طارق فوزي يكتب وجهة نظر “ساعة الصفر بتوقيت إيران”

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

و تمضي الأيام سريعا .. و لم تحدث الضربة الإيرانية الإنتقامية المرتقبة، ضد الكيان حتي الآن ، و لا يزال العالم يترقب، و يقف علي أطراف أصابعه علي جمر من نار ، خوفا من التصعيد ليشمل حربا إقليمية شاملة واسعة ، في منطقة الشرق الأوسط بين إيران و دولة الكيان بدعم لوجستي أمريكي مباشر و الذي لازال يتصدر المشهد بالتواجد العسكري، بحاملات الطائرات ،
و الصواريخ الموجهة، عالية الدقة ،
و غواصة صواريخ إستراتيجية، و ذلك بخلاف الطائرات أل أف 22 و هي طائرات ربما تستخدم لأول مرة ، و هي أحدث أقوي طائرات قتالية في العالم .
و السؤال المطروح الآن ، لماذا تأخرت الضربة الإنتقامية الإيرانية التي هددت بها إيران ، و أذرعها
و هي حزب الله و ربما أيضا الحوثيين…
بالتأكيد كل هذا التأخير ليس في صالح إيران ، لأنه قد أعطي الوقت الكافي لدولة الكيان و حليفتها الولايات المتحدة لكي تكون في أتم الجاهزية،
و التأهب و علي أعلي إستعداد لمستوي قتالي سواء في حالة الدفاع أو الهجوم برا أو برا أو جوا ، ضد أي هجوم مفاجئ من جانب إيران.
و كل ما تتأخر أيران في الرد كل ما تمنح العدو وقت و مساحة أكثر للتعبئة ،
و التحصين و إعادة تموضع تشكيلاته العسكرية الدفاعية ،
و الهجومية، و بمعني مختصر ،
تمنح له أعلي درجات الإستعداد القصوي.
غير أن ما يدعو الي وضع علامات التعجب و الإستفهام أن ليس من عادة العقيدة العسكرية لدولة الكيان انتظار الهجوم الإيراني الإنتقامي المباشر ، فليس من عادة دولة الكيان أن تنتظر من يبدأ ضدها الحرب ، فهذه الأخيرة تفضل دائما المبادرة و المبادأة بالحرب ، و القيام بالهجوم الخاطف بتوجيه ضربة عسكرية إستباقية وقائية، لتجهض قوة أعدائها و تشل حركته ،
و تجعله عاجزا لمجرد الدفاع عن نفسه.
و هنا نكتشف أنه توجد ” ساعة صفر ” واحدة للحرب و التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، و هناك ” ساعة صفر بتوقيت طهران و بيروت” تقوم خلالها بتوجيه ضربات إنتقامية مزدوجة أو منفصلة ضد دولة الكيان.
هذا و قد أشارت تقديرات الموقف لدي جهاز مخابرات دولة الكيان و جهاز المخابرات العسكرية له، أن إيران قد أتخذت القرار النهائي بالإنتقام من العدو بعد إغتيال إسماعيل هنية قائد الجناح السياسي لحركة حماس .
و ذكر رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني أن إيران سوف توجه ضربة إنتقامية مضاعفة الي إسرائيل بأكثر من 600 صاروخ و طائرة مسيرة و ليس 300 صاروخ و طائرة مسيرة كما حدث في ضربة يوم 13 أبريل الماضي.
كل ذلك يؤكد أن الضربة الإنتقامية الإيرانية أصبحت مؤكدة و لم يبقى سوي تحديد ساعة الصفر و معرفة متي تبدأ و كيف و ما هي الأهداف التي سوف تتعرض للهجوم ؟
غير أن هناك نوع من السباق المفتوح علي تحديد ساعة الصفر بين دولة الكيان،
و إيران ، ففي دولة الكيان نجد أنها تخطط لساعة الصفر التي تسبق فيها بتوجيه ضربة وقائية إستباقية لإيران ، بهدف إحباط أي هجوم إنتقامي إيراني حتي قبل أن تبدأ.
هذا و قد ذكرت التقارير الواردة من واشنطن أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد أعطي توجيهات لنظيره من دولة الكيان أن علي هذه الأخيرة في حال قيامها بتوجيه ضربة مباشرة إستباقية ضد إيران فعليها في هذه الحالة أن تقوم بإخطار الولايات المتحدة أولا قبل أن تبدأ.
و قد نري أن إيران تريد تحقيق المفاجأة الإستراتيجية، رغم أنها لا تريد حربا شاملة إقليمية كبري في منطقة الشرق الأوسط في هذا التوقيت ، و هي نفس رغبة الحليف الإستراتيجي لدولة الكيان الولايات المتحدة و التي لازالت ترسل رسائل و بيانات و تصريحات لمنع التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
و أني أعتقد و هي نقطة غاية في الأهمية أن هناك
( من وجهة نظري الشخصية ) إتفاق سري قد تم بين الولايات المتحدة
و إيران من خلال وسيط لا يفصح عنه و هذا الإتفاق هو أن طهران و حزب الله تخفضا مستوي التأهب في وحدات الصواريخ و القذائف الخاصة و الطائرات المسيرة و يتم تأجيل توجيه الضربة الإنتقامية الإيرانية ضد الكيان لحين إعطاء الفرصة الأخيرة لإجراء المباحثات و السماح للوسطاء برعاية الولايات المتحدة لمواصلة مساعيهم لوقف إطلاق النار و إنهاء صفقة تبادل الرهائن مع حماس في غزة.
و رغم ذلك كل المؤشرات تؤكد في النهاية أن سماء الشرق الأوسط مازالت ملبدة بسحب الحرب و عواصف المعارك التي لا تتوقف و تبدو ” ساعة الصفر ” للحرب و الصراع أبعد من توقعاتنا و حساباتنا، مع أنها دائما أقرب مما نتصور ، و إن كانت “ساعة الصفر” مازالت صفرا و الأيام و ربما الساعات القليلة القادمة سوف تجيب بأحداثها علي كل الأسئلة التي تبدو حتي الآن بلا أجابة.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock