
جريده بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
أعلنت دولة الكيان رسميا علي لسان رئيس هيئة أركان قواته المسلحة ، إغتيال رئيس حزب الله حسن نصر الله في مقر قيادته المركزية لحزب الله في ضاحية جنوب لبنان ، و الذي وصف بأنها أهم عملية إغتيال تمت في تاريخ دولة الكيان ، و قد صدر قرار تصفيته رئيس وزراء الكيان ، و أعتمده من مقر هيئة الأمم المتحدة بنيويورك ، بعد إلقاء كلمته بالأمس ، و كأنه يريد إرسال رسالة موجهة للعالم أجمع ، أنه قد نجح بالفعل و أنتصر علي ” موطن الإرهاب ” الذي يهدد العالم و يهز الأمن القومي لدي دولة الكيان ، بل لن أبالغ إذا قلت أن دولة الكيان كانت تدعي بتعريض بل تهديد وجودها علي الخريطة السياسية للعالم.
و قد تم تصفية السيد نصر الله ، هو و جميع كبار قادته بالكامل ، و لم يتبقي منهم من يصلح ليشغل مكانه علي قمة مركزه لرئاسة الحزب.
فقد نجحت دولة الكيان الي وضع خطة أستراتيجية محكمة ووضع بنك أهداف محددة يتم تنفيذها في أسرع وقت ممكن للقضاء علي كبار قادة حزب الله في منطقة جنوب لبنان و ضوايحها و ذلك دون أي غزو بري كما كان يعتقد رغم إعلان وزير الدفاع الكيان وضع قواته العسكرية بحجم عدد أثنين لواء من قوة الأحتياطي الإستراتيجي في وضع تأهب قصوي إستعدادا للغزو البري لمنطقة جنوب لبنان لمواجهة قوات حزب الله ليفرض أمر واقع علي الأرض.
و بعد إغتيال رئيس حزب الله في مقر قيادته المركزية و تصفية جميع معاونيه و كبار قادته ، ما هو تقييم الموقف .
# نحن أمام تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط وبعد أن تغيرت قواعد اللعبة و لا نملك الإ إنتظار ما سيسفر عنه وقائع الأحداث المشتعلة الأخيرة علي الأرض ، و تنتهي سحب الدخان ، و آثار الدمار ، و إخلاء المناطق المنكوبة ، و رفع الجثث و إشلاء الضحايا نتيجة الغارة الجوية الكبري التي تمت بطائرات أل F35 التي أسفر عنها تدمير 6 عمارات و جاءت نتيجتها إغتيال حسن نصر الله تلك الشخصية الكاريزمية القوية الحنجورية التي دائما ما تهدد و تتوعد و تحذر دولة الكيان أنه سيدمرها تدميرا و سيزولها من خريطة العالم.
و بعد أن تأكدت جميع الشواهد و الأدلة أنه قد حان الوقت لأغتيال حسن نصر الله الذي لم يستوعب ما يدور حوله و لم يأخذ حذره من كم الاغتيالات التي طالت جميع من حوله من كبار قادته و أنه قد جاء الدور عليه لإغتياله ، و لم يكن علي علم أنه قواته العسكرية التي دائما ما يفتخر بها أن منهم عملاء و جواسيس، و مأجورين ، و خونة و أن حزبه مخترق في أعماقه و يتتبع و يرصد أدق خططه و خط سيره و ماذا يدور داخل الغرف المغلقة و في أضيق دوائره من خطط سرية .
و الأخطر من ذلك أن جميع المراقبين السياسين و الخبراء و المحللين تسألوا أين الحليفة إيران من كل هذه الاغتيالات التي لحقت بحزب الله من معاونيه و من قادته التي لم تحرك ساكنا من أي ردود فعل و قد أتهمها البعض بأن إيران قد باعت حزب الله و أهدرت دم قادته و علي رأسه الرئيس حسن نصر الله و لن تستطع و لا تملك حتي الدفاع عنه كما ذهب البعض من المحللين أن أيران قد صدر لها “توجيهات “من الولايات المتحدة الأمريكية و دول الغرب بعدم التدخل و عدم صدور أي ردود فعل من جانبها تحت أي ضغوط لأن إيران في وضع أقتصادي و سياسي لا يسمح لها بالتدخل في هذا الصراع و لو مؤقتا.
