ايران مابين الثورة وسلطة المرشد

جريدة بكره احلى الإخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى

حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني 

في خبر عاجل ورد من طهران ظُهر الاحد في الرابع من كتنون الاول
” ديسمبر ” ، اعلن عن إلغاء شرطة الاخلاق وفقاً لما ورد في تصريح المدعي العام الايراني – محمد علي منتظري ، حيث قال ” أن السلطة التي شكلت شرطة الاخلاق هي التي الغتها ” ، فيما لم يصدر بعد اي إعلان رسمي من طهران يؤكد او ينفي هذا الخبر .
إن صح هذا الامر فيؤكد بأن سلطة الملالي ، قد تكون في وارد تقديم بعض لتنازُلات الطفيفة والتي لا تمس جوهر النظام الايراني او دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية ، بينما في الواقع تطورت الاحداث وتسارعت ، كما تخطت هذا المطلب ، والذي رُفع من قِبل النساء الايرانيات والمُتظاهرين في الايام الاولى للانتفاضة التي إنطلقت على اثر مقتل الشابة الايرانية الكُردية مهسا أميني بعد اعتقالها على ايدي عناصر من شرطة الاخلاق تلك .

قد يجد البعض في خبر حل شرطة الاخلاق عملاً او تنازلاً من السلطات الايرانية لتنفيس احتقان الشارع ، وقد يُعتبر ايضاً هذا إشارة لإنقضاض السلطات الايرانية على المتظاهرين الثائرين ، وزيادة حدة القمع اكثر وبشكلٍ تصاعدي ،اكثر فأكثر .
وقد غاب عن فكر منظومة الحكم وعلى رأسها المرشد بأن الثوار قد تخطوا خذه المُطالبات ، لا بل اصبحت مطالبهم تُنادي بإسقاط المرشد وما الهتافات التي تُنادي
” الموت للديكتاتور ” ، اي أن الثوار قد بدأوا البحث في شرعية نظام الملالي في ايران ونظام المرشد ، وبالتالي فإن بعض القرارات ومنها قد يكون حل شرطة الاخلاق مُجرد خطوة لن تُرضي حُكماً طموحات المنتفضين في شتى ساحات ايران .

لهذا ، قد تتطور حركة الانتفاضة في ايران ، والتي إبتدأتها النساء الايرانيات تحت شعار
” المرأة الحياة الحرية ” ، والتي انضمت اليها قطاعات كبيرة من الشعب الايراني وعمت مختلف مساحة ايران الجغرافية .
فإذاً قد تكون منظومة سلطة المرشد واهمة إن اعتبرت بأن حل شرطة الاخلاق قد يكون سبباً في عودة الهدوء والاوضاع في البلاد الى ما قبل اندلاع الثورة الاخيرة .
لذلك ، السؤال المشروع الان :
هل سيكون قرار حل شرطة الاخلاق بداية سلسلة تنازلات تُقدم عليها السلطات الايرانية ؟؟
أم انها مُجرد حلقة صغيرة جداً في مسلسل تطورات الوضع الايراني وقد تكون بداية لمسارٍ تصاعدي للقمع او بداية تنازلات فعلية لجس نبض الثوار ومدى إمكانيات تنازلهم وصولاً لحلٍ ما ، او قد تكون مرحلة مفتوحة على جملة تطورات .
وهنا لابُد من إنتظار ما ستُظهِره ورات الاسابيع والاشهر القادمة ، ومدى تحمُل الثوار الايرانيين شراسة القمع الذي ستقوم به السلطات الايرانية قبل ان تقتنع جدياً بأن الشعب الايراني بمختلف فئاته لم يعد باستطاعته العودة الى الوراء ، اي الى الايام التي سبقت مقتل مهسا اميني .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock