جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
بقلم د.صبحي شوقي زُردق – استشاري المخ و الأعصاب و الطب النفسي
القلق Anxiety هو السمة الغالبة على طلبة الثانوية في أيام ما قبل الامتحانات ، لذا رأيت أن أضع بين يدى الطلبة و أولياء الأمور دليلاً طبياً للتعامل مع تلك المشكلة التى قد تؤثر على أداء الطالب بالسلب .
وللعلم فهناك نوعين من القلق ، قلق طبيعي و قلق مَرَضي ، وقلق الامتحانات هو من القلق الطبيعي الذى يحفز الجسم لإنتاج طاقة و بالتالى توليد النشاط الذهنى و البدنى المطلوب للحفظ و الاسترجاع ، لكن إذا زاد هذا القلق عن الحد الطبيعي فإنه سوف يتحول إلى قلق مرضي مؤذٍ للنفس و البدن فترى الطالب قد أصابه الارتباك و التململ و عدم القدرة على النوم و صعوبة التركيز و الانتباه و فقدان الشهية و العصبية الزائدة و ردود الفعل غير المناسبة و عدم التحصيل الدراسي في النهاية .
نصائح طبية قبل امتحانات الثانوية
- عدم المبالغة فى السهر، حيث أن البعض قد يضحى بالنوم من أجل المذاكرة، وهى عملية مرهقة جدا، والمخ يحتاج إلى فترات من الراحة حتى بين فترات المذاكرة، ويحتاج الى قدر معقول من النوم لتجديد نشاطه، حيث أن المخ يحتاج من 6 إلى 8 ساعات نوم يوميا، وذلك من أجل الاسترخاء النفسى، علماً بأن “أفضل فترة يكون بها الذهن نشط هى ما بعد الفجر، أى أنه يفضل أن ينام الطالب مبكرا ويستيقظ فجراً ليبدأ يومه”
- عدم الإكثار من المنبهات : مثل الشاى والقهوة حيث قد يؤديان الى نتائج عكسية، فيزداد التوتر والقلق، وأى اسراف فى المنبهات وخصوصاً القهوة تأتى بنتيجة عكسية، حيث أن تناول فنجان قهوة أو إثنين فى اليوم يمكن أن يسبب توتر، وسرعة فى ضربات القلب و اجهاد.
- لو شعر الطالب بأن الخوف يسيطر عليه يشرب المشروبات المهدئة للأعصاب مثل: ينسون أو تيليو أو كراوية، والتى تساعد الطالب على الإسترخاء والنوم جيدا .
- تناول الغذاء المتوازن المحتوى على كل من: النشويات ،والفيتامينات، والسكريات ،والأملاح.
- المياه ضرورية جدا فالإنسان البالغ يجب أن يشرب لتر ونصف على الأقل فى اليوم ، لأن ذلك مهم جداً لعمل المخ و التركيز و الحفظ.
- تناول التمر اثناء المذاكرة فهو يمثل أهمية خاصة بالنسبة للطلبة حيث يمنحهم نسبة عالية من السكريات الأحادية سريعة الامتصاص، والتى يحتاجها المخ والجهاز العصبى للتركيز و الحفظ.
- أخذ فترات راحة بين فترات المذاكرة، يمكن مثلاً أن يتمشى، أو يشاهد التلفزيون، ويعود للمذاكرة مرة أخرى
- تناول أطعمة صحية تنشط الذاكرة، كالبيض واللبن والسمك، والخضروات والفاكهة الطازجة والمكسرات و البعد عن الوجبات السريعة.
- تنظيم الوقت و توزيع المواد الدراسية بشكل يتكافىء مع صعوبة و كم تلك المواد لتفادى الشعور بالعجز أو الدخول فى الضغط العصبي.
- عدم نسيان الطالب لأدويته مثل أدوية الربو أو داء السكري و تناولها في موعدها.
- كتابة تلخيص مبسط للمناهج لسهولة المراجعة ليلة الأمتحان و بالتالى تفادي الضغط العصبي.
- حل نماذج امتحانات السنوات السابقة للتقليل من رهبة و توتر الإمتحانات.
- الحفاظ على الصلوات لأنها تنظم الساعة البيولوجية في الدماغ و بالتالى النوم و اليقظة فى مواعيد مضبوطة .
- وفق الساعة البيولوجية للدماغ فقد أشار العلماء إلى أن الدراسة تكون أكثر فاعلية بين الساعة 10 صباحا وحتى 2 ظهرا ومن 4 مساء إلى 10 مساء، لأن الدماغ حينها يكون الدماغ في وضع اكتساب. من ناحية أخرى،و على العكس فإن “أقل وقت ” تعلم فعّْال هو بين الساعة 4 صباحا و7 صباحا.
- اطلب الدعم و المشورة من ذوات الخبرة مثل المدرس أو طالب سبق له أن مر بمرحلة الثانوية.(لا خاب من استشار)
دور الأسرة
- الطمأنة و الدعم النفسي للأبناء في أوقات الإحباط للرفع من المعنويات.
- مساعدة الطالب في اختيار بعض الأمور عند الحيرة.
- توفير جو هادىء أُسرياً و البُعد عن الخلافات الأسرية.
- التشجيع و التحفيز المستمر لأن ذلك يرفع من هرمون الدوبامين بالدماغ فيزداد الطالب نشاطاً.
- التأهيل لتقبل كل الاحتمالات عند اعلان النتيجة.
- عدم التسرع في تلقيب الطالب بألقاب مثل: يا باشمهندس، يا دكتور حتى لا توهن العزيمة.
- تفادى العبارات و الألفاظ المحبطة مثل : لن تفلح أبداً
- الابتعاد عن المقارنات الظالمة بين الطالب و زملاءه أو الأقارب لأن هذا يضع عليه عبئاً نفسياً كبيراً يزيد من التوتر.
- عدم التوعد بالعقاب إن لم يحصل الطالب على مجموع كذا و كذا ،لأن ذلك سوف يزيده قلقاً و رعباً …
نصائح ليلة الإمتحان و صباحه
- على الطالب أن يحرص على وجبة افطار فى الصباح و يكون بها النشويات و البروتين معاً مثل الزبادي و المربى أو التمر و الحلاوة الطحينية لمنح الطاقة اللازمة للتفكير و حل الامتحان.
- تناول جرعة الدواء المعتادة إن كان الطالب مريض بداء السكري مثلاً.
- الاستيقاظ مبكرا حتى لا يصل الطالب متأخراً إلى لجنة الامتحانات لتفادى الضغط العصبي.
- تجنب المنشطات صباحاً مثل القهوة و مشروبات الطاقة.
- كوب من الحليب و الموز لتهدئة الأعصاب إن كانت مشدودة .
- الابتعاد عن التفكير السلبي مثل “الامتحان سيكون صعبا جدا”
- إذا شعرت بأنك نسيت كل شىء فتذكر أن ذلك ما هو إلا نتيجة التوتر و سيزول بمجرد التفكير في شىء آخر.
- ممارسة التخيل الابتكاري ليلة الامتحان و في الصباح «اغمض عينيك و تخيل نفسك في اللجنة والامتحان قد جاء سهلا» فإن ذلك يزيد من الاسترخاء.
- استخدم طرق الاسترخاء السريع إذا كنت متوتراً مثل استنشاق الهواء من الأنف ثم حبسه لمدة ١٠ ثوان ثم إخراجه من بين الشفتين بقوة.
- الخروج صباح الامتحان من المنزل بمبدأ “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا “لأن ذلك يزيد من الطمأنية و يقلل من المخاوف.
وختاماً : خالص دعواتنا لجميع ابنائنا الطلاب بحظ وافر و مستقبل مشرق .
