترب من دفاعات كتيبته، ومن خلال أجهزة الرؤية الليلية بدأ تقدم كتيبة دبابات المقدمة للواء المدرع الإسرائيلى، الأمر الذى دفعه لإعطاء الأوامر بصفته قائد الكتيبة ١٦ مشاة بحبس النيران حتى تقترب دبابات العدو الإسرائيلى لأقرب نقطة، وتكون فى مرمى النيران المؤثرة لكتيبته حتى يمكن تدميرها فورا».
وفعلا عندما اقتربت المدرعات الإسرائيلية فى مرمى النيران المؤثرة للكتيبة. أطلق المقدم حسين طنطاوى إشارة ضوئية فى الهواء وهنا قامت قوات الكتيبة بفتح النيران فورًا على الدبابات الإسرائيلية المتقدمة والتى أصابتها مباشرة واستمرت المعركة أكثر من ساعتين. وبعد أن شعر العدو بعدم قدرته على اختراق دفاعات الكتيبة، قرر إيقاف هجوم الاختراق والانسحاب للخلف
يقول إيلان كوهين جندي احتياط
شاركت في مهمة الإنقاذ لمحت 3 جنود جرحى فنزلت من السيارة المدرعة لكي أخلصهم وعلى بعد 30 م سمعت صوت انفجار مخيف رفعت رأسي وصعقت من منظر صاروخ أر بي جي المضاد للدبابات بسطح المدرعة ولم تخرج سيارة مدرعة إسرائيلية بدون جرح غائر
يقول يورك فارتا احد الجنود الناجيين
اعتقد أنا وزملائي أرسلنا لهذه المعركة لنكون طعاما للدبابات المصرية
يقول شوكي فاينشين
لم نتدرب على تخليص جرحى في ميدان مكشوف سماؤه تمطر صواريخ مصرية مفترسة
يقول الجنرال موشية عفري
لقد فاجأنا الجنود المصريون بشجاعتهم وإصرارهم لقد تربى أبناء جيلي على قصص خرافية عن الجندي المصري الذي ما أن يرى دبابة تنقض عليه يخلع حذاؤه ويبدأ في الهرب بعيدا وهذا لم يحدث في المزرعة الصينية استيقظنا على الحقيقة المره لم تنخلع قلوبهم أمام الدبابات كانوا يلتفون حول دباباتنا في نصف دوائر ويوجهون صواريخ أر بي جي في إصرار منقطع النظير ليس لهم سوى تفسير واحد أنهم كانوا سكارى بالنصر وفي هذه الحالة ليس للدبابة أي فرصة في المعركة
موشيه ديان في مذكراته قصة لقاؤه مع الكولونيل عوزي باتيري قائد قوة المظلات الإسرائيلية التي شاركت في معركة المزرعة الصينية
كنت أعرف عوزي جيدا منذ أن كان مديرا لمكتب رئيس الأركان حاييم بارليف وكنت أعرف أنه فقد الكثير من رجاله في المعركة ولكني لم أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب وكان وجهه يحمل علامات حزن تفوق الوصف
الجدير بالذكر أن شارون نفسه أصيب في هذه المعركة والتي أظهرت صورته معصوب العينين

لم تكن حرب أكتوبر مجرد حرب عسكرية لكنها كانت انتفاضة وطن عريق وإنسان مصري أصيل لم يقبل الهزيمة وأصر على تغيير الأمر الواقع بإرادة جبارة وأجبر أعداؤه والعالم كله على احترامه نعم المفاجأة الكبرى كانت الإنسان المصري

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock