قرائي الأعزاء بعد طول غياب لظروف خارجة عن ارادتي وتوقفي عن الكتابة اهو “مأزق الورقة البيضاء” أو الصمت عن وضع يؤلمني ويقض مضجعي كل ليلة.
فعلا كثيرة هي التساؤلات التي تضيق بها صدورنا ونفوسنا والتي تبحث عن إجابات شافية.. لكننا سرعان ما نكتشف أنها تصطدم كل لحظة بواقع مؤلم ومشاهد في كل زاوية من زوايا الحياة وزوايا مغربنا الحبيب.. هذا الوطن الذي لاتزال الكثير من الأيادي عاجزة عن إنقاذه.
إنها تساؤلات موجعة تجول في خواطرنا جميعاً.. وتنغص حياتنا في هذه الفترة العصيبة من عمر هذا الوطن الكبير.
مع نهاية السنة التي اهدتنا أجمل وافخر الهدايا من ارتفاع مهول للمعيشة في ظل حكومة الالة العظيمة بقيادة الأعظم أخناتوش الذي أملنا منه الخير والازدهار.. ولايزال الوضع كما هو عليه، ولاتزال الأزمات تخنق هذا الشعب من كل جانب بالرغم من كثرة الكلام والوعود والندوات واللجان التي شكلت وتشكل لإنقاذ هذا الوطن. ندرك أن المرحلة صعبة وحساسة.
الجميع يتساءل عن الأمور التي تغيرت في المغرب منذ تولي الإله الأعظم رئاسة الحكومة.. فعلاً أقولها وأعيدها هناك تغييرات عديدة لا يمكن حصرها او عدها، أولها تحديد مستوى وعي الشعب واخيرها ارتفاع في كل المواد الأساسية للمعيشة مع رفع الدعم عنها وتحميل المواطن عبئها دون مراعاة للزيادة في الأجور او المعاشات.
كيف نطالب مؤسساتنا أن تعمل وأن تنتج وأن تحدث تغييراً في واقعها، في الوقت الذي لاتزال نفس الأيادي القديمة تديرها وبنفس العقليات والأساليب؟ كيف ننتظر من وسائلنا الإعلامية النهوض وتغيير الخطاب والضغط من اجل تغيير الواقع وتحقيق الرخاء، ولاتزال العديد من مؤسساتنا مكدسة برموز الفساد والنفاق والكذب.
الكل ينتظر ويتساءل عن اللحظة التي سيتم فيها الكشف عن كل المجرمين وكل عناصر الطابور الخامس الذي يعرقل المسيرة ويدمر قدرات البلاد.. حتى يكون هذا الشعب على علم بهم.
إلى متى ستظل الحكومة تنظر لنفسها على أنها حكومة تسيير أعمال ومن ثم بقاء كل شيء على ما هو عليه؟ خارج الخدمة وخارج المسألة.. فالوطن لا يتحمل أن تظل كل هذه الفترة من غير ان يرفع الغلاء على رقاب العباد.
الوطن اليوم يدمر أمنياً واقتصادياً بشكل ممنهج.. والجميع يدرك ويعرف الأسباب. فإلى متى سيظل هذا الصمت الموجع؟ ولمصلحة من؟ ولماذا لا يصارح الشعب بمن يقوم بهذه الجرائم؟ وهل الوطن لايزال يتحمل هذه الموازنات والمساومات وهذا الغلاء القاهر؟ ومن هو الطرف الأقوى في المعادلة؟.
احتارت نفوسنا وتاهت عقولنا بين كل هذه التساؤلات والأحداث التي تجري داخل هذا الوطن المسكون في أرواحنا، ولا نملك إلا أن نبتهل إلى المولى عز وجل وان ونناجيه: ربي ماذا جنينا حتى يكون حالنا بهذا الشكل؟ هل لأننا شعب صابر مكافح عاشق للحياة بكرامة؟ هل لأننا نريد أن نحيا كبقية شعوب الأرض على أرضنا وبين خيراتنا؟ التي نهبت وتنهب منذ فجر الاستقلال والى اليوم هل لأننا شعب تواق للحرية يرفض الظلم والصمت على الباطل؟ ماذا فعلنا حتى يحاكمنا القدر بهذه القسوة، وتهاجمنا سيوف الفاسدين والعابثين في هذا الوطن؟.
إلى متى سيظل هذا الشعب خائفاً على نفسه وعلى مستقبله؛ من قوانين وغلاء ودمار للأمن الغذائي، ولايزال الصمت هو سيد الموقف؟.
لايزال في القلب الكثير من التساؤلات والألم.. أعلم أن قلوبكم موجوعة ومكسورة، ولا تتحمل أكثر مما هي عليه.. سننتظر ما يخبئه القدر لنا جميعاً؛ إما أن نحيا كراماً أو نموت على أرض هذا الوطن كراماً!.
بقلم : الدكتور عادل أعوين