حسين عطايا يكتب لودريان ومشكلته في فهم المعضلة اللبنانية

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة  والتحرير وجدى وزيرى

التواصل مع الجريدة تليفون وواتس 01155442883 ومن كل الدول 00201155442883

من المتوقع ان يصل غداً إلى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان ، وهذا الامر يُظهر تشبث فرنسي في خلق دورٍ لها في الجحيم اللبناني ، وكأن فرنسا ورئيسها ماكرون لم يتعلما بعد من الخيبات الكبرى التي اصابتهما في فشلٍ ذريع ، بدءاً من تفجير مرفأ بيروت في الرابع من شهر اب ٢٠٢٢ يوم تفجير مرفأ بيروت ، وماراثون الزيارات للرئيس الفرنسي في إيجاد حلولاً للمعضلة اللبنانية ولم ينجح ، كذلك اليوم مع الموفد الرئاسي لودريان المصر على إيجاد فتحة افق في السماء اللبنانية الملبدة في هذا الشرق الملتهب ، على الرغم من النصائح التي وصلت له وللإدارة الفرنسية .
يأتي غدا لودريان محملاً بخيباتِ امل تنظره ورئيسه ، حيث انه مضت على مهمته ما يقارب السنة تقريباً من دون ان تفلح زياراتهِ في إحداث خرق ولو محدود ، كما يحصل مع الخماسية وحِراكها الذي يُعتبر ملهاة في الزمن الضائع من حرب طوفان الاقصى وملحقاتها في حرب المشاغلة والمساندة في جنوب لبنان .
يصل لو دريان غداً وفي جعبتهِ جدول مواعيد مُثقل باللقاءات التي يُحاول من خلالها تلمُس مساراً قد يفتح امامه ثُقباً في جدار الثنائي المعطل ” امل – حزب الله ” ، وهذا الامر من سابع المستحيلات في هذا الوقت بالذات حيث يربط المايسترو حسن نصرالله امين عام حزب الله المباشرة بأي حوارٍ جدي للبحث في الفراغ الرئاسي او تسوية الحدود وتنفيذ القرار ١٧٠١ بوقف الحرب في قطاع غزة ، وعلى الرغم من ذلك يصر لودريان ومن خلفه الرئاسة الفرنسية عن إيجاد معبر لها ، على الرغم من انه ظهر بوضوح ان فرنسا واوراقها العديدة في موضوع الفراغ الرئاسي وتسوية وضع الحدود غير مرغوبٍ بها لإن الثنائي يفضل الوساطة الامريكية على اي حِراك او وساطةِ أخرى .

في جعبة لودريان مجموعة اوراق ستجد امامها كل الابواب موصدة ومُقفلة بإقفال اكلها الصدأ فلن يستطيع من فتحها او الحصول على مفاتيح بعضها .
فمبادرة استبدال كلمة حوار بالتشاور لن تلقى نتيجةً ، وإن كان هذا الحوار في لبنان او في باريس ، كما ان الثنائي والذي يُقفل ابواب مجلس النواب منذ الرابع عشر من حزيران الماضي في آخر حلسة انتخاب ، اي على مسافة عامٍ قد رحل ومضى ، لن يفتح ابواب النجاح لمبادرة لودريان او الخماسية حيث ان لا صوت يعلو فوق صوت الحرب في غزة ، فمقامرة حزب الله في موضوع حرب المشاغلة والمساندة والتي اتت ولا زالت بالدمار والخراب على لبنان عموماً والجنوب واهلهِ على وجه الخصوص مستمرة فصولها حتى اخر مواطن جنوبي في رزقه وماله وارواحه .
وعلى الرغم من ذلك الفرنسيون مصرون على إيجاد موقعٍ لهم في الساحة اللبنانية بعد الهزائم الدباوماسية التي تكبدوها في افريقيا ، وعلى الرغم ان الادارة الامريكية لا تنظر كثيراً بعين الرضا الى اي دورٍ فرنسي غير مُنسق معها وغير خاضع لرؤيتها ونظرتها في المنطقة .
رغم كل ذلك سيأتي غداً لودريان ليجتمع ويلتقي بمن اجتمع والتقى معهم سابقاً ويكرر المكرر وسيعود أدراجه الى باريس مثقلاً بخيباتٍ سيحاول تجاهلها وقد يكرر زياراته لاحقاً على الرغم من ان رئيسه وإدارته من خلفه تنتظر اللقاء الموعود في الاول من حزيران القادم الذي سيجمع ماكرون مع الرئيس الامريكي بايدن على خلفية الاحتفال بمعركة النورماندي ونزول جيوش الحلفاء على شاطئهِ .
اما لبنان سيبقى عالقاً في عنق الزجاجة التي ادخله فيها حزب الله مراهناً بلبنان وشعبه على طاولة المقامرة الايرانية الامريكية حتى إشعارٍ آخر .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock