أنا طفل أمي الجميل
أنا حلم أمي النبيل
لم تفطمني أمي خمسين عاما
قبل أن تسقط الدنيا على وجهي
خرجتُ
حافيا علي جسر من الوجع
تظللني غيمة من الدموع
كأنَّني لستُ طفل أمّي الجميل
كأنني لست حلم أمي النبيل
تركت في شرفة الصبح المائدة
عليها زادي من خبز الوالدة
وتناثرت مني علي الجسر
بتلات من وردتين
كانت أمي غرستهما
علي خديّ المكتنزين
ومكثت خمسين عاما
تسقيهما كل صباح بدعوتين
وترويهما بركعتين نافلتين
كل مساء
بعد صلاة العشاء
لم تودعني الشموع
لم أفكر في الرجوع
لم يعد أحد يروي بالدعاء الوردتين
ولم يعد أحد يصلي من أجلهما النافلتين
أنا طفل أمّي الجميل
أنا حلم أمي النبيل
والآن أصبحت في سماء قلبي
غيمة من الدموع
هيهات أن تروي الوردتين
ربما تروي قصتي في كلمتين
أنا طفل أمي البديع
ماتت أمي
ومات معها الجميع