و الآن ماذا بعد ؟
نحن أمام لحظات فارقة و يجري تغيير في خريطة منطقة الشرق الأوسط و قواعد اللعبة قد تغيرت و المشهد يظهر و بجلاء هزيمة ساحقة لحزب الله و رئيسه حسن نصر الله ، و لم يعد ما تبقي من قوات حزب الله من يستطع أن يجمع شمل الحزب أو يجعله يقف علي قدميه مرة أخري لكي يطلق صواريخ لضرب دولة الكيان و في عمقه ، فلم يعد للحزب من قادة أو من يصدر القرار و لم يعد للحزب من قوة أو قوات يعمل لها الكيان أي حساب أو حتي ردود فعل من أي هجوم لا جوي و لا حتي بري بل أصبحت هذه القوات مفعول بها ،
و لا حول لها و لا قوة.
و هناك قاعدة عقائدية راسخة في وقت الحرب أن المهزوم دائما لا يملك قراره و لا حتي إصدار قرار بل يجب عليه أن ينصت لما يتم إملاءه من قرارات و ما يمليه المنتصر من شروط و تنازلات في حق تقرير مصيره.
و من يحاول التأييد أو التعاطف مع المهزوم فسيلقي نفس مصيره.
# ماذا بعد ؟
نحن أمام مخطط نجح دولة الكيان من التخطيط له ، و نجحت في تنفيذه ، و قد تم القضاء نهائيا من أي تهديدات أو مخاطر تهدد حدوده .
و في الواقع و هو ما تنبئ عنه الأحداث علي تحقيقه و هي الفرصة التي سنحت لدولة الكيان أنتهازها ووجدتها علي طبق من ذهب ، هو أن دولة الكيان لن تسمح بتكرار يوم السابع من أكتوبر 2023 مرة أخري نهائيا ، و لن تسمح أيضا بوجود ما يهدد أمنها القومي و أستقرارها من أي جهة كانت أو يعرض حدودها للخطر لا شمالا و لا جنوبا و لا شرقا و لا غربا .
وأما الوضع في غزة فدولة الكيان لن تسمح بتواجد أي قوة عسكرية في القطاع و ضواحيه، و لن تتخلي أو تنسحب عسكريا منها مهما كانت الأسباب أو الدوافع و أيا كانت الضغوط و إذا ما سمحت -فسيكون مجتمع مدني و سلطات مدنية تحت إشراف دولي .
و أعتقد أن الدور القادم هو إيران و في عقر دارها لتصبح حربا أقليمية شاملة كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي الذي أوشكت ولايته علي الإنتهاء الرئيس بايدن أن نشوب حرب إقليمية شاملة أمرا محتملا و ممكنا في منطقة الشرق الأوسط ، و يمكن أن تتصاعد و تتوسع وتيرة الصراع إذا ما أقدمت إيران بالدفاع عن ما تبقي من أذرعها في منطقة جنوب لبنان ، و التي صرحت أي إيران مرارا و تكرارا أنها لن تصمت و لن تقف مكتوفة الأيدي لتقوم ما من شأنه الدفاع عن حزب الله في جنوب لبنان ،
(و تجدر الإشارة في هذا الصدد أن المرشد الإيراني خامنئ تم نقله الي مكان آمن مع إتخاذ تدابير أمنية مشددة غير مسبوقة.)
هذا و قد حشدت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بالفعل ووجهت سفنها الحربية و حاملة طائراتها الي ساحل البحر المتوسط بالقرب من مركز الأحداث المشتعلة الجارية، لتكون علي أهبة الإستعداد للتدخل العسكري الفوري إذا لزم الأمر للدفاع عن دولة الكيان و مصالحها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
و لا سبيل أمام من سيتولي خلافة رئيس حزب الله السابق نصر الله -إن وجد- الإ تنفيذ قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 1701 و هو إنسحاب قوات حزب الله أو ما تبقي منها الي ما وراء نهر الليطاني ، لتحقيق الهدف الإستراتيجي الذي لطالما أرادت دولة الكيان تحقيقه و مؤيديها الولايات المتحدة الأمريكية
و حلفاؤها الغربيين.