وجهة نظر.
الخميس 20/10/2022
كش ملك
غيرت روسيا من
استراتيجيتها القتالية في حربها ضد أوكرانيا بشن غارات جوية بإستخدامها الطائرات المسيرة ( الدرون ) التي حصلت عليها روسيا مؤخراً من إيران وصفت بأكبر و أحدث صفقة عسكرية نوعية من أحدث الطائرات المسيرة و أطلق عليها إسم الطائرات الانتحارية حيث نجحت روسيا بشن غارات جوية بهذه الطائرات أدت إلي إصابة أهدافها بدقة و ألحقت خسائر في البنية التحتية في العاصمة الأوكرانية كييف من محطات توليد الكهرباء و مستودعات الوقود و الغاذ.
و هذه الغارات أثارت حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها في الناتو بسرعة التدخل العسكري حتي لا تصبح روسيا مسيطرة علي سماء كييف و تجعلها منصة إطلاق العديد من الغارات الجوية و إصابة أهدافها بدقة عالية.
و كرد فوري و سريع تريد الولايات المتحدة الأمريكية من إغلاق سماء أوكرانيا تماما و في المستقبل القريب سيصبح سماء أوكرانيا أقوي سماء في العالم وذلك بتسليحها لأقوي منظومة دفاع جوي في العالم تسمي ( ماسيم ) و هي منظومة صاروخية قادرة علي إسقاط جميع الطائرات المسيرة سواء كانت علي ارتفاعات منخفضة أو ارتفاعات عالية و أيضا قادرة على إسقاط جميع أنواع الطائرات و هي منظومة دفاع جوي جديدة لم تستخدم من قبل و هي صنعت لتحمي سماء البيت الأبيض في واشنطن و المراكز الحيوية من اي صواريخ أو طائرات عدائية من اي نوع تحلق في المجال الجوي الأمريكي بالإضافة إلي تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت الشهيرة لحماية أوكرانيا من جميع صواريخ كروز أو الباليستية و كل ذلك التسليح الأمريكي لوضع حل جزري و كبح جماح بوتين في إستباحة سماء أوكرانيا و الحيلولة دون تحقيقه لاهدافه قبل حلول الشتاء القادم و فرض هيمنته علي الأرض.
كما ستزود ألمانيا أوكرانيا بمنظومة دفاع جوي متطورة تسمي (الياس تي ) و هذه المنظومة من للصواريخ كانت مصنعة لمصر و لأول مرة ستستخدمها أوكرانيا علي مسافة 20 كيلو ارتفاع و لمسافة نيران 40 كيلو لتصبح سماء أوكرانيا بالكامل محمية بدروع فولاذية من أجهزة الدفاع الجوي الاكثر تطورا في العالم .
و لكن ما الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية و من ورائها حلف الناتو بأن تنتفض لتزود أوكرانيا بكل هذه المنظومة من الدفاع الجوي هو شراء بوتين لنوع متطور من الطائرات المسيرة من إيران تسمي ( كاميزكازي ) و هو أسم مستوحي من الطائرات اليابانية التي استخدمتها أثناء الحرب العالمية الثانية ضد المواقع العسكرية الأمريكية حيث كانوا الطيارين اليابانين يقوموا بعمليات انتحارية بطائراتهم مما أصاب الأمريكيين بالذعر و الرعب من هول التدمير.
و علي أرض الواقع في حرب روسيا فقد استخدمتها تلك الطائرات الانتحارية في تحقيق أكبر خسائر عسكرية في وقت قليل و لإمكانياتها القتالية الفائقة و صغر حجمها و عدم رصدها من الرادارات و قوتها التدميرية حيث تحمل قنابل تزن 50 كيلو فقط فضلا عن دقتها العالية في التصويب في إصابة أهدافها بمعني أدق (صاروخ بميزة طائرة و لكن بدون طيار ) و قد تمكنت روسيا من شراء 2400 طائرة من هذا النوع .
و بذلك انتقلت روسيا في حربها بقواتها العسكرية في خربها ضد أوكرانيا نقلة نوعية دون اللجوء إلي الأسلحة الثقيلة التقليدية كالدبابات و المدرعات و القواعد الصاروخية الأكثر تكلفة و تحقق خسائر مادية و بشرية كبيرة الي إستخدام أحدث الطائرات المسيرة الإيرانية و هو ما حقق لها التفوق العسكري النسبي ميدانياً علي حساب قوات أوكرانيا.
نعود الي الحرب الروسية الاوكرانية نجد أن بوتين ضم كما هو معلوم أربع مقاطعات و هي دونبسك و دونباس و لوجانيسك و خاركيف بتقع في شرق و جنوب أوكرانيا فما هو السر الذي لم يتعرض له المحللين السياسيين و العسكريين في الإصرار الشديد من بوتين في الاستحواذ علي هذه المناطق تحديدا التي تقع علي الحدود الروسية هل هي فقط لتحقيق الحماية الجيوسياسية ام أن هناك أطماع أخري .
و بعيدا عن الصراعات نجد أن المناطق الأربعة المشار إليها تحتوي علي 11% من نفط أوكرانيا و 20 % من غاذ أوكرانيا و 63 % من فحم أوكرانيا و 42 % من معادن أوكرانيا و منها مادة الصلب المستخدم في صناعة الأسلحة و المعدات العسكرية الثقيلة و الأهم من ذلك تحتوي علي 33 % من المعادن النفيسة و الرمال التي تكون مادة الليثيوم التي تستخدم في صناعة الرقائق في الاجهزة الإلكترونية.
و الجدير بالاشارة إليه هو كل هذه الكنوز و الثروات الكائنة في هذه المناطق الأربعة يبلغ قيمتها 13 تريليون دولار نعم هذا الرقم يجعل بوتين يسيل لعابه من أجل الاستحواذ عليها و يضعها تحت أنيابه و يمنع غيره من الدول الأخري الطامحة كالولايات المتحدة الأمريكية و غيرها المشاركة في هذه الوجبة الدسمة فهي تستحق التضحية بحفنة صغيرة من المال و النفس للفوز بها و بذلك تصبح روسيا أقوي دولة عسكرية و أغني دولة في العالم .
ناهيك عن قرب روسيا جغرافياً من القطب الشمالي و ما يكنزه ومن ثروات هائلة اكتشفت في السنوات الأخيرة من البترول و الغاذ لا تزال هذه الثروات مدفونة مما يجعل بوتين يتحكم في هذا المخزون الاستراتيجي من مصادر الطاقة و المعادن في العالم .
و هكذا سيظل الصراع محتدم بين القوي العظمي في العالم بشأن أوكرانيا فمن سيسابق الآخر في الحركة الأخيرة من لعبة الشطرنج في هذا الصراع ب :. كش ملك .