مجرد فضفضه .. تعديل السلوك

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

مجرد فضفضة

بقلم أسماء سلطان إخصائي تعديل سلوك


أنا من خلال خبرتي وعملي عشت مواقفا كتيرة في حياتي و تعاملت مع نوعيات متعددة من الناس في مجالات مختلفة وبثقافات متنوعة وفي بيئات كثيرة و مع كل ذلك كان أكبر أثر نفسي رسخ في عقلي ووجداني وأصبح كمعلم لي في تجربة حياتي هي تجربة تربية الأبناء لقد تعلمت منها الكثير والكثير وبها تعمقت أفكاري ومشاعري تجاه الأمور
فقد قرأت و سمعت قصصا كتيرة وعلمت ورأيت في حياة الناس وتأملت أمورا كتيرة وبتعاملي وتجاربي مع أعمار مختلفه وخبرات متنوعة وصلت إلى هذه
الخلاصه وهي أن أهم أمر واجب ومن الضروري انا تحافظ عليه أثناء تعاملك مع أولادك أن تحرص على إشعارهم بالأمان وعليك بالدعم في بناء الثقة حتى تترسخ ثقتهم بأنفسهم ويجب أن يحدث ذلك بإظهار التشجيع أمام المواقف الايجابية … وأنا أنبه
حذار من النقد السلبي الهدام وحذار من الإهانات والكلام المحبط حتى إذا وقع الخطأ فإن هذه النوعية من النقد والإهانة يهدم ولا يبني و أقول عندما يقع الأبناء في الخطأ وهذا مؤكد فنحن بشر وطبيعي الوقوع في الخطأ فلا تكن معول هدم. فلا تلعن أو تشبه باصحاب الصفات السيئة وتردد على آذانهم انت كذاب مثل فلان وفاشل مثل علان وعينك فارغه مثل تركان وأنت بلا قيمة و أنت شكاء أو انت كئيب ولست راجلا يعتمد عليك و . و . و …… إلخ
كل هذه الكلمات التي نرددها تعنيفا لأبنائنا تصير قيودا تكبل بناء ونجاح الشخصية وتظل كسكاكين تقطع و تدمر العلاقات العاطفية بين الأبناء والآباء وتفسد حبل التواصل مع الآباء وتدمر شخصيتهم وتجعلهم دائما يبحثون عمن يقول لهم كلمات ترضي أنفسهن مثل أنت ذو أهمية وقيمة عندي أو نحن نحبكم أو انتم فيكم صفات جميلة وأنتم محترمون أنتم اصحاب قلوب نظيف انتم الخ … فلا يصح أن يكون الأب و الأم وهما من ينبغي أن يشجعوا الأولاد والأولاد يحتاجون منهم هذا الدعم منذ نعومة أظافرهم وتدعيم بناء الثقة فعلى الأبوين ألا يكونا مصدر التدمير والهدم لأولادهم
لأن نتيجة هذه التربية يخرج لنا اولاد مفتقدي الثقه في النفس .. ويرمون سريعا في أحضان من يسمعهم كلمة اطراء ولذا يصبح الأولاد باذلو النفيس و الغالي حتى يحصلوا على هذه الكلمة التشجيعية ويهتمون بالمحافظة علي هذه الصورة المتخيلة في عيون هؤلاء المشجعين وصار الاولاد مدمنين لسماع كلماتهم المؤثرة في النفس وبفعل المواد الكميائية التى يفرزها المخ من تأثير وقع هذه الكلمات عليهم يصبحون في إدمان واحتياج لكلماتهم وربما من يقول لهم هذه الكلمات صادق نبيل هدفه الخير ويراعي الله أو العكس وكل الرعب من العكس ممن يستغلونهم و يستغلون قله ثقتهم في نفسهم… و يحركونهم كالدمى فيصيرون ضحية الابتزاز العاطفي … وكأنهم عبيد لهؤلاء بسبب قوة السيطرة عليهم وسهولة التحكم فيهم و هم مستغلون في مقابل انهم يحافظوا علي الكلمه المؤثرة في أنفسهم وعقولهم ولها صدى في هرموناتهم … فربما تجدهم يرضون بأوضاع اقل من حقهم و قيمتهم مقابل ذلك التأثير وربما تنبت وتنقطع الصلة الوجدانية مع الأب والأم والأهل قلقا من الشعور بالإهانة
اتمنى كل أب وكل أم يعلمون جيدا الطرق الصحيحة في التربية ويفكرون جيدا كيف يقومون أبناءهم إذا أخطأوا بعيدا عن أي كلمه تجرح وتدمر الصالح من الصفات وتحولها لصفات طالحة مفسدة للشخصية لذا
بل كن معول بناء ايها الأب الكريم ايتها الام الواعية بناء في شخصيتهم بأنك تشبهم بشخصيات فيها نجاح وتميز
واذكركم و اذكر نفسي ان ربنا سبحانه وتعالي نصح رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم و قاله
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.
فإن الخطأ الذي يعلم الصواب خير ، وليس بشر ، ولقد بين بعد ذلك سبحانه حال النبي – صلى الله عليه وسلم – في القيادة الحكيمة، وما اتبعه وما تحلى به، وأمره سبحانه وتعالى بالاستمرار عليها، فبين سبحانه أن القيادة الحكيمة تكون مع العزيمة رحيمة ، ومع استقبال الأحداث بقوة تكون خالية من الفظاظة والقسوة، وتلتزم الصفح عن الخطأ ليعتزموا الصواب، والاستغفار من الذنب لتجدد التوبة…
وابدأ بنفسي واعتذر لابني حبيبي عن كل مره صدر مني فيها كلمة ضايقته أثناء عتابي له علي سلوك او خطأ صدر منه والجميل أن نقول لابننا
حبيبي حقك علي وانت بالتأكيد أهم احسن من في حياتي وفي عيني وقلبي ويشهد الله اني اتمني ان تكون أحسن إنسان في الدنيا كلها واتمني من ربنا يعطينا البصيره والحكمة في تربية ابنائنا حتى تكون شخصيات نافعة وصالحة.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock