جريدة بكره احلى
كتب حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .
لاشك بأن مصر عادت لتكون جوهرة المشرق ، لاسيما على المستوى العربي ، كما هو دورها المؤثر في المحيط الاقليمي الافريقي منها ، كما أنها تنخرط وبقوة على المستوى الدولي ،على صعيد الدور المهم الذي تلعبه ، بدءاً من الحرب الروسية – الاوكرانية ، كما تدخلها المؤثر في لحروب الاسرائيلية على قطاع غزة ، مما اعطاها قوة على المستوى الاقليمي والعربي ، حتى غدت جوهرة مُشعة في المحيط ، مما يؤهلها للعب دورٍ مُهم غابت عنه لفترات طويلة .
ولا ننسى بالطبع الدور الكبير الذي تلعبه القيادة المصرية على مستوى الدفع بقيام نواة مشروع عربي ، يساهم في تطوير العلاقات البينية العربية ، مما يساعد في تعزيز الامن القومي العربي في مواجهة ما تتعرض له الامة العربية من تدخلات بشؤنها والتي تعبث بالامن القومي العربي نتيجة التعرض للعديد من الدول العربية وخصوصاً من قوى إقليمية مُحيطة بالوطن العربي
” أيران ، تركيا وإسرائيل ” ، وما ينتج عن هذه التدخلات من أضرار كبيرة على مستوى الاقطار العربية .
ولم يكن بعيداً عن الدور المصري المتصاعد التحضير المصري لانعقاد القمة المناخية في مدينة شرم الشيخ ، والذي اتسم بدقةً في تنظيم واستضافة المؤتمر ، ويعتبر بعض المشاركين في هذا المؤتمر بأن مؤتمر شرم الشيخ من انجح واهم المؤتمرات التي انعقدت في هذا المجال .
وقد اتت كلمة الرئيس جورج بايدن عصر اليوم لتُعبر عن اعتذار عما اقدمت عليه إدارة الرئيس السابق طرامب في مؤتمر باريس وعدم مشاركته لا بل عدم الالتزام بقرارات المؤتمر ، كما ان الرئيس بايدن عبر ان التزامه بتوفير المساعدات للدول الفقيرة والمتضررة من جراء التغيير المناخي لاسيما في افريقيا .
هذا وقد برز دور مصر المهم في هذه القمة كما غيرها من المهام التي قامت وتقوم بها القيادة المصرية ، واتت اللقاءات الجانبية التي عقدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، والتي اكد المشاركين عن حكمته ودوره القيادي في الانتقال بمصر من حالٍ الى حالٍ جديدة ومتغيرة حيث تعزز الدور المصري في المحيط الاقليمي وعلى الصعيد الدولي ، وتأتي هذه الامور من خلال تنامي وتطور الاوضاع والظروف في مصر وعلى شتى الصُعد .
إذن ، ووفقاً للمعلومات المتوفرة من قمة cop27 ، يُثبت دور مصر المتنامي ، وخصوصاً إذا ما نظرنا الى الاتفاقات التي تم التوقيع عليها فيما بين مصر والعديد من الدول ابرزها مع العربية السعودية في موضوع الشرق الاوسط الاخضر ، فيما خص بموضوع انتاج الهيدروجين الاخضر وغيرها من موضوعات ، كذلك الاتفاق مع الامارات العربية المتحدة ، كما الاتفاق مع بلجيكا واليوم ما نتج عن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس بايدن والذي اكد على الدور المحوري لمصر والتي تلعبه في الساحة الاقليمية والدولية لاسيما الموقف المصري المميز في الحرب الروسية الاوكرانية ، وعن امكانية لعب مصر دور مهم في التخفيف من الازمات على المستويين الاقليمي والدولي .
وهنا لا تبدو مقولة مصر ام الدنيا إلا حقيقة تتبلور يوماً بعد يوم .