
جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .
ثمة تطور خطير على الساحة اللبنانية حدث مساء هذا اليوم ، وتحديداً نتيجة استهداف مكاتب حماس في الضاحية الجنوبية من قِبل مسيرة إسرائيلية ، حيث سقط نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العروري وعدداً اخر من المرافقين ، وهو يستند الى حاجة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو لتوسيع الحرب وسعيه الحثيث لتوريط الولايات المتحدة الامريكية في حربه ، والذي يهدف اساساً الى استمرار الحرب على قطاع غزة وتوسعها لتشمل الساحة الشمالية مع لبنان ، لانه يعلم ، ان لحظة توقف اصوات المدافع وانتهاء الحرب في غزة ، فهو ذاهب حتماً الى المحاكمة وقد يصل به الى سجنه نتيجة العديد من الاشكاليات التي توجه اصابع الاتهام اليه فيها .
هذا الامر وتطوراته الخطيرة على الساحة اللبنانية ، خصوصاً اننا امام قرار سابق لرئيس الحكومة الصهيونية في تكليف الاستخبارات الاسرائيلية الى تنفيذ عمليات اغتيال مسؤلي حماس في قطاع غزة وفي الخارج ، خصوصاً تصاريح وزير الدفاع يوأف غالنت ، بالامس من أن سحب خمسة الوية من قطاع غزة وفي توجيهها الى الجبهة الشمالية ، هذا الامر والذي ايضاً سبقه تصريح رئيس الاركان ايضاً عن توقيعه على خطط لاستهداف لبنان في حال تطورت الاعمال على الجبهة الشمالية .
هذا الامر يُعبر عن امر خطير جداً على الساحة اللبنانية لاسيما في داخل مجموعات المقاومة اللبنانية او الفلسطينية يؤكد ان هناك خرقاً امنياً خطيراً واستراتيجياً ، وايضاً يُعبر عن كشف حقيقي ابتدأ من اليوم الأول للمعارك في الجنوب اللبناني نتيجة وقوع العدد الكبير من شهداء لحزب الله ولاننسى ايضا المسؤل العسكري لحماس مع مرافقيه وعبر مسيرة ايضاً ، في جنوبي مدينة صور منذ فترة ، واليوم اغتيال صالح العروري في قلب الضاحية الجنوبية والتي تُعتبر العاصمة الحيوية لحزب الله ، مما يؤكد ان الانكشاف الامني لساحة المقاومة دليل عجز او انه ناتج عن فائض القوة ، مما زاد حالة الاختراق الاستخباراتي والذي يؤدي الى هذه النتائج .
على الرغم من خطورة الوضع مرحلياً ، لكن ذلك قد لايُنتج تطورات دراماتيكية على جانبي الجبهة في الجنوب اللبناني ، بل قد يتم الاكتفاء ببعض الردود ، وذلك استناداً الى نتيجة الموقف الايراني الذي يدعو الى عدم تطور الاوضاع الى حرب شاملة ، وايضاً لا ننسى الموقف الامريكي ، كل هذه الامور يشي بأن الامور لن تصل لدرجة حرباً شاملة على صعيد الجبة اللبنانية ، خصوصاً اذا ما أخذنا بعين الاعتبار ماجرى الاسبوع الماضي من اغتيال راضي الموسوي وهو احد الظباط الاساسيين في الحرس الثوري الايراني ولم يجري رداً ولم يُشكل سبباً لتدحرج الامور وخروجها عن مسارها ، بل يقتضي الامر بعض التصعيد على الجبهة الجنوبية من مشاغلة لحفظ بعضاً من ماء الوجه .