جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
استهل حديثي بآية عظيمة القدر ، عظمها الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد ، قوله تعالى
(ما لكم لا ترجون لله وقارا) سورة نوح آية 13.
فإنه حينما نمسك بأقلامنا لنكتب مقالا أو خاطرة فغرضنا واضح ومعلوم محاولة وضع أيدينا علي الداء العضال الذي قد يصيب أجسادنا جسد أمتنا العربية،أقصد واقعنا الذي نحياه والذي نرجوا من الله أن يغيره إلي الأحسن فهي محاولة للذكرى (وذكر فان الذكري تنفع المؤمنين)،(فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر) ،( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.)
الكتاب كثر وأقلامهم مبدعة وأفكارهم رائعة ويكتبون أفضل مني ومتمرسين في فن المقال لكن هي محاولة للوقوف علي ما وصلنا إليه من حالة مزرية فالكل يطلب ويطالب بإصلاح الحال ،جهل،مرض،فقر، نعم لا ننكر هذا ومن أنكر أو جمل الصورة أو هتف وغني ورقص فهو إما وإما ، إما منافق مداهن أو ران الله على قلبه وختم على سمعه وبصره فلم يري إلا الظلال،لكن الله تعالي يقول( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ، ذكري بمنطق العقل يا أهل العقلاء.
الإصلاح إصلاح الحال إلي الأفضل لايكون بالكلام وإنما بالعمل الدؤوب إلا أن هناك بعدا آخر قد يكون خفيا على الكثير .
عقد صلح حقيقي مع الله تعالي فالله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فالأئمة علي المنابر تبح حناجرهم وتطالب بالإصلاح إصلاح الناس وهم أبعد ما يكونون عن الإصلاح أبدا بنفسك يا سيدي فأنت قدوتنا فكيف يكون قدوتنا هكذا ضآل مضل ، ينفر الناس من الدين أو يكفر الناس بغير حق، حقا يا عباد الله إن منكم لمنفرين ، ويطلب منا اتباعه ففاقد الشيئ لا يعطيه .
كيف نعقد صلحا مع الله ،في الآية الكريمة (مالكم لا ترجون لله وقارا)الوقار اعتبر يا أخي وتدبر هذه الآية ،هان الله علينا فهنا على كل شيئ لم نوقر الله ولم نضعه نصب أعيننا ،لم نتقه (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم) وتطلب من الله الصلاح صلاح الحال.
لوتأملنا هذه الاية الكريمة بمنهج الاعتبار واعتبرناها حق الاعتبار ووضعنا الهيبة من الله في قلوبنا وتأدبنا مع الله وتخلقنا بأخلاق الله في معاملاتنا مع بعضنا البعص وأتمرنا بما أمرنا به وانتهينا عما نهانا عنه في هذه الحالة فقط يبدأ الإصلاح والتغيير ولنا في الفاتحين أمثال صلاح الدين القدوة والعبرة هل فتح بيت المقدس- اللهم رده الينا مردا جميلا -،هل فتحه بالعدة العسكرية فقط لا والله وإنما كانت عدته الإصلاحية في بادئ الأمر،وضع الله نصب عينيه راقب الله في كل صغيرة وكبيرة وأصلح المجتمع ساعتها هيأ الله له أسباب التمكين والنصر.
لكننا للأسف تكالبنا علي الدنيا ولهثنا خلف الكراسي والمناصب الزائلة واتخذنا آيات الله سخريا وهزوا ولعبا وفرطنا في العبادات وتماهينا في المعاملات وطرحنا الايثار وركنا إلي الأثرة ، حب الذات .
فكيف ينصلح الحال،يقول تعالي في حديثه القدسي ،إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري أرزق ويشكر سواي ،خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد اتقرب إليهم بالمحبة والمودة ويبتعدون عني بالمعاصي والذنوب، أمهلهم فإن تابوا إلي فأنا حبيبهم وإن عصوني فأنا طبيبهم أبتليهم بالأوجاع والأسقام حتي أطهرهم من الذنوب والأوزار.
سبحانك ربنا ما أعظمك من إله ،ما أكرمك من إله ما أحلمك من إله.
نفعل كل ذلك والله ينتظر توبتنا وعودتنا إليه، لو أعلناها صريحة التوبة والأوبة والعودة إلى الله ووقرنا وعظمنا الله في قلوبناوراقبناه في كل شيئ في حركاتنا وسكناتنا لكان حقا عليه أن يغير حالنا إلي الأحسن أحسنوا إلى الله حتي يحسن إلينا ،فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك،(واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا).
فعبادة الله وعدم الإشراك به روح التعظيم والهيبة والوقار لله تعالي.
فهل راقبنا الله هل راقبت الله أيها المعلم في درسك ،أيها الأستاذ في محاضرتك، أيها المهندس في مصنعك ، أيها الطبيب في مرضاك ، أيها القائد فيمن تقود إذا حققنا ذلك سعدنا وحقق الله لنا مبتغانا.
الإصلاح لايكون بالكلام وإنما بالعمل ووضع الله أمامنا ساعتها ننتظر تجلياته سبحانه وتعالى وتفضله علينا بأن يصلح أحوالنا.
فالأدب مع الله طريق للإصلاح.
أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان ورئيس قسم الفلسفة السابق.