سلسلة مكارم الأخلاق يكتبها دكتور عادل القليعى

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى

سلسلة مكارم الأخلاق.
فلسفة الأخلاق طبيعتها وخصائصها.1-10.
حاجتنا ملحة إلي إحياء قيمنا التي انسحقت، أو أوشكت علي الانسحاق في ظل المتغيرات الكثيرة والمتلاحقة التي يعيشها إنسان العصر،
تدن قيمي، إنهيار أخلاقي، عبثية، فوضوية، لامبالاة، عدم إحترام الصغير للكبير،عدم عطف الكبير علي الصغير ومعاملته كإنسان، أصبحنا نعيش في غابة مستوحشة القوي ينقض علي الضعيف، الغني يحاول بشتي الطرق أن يزداد غنى لا يهمه الآخر، مصلحتي فقط، أنانية مفرطة علي حساب الغير.
الرذائل والموبقات المهلكات في كل مكان، رائحة كريهة تملأ الأمكنة، على قوارع الطرقات، تعاطي المخدرات عيانا بيانا في وسط النهار، (على عينك يا تاجر)، تحرش، اغتصاب، قتل وسفك أرواح بغير حق حرم الله قتلها، بلطجة وسباب بأقبح الألفاظ التي يندى لها الجبين، الرشاوى والمحسوبية تنتشر في كل مكان، من يدفع يحصل علي البركة، من “يكرمش” العملات الورقية يمر ويصل إلى ما يريد. ولنا مع هذا الموضوع سلسلة مقالات_
طبعا لكل قاعدة شواذها، لذا أقول إلا ما رحم ربي.
ثم الطامة الكبري من يبيعون أنفسهم ويتحدثون كذبا وزورا، ورائحة الكذب النتنة تفوح من أفواههم، ويقلبون الحق باطلا والباطل حقا مسفسطين مخادعين مزورين، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لكن (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين، كلا إن كتاب الفجار في سجين.)
حاجتنا باتت ملحة للأخلاق والعود الأحمد إلى أخلاقنا وقيمنا الراسخة، إلى فطرتنا الحقيقية التي فطرنا الله تعالي عليها، فطرتنا الخيرة التي لوثتها محدثات الأمور.
لكن لا نعيب زماننا، وإنما نعيب أنفسنا، نحن الذين حدنا عن الجادة وانجرفنا مع التيار دونما وازع داخلي ولا رقيب يقول لك هذا خطأ لاتفعله، هذا صواب فتمسك به وعاينه وسر في ظله الظليل.
ألا نجلس مع أنفسنا ولو حتي هنينة كل يوم لنحاسب أنفسنا، ماذا فعلنا ولماذا؟!ما سبب الإنهيار الخلقي الذي تعرضت له القيم، ولاتعيب على متغيرات العصر، أو الظروف الملحة، ظروف الحاجة والفاقة هي التي جعلتنا هكذا.
حاجتنا باتت ملحة لإحياء قيم الحق، لأن الحق هو الذي يقودك إلي الفلاح، الخير، غايتنا القصوي، نعرف مفهوم الخير، الذي هو كل فعل يقود صاحبه إلي الفضيلة، نعرف مفهوم الشر، الذي هو كل فعل يقود الإنسان إلي الرذيلة، فإذا ما علمنا هل سنلتزم، عرفت فألزم فعل الجميل .
ميز الله تعالي الإنسان بميزتين مهمتين ميزة العقل والإرادة، فهو يشارك الحيوان أعزكم الله في مأكله ومشربه ونفسه وتكاثره وكذلك النبات، إلا أنه يتميز عنهما بالعقل ميزان الجسد، والإرادة التي هي تدفع الإنسان، إما أن يسير ناحية الخير، أو يسير ناحية الشر متحملا تبعة اختياراته، ومن هذا المنطلق جاءت عبارة أرسطو الشهيرة الإنسان حيوان ناطق عاقل إجتماعي ينفر من حياة العزلة مدني بطبعه، وإذا كان ذلك كذلك فإنه بالضرورة سيكون أخلاقيا أو لا أخلاقيا، أو أفعاله نحكم عليها أنها أكثر أخلاقية، أو أكثر لا أخلاقية.
إذا ما أردنا حقا ترتيب وإعادة بناء منظومة الأخلاق، لابد أن نرتب البيت من الداخل أولا، بمعني نهتم بالإنسان نفتش عن أسباب قلقه، أسباب انهياره، ما الذي جعله يفقد هويته وذاتيه، ويصبح عبدا ذليلا لشهواته، لماذا أصبح فريسة للهوي، لماذا غيب عقله وخدره وخادره، ما الذي وصل به إلى حالات اليأس التي نراها ونشاهدها كل يوم.
إعادة البناء تحتاج إلي بناء ماهر، فلا يكون هناك بناء أنيق ومهندس بطريقة تنشرح لها الصدور إلا من خلال مهندس ناجح، وهندسة الإنسان وإعادته للجادة تحتاج إلي غواص ماهر يغوص فى النفس الإنسانية ويتعمقها متسلحا بهدفه الذي يسعي إليه، هذا الهدف هو الوصول بالإنسان إلي بر الأمان، بر الطمأنينة والاستقرار والهدوء النفسي، الذي إذا ما تحقق سنعود سيرتنا الأولى، سنعود إلى قيمنا الجميلة واخلاقنا الحميدة التي هي فطرتنا التي فطرنا خالقنا عليها، فطر الخير لأنه تعالى خير ولا يحب لنا إلا الخير.
وللحديث بقية.
نتابع……..

أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock