جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
بقلم
دكتور / محمد عيد ذكي
إن المصريين على مر العصور تمييزوا بقوة عزيمتهم وصلابتهم وإرادتهم القوية وخفة ظلهم أوقات المحن أكثر من أوقات الرخاء ، فدائماً المصريين مبتسمين بل أنهم يواجهون مشاكلهم بالسخرية والفكاهه ، لكن بداخلهم طوفان من الغليان والتوتر والضغوط النفسية التي قد تعوق مسيرة حياتهم ، لكنهم يستخدموا الابتسامة والمرح في التخفيف عن أنفسهم . فقد مروا بأزمات وصراعات واحتلالاً عسكرياً وفكرياً وصبروا بابتسامتهم الجميلة ، لكنهم لم يتنازلوا عن كرامتهم وعزتهم حينما هجم العدوان الثلاثي عليهم كانت قوتهم في إيمانهم بقضيتهم وتعاونهم وترابطهم وحبهم لوطنهم سبباً في تحقيق النصر على الأعداء ، وفي نكسة ٦٧ صبروا وصبروا لكنهم عزموا وأصروا على النصر وتحرير الأرض فصبروا لكن بداخلهم إصراراً على تحقيق النصر بعد جاهزيتهم ، فتحقق النصر العظيم .
أحذروا المصريين ، أحذروا عيشهم وحريتهم وعدم ظلمهم .
إن مستوى الطبقات الاجتماعية بين الشعب المصري أصبح طبقة راقية ، وطبقة فقيرة حيث تلاشت الطبقة الوسطى وأصبح الفقراء الطبقة الأكثر عدداً فهى التي تقود النواب للمجلس ، وتستخدمهم الدولة في تنفيذ مشاريعها القومية الناجحة ، وهم الذين يصفقون لقيادتهم في كل الأحوال ، ولكن يجب على الدولة تقديرهم والعمل على ارتفاع مستوى معيشتهم وأبنائهم ، وحمايتهم من الفقر والجوع والتشرد ، فالموظف الغلبان لا يستطيع القيام بواجباتة الأسرية نظراً لقلة المرتبات والزيادة المفرطة جداً في الأسعار فهم يصبروا ويصبروا ، لكن المكتسبات النفسية أو الإنسانية أو الاقتصادية أوالاجتماعية هى التي تجعلهم يتقبلوا الواقع لكنهم ليسوا بضعفاء فإنهم المصريين .
إحذروا الفقراء المجتهدين ، إحذروا أطفال الشوارع وحلوا مشاكلهم ، إحذروا من يعمل بعلم وضمير ويحارب من قياداته في العمل لعدم الظهور في الصورة ، إحذروا بمن يرتقي بمستواه العلمي ولم يُقَدر من القيادات المسئولة ،إحذروا أفضل شعوب الأرض ،حينما يفرغ صبر المصريين لا يستطيع صده أحد ، فاحذروهم .
